«ستظل خلاصة جهدك فى الدنيا، تُهدى لأجيال الشباب ضياء، فالحبُ أصلٌ عندك والتسامح منهجٌ وضّاء، ولمصر فى كل القلوب ولاء»، بتلك الكلمات الرشيقة، نُظم الوزن، وتجانست القافية، ونُسقت الأنغام، ولضم السطر بالسطر الذى يليه بالمحبة والوفاء والعرفان ومواقف حياتية بين الكاتبة مريم توفيق، والإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والتى أرادت أن تجسدها وتوثقها فى كتاب تخطت صفحاته الـ130، وطوى بين أحضان غلافه قصة تلاحم مسلم وقبطى.
أخبار متعلقة
«كلمات فى جزيرة السلام» كان اسم الكتاب الذى أصدرته الأديبة والشاعرة مريم توفيق، قبطية الديانة، مصرية الجنسية، منذ شهر مضى، وتضمن مقاطع شعرية ومواقف جمعتها بشيخ الأزهر، الذى لقبته بـ«جزيرة السلام»، وإمام المصريين، فمنذ اللقاء الأول وقعت «مريم» فى شباك الانبهار والاحترام لفضيلة الشيخ، فالمكان كان فى مشيخة الأزهر، والزمان بعد ثورة 25 يناير، تحديداً عند صدور كتابها «الثورة فى زمن المسروق»، وتقول: «ذهبت عشان أعرف رأيه، وكانت بداية التعارف بيننا، فبالرغم من قامته وهيبته- فهو إمام المسلمين- فإن تواضعه كان فوق المتوقع، فأثنى على الكتاب، وكان قمة فى الذوق، وجالى فكرة إنى أكتب عنه كتاب».
بدأت «مريم» أولى خطواتها فى الكتاب بالذهاب إلى الأقصر، فى شهر مارس الماضى، تحديداً بقرية القرنة، فى بيت فضيلة الإمام لتزور المنزل الذى نشأ وترعرع فيه، وتُجالس أهله، بعد أن توالت الزيارات بينهما، لتُفاجأ بوجوده هناك، وتقول: «رحّب بى جدا، وزادت رغبتى فى الكتابة عنه بعدها، ولما رجعت كلّمته واتحايلت عليه أكتبه، أخيرا وافق»، وبعد الموافقة عكفت «مريم» قرابة الشهرين لتُنهى كتابها فى أسرع وقت، وتضيف: «سعد جداً بالكتاب، وفى كل مناقشة بيبعت حد ينوب عنه عشان يحضر، وتلقيت ردود فعل إيجابية كثيرة جداً».
وتحضر الكاتبة «مريم» كتابها الجديد، الذى استوحته من «جزيرة السلام»، فتقول: «زى ما كتبت عن (جزيرة السلام)، هاكتب عن (أرض السلام)، وهو بابا الفاتيكان، وعاوزة أترجم الكتابين وكتاب تانى لى، اسمه (عشق مختلف جدا)، يجمع مواقف حياتية بين المسلمين والمسيحيين إلى الإيطالية، ليصل إلى العالم كله أن الإسلام مش دين إرهاب، وإن فيه ود وحب بينّا».
