رصدت «المصرى اليوم» بالصور التسرب البترولى، فى 5 مواقع برية وبحرية، بمنطقة خليج جمشة فى البحر الأحمر، بالإضافة إلى أعمال المكافحة التى تقوم بها الشركة العامة للبترول، للأسبوع الثالث على التوالى، منذ بداية الأزمة، وأرجع خبراء جيولوجيون سبب التدفق البترولى إلى تعرض المنطقة لهزات أرضية، لا تتجاوز 3 درجات، بمقياس ريختر بداية شهر سبتمبر الماضى، وحدوث تشققات بالطبقة الأرضية، أدت إلى تدفق البترول المصاحب لعدد من الغازات السامة. وتتابع قيادات وزارة البترول والشركة العامة للبترول وأعضاء اللجنة الجغرافية الخاصة بمتابعة الأزمات ومسؤولى أجهزة وزارة البيئة فى البحر الأحمر، منطقة التسرب، وفتحت أزمة التدفق البترولى باب الجدل والخلاف بين وزارتى البيئة والسياحة من جانب، ووزارة البترول وشركات البترول من جانب آخر، حول أعمال الحفر والتنقيب والاستخراج للبترول، والحفاظ على البيئة البحرية، ومنع امتداد التلوث لشواطئ القرى السياحية فى الغردقة.
وكشفت جولة «المصرى اليوم» عن انتشار رائحة الغازات السامة على بعد 70 كيلومتراً من منطقة التسرب، من بينها غاز «h2s» السام، كما رصدت فى موقع التسرب عشرات العاملين بالشركة العامة للبترول يجهزون أجولة صغيرة الحجم لتعبئتها بقش الأرز لاستخدامها فى أعمال المكافحة للسيطرة على التسرب البترولى.
فيما يصلح عمال آخرون الحواجز المطاطية، التى تهالكت بسبب سوء الأحوال الجوية، وتولت السيارات المجهزة شفط كميات من الزيت المتسرب من المواقع والمنطقة الشاطئية، كما يتابع مسؤولو أجهزة البيئة أعمال المكافحة لحماية البيئة من التلوث. وأكد المهندس وحيد سلامة، مدير عام قطاع محميات البحر الأحمر، ضرورة قيام الشركة العامة للبترول باستكشاف وتنمية المنطقة التى حدث بها التسرب، وحفر عدد من الآبار، وإجراء مسح جيولوجى وفيزيقى، لتحديد حجم الزيت الخام، وإعداد دراسة عن أسباب التدفق البترولى من باطن الأرض. وكشف أن أعمال المكافحة لم تكن على المستوى المطلوب فى الأيام الأولى، ولفت إلى أنه تم تحذير مسؤولى الشركة، من خلال التقارير اليومية، التى يتم إعدادها وإرسالها للمهندس ماجد جورج، وزير البيئة، ولفت إلى أن الشركة العامة للبترول استجابت، فيما بعد، وتمت زيادة أعمال ومعدات المكافحة وسيارات الشفط والحواجز المطاطية، لمنع التلوث من الوصول لمنطقة التيارات البحرية ومحميات الجزر الشمالية والقرى السياحية.
وقال الدكتور سيد مدين، مدير عام الفرع الإقليمى لجهاز شؤون البيئة فى الغردقة: «لدينا لجنة متابعة دائمة من مسؤولى البيئة والمحميات لمتابعة الأزمة من خلال تقرير يومى، وأوضح أن مساحة التلوث وصلت إلى 6 آلاف متر، وأبدى مخاوفه من ارتفاع كمية الزيت المتدفق أو ظهور مناطق جديدة للتدفق البترولى داخل مياه البحر.
وانتقد أحمد غلاب، عضو اللجنة البيئية لمتابعة التسرب البترولى، تجاهل الشركة العامة للبترول التسرب الذى حدث 2009 وعدم تحديد أو دراسة أسباب الظاهرة لمنع تكرارها.
من جانبه، أكد المهندس علاء الدين علام، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للبترول، التى تقع منطقة التسرب البترولى داخل أراضى الامتياز الخاصة بها، أن الطبقات الأرضية فى منطقة التسرب من النوع الجيرى الملحى، وتحدث بها هزات أرضية متكررة وضعيفة تتسبب فى خروج الزيت المصاحب للماء والغازات السامة من المناطق الضعيفة. وأشار إلى أن الشركة بدأت عمليات الاستكشاف والتنمية للمنطقة، وتحديد المسافة التى يتواجد فيها الزيت فى باطن الأرض، وصدرت تعليمات بالبدء فى حفر عدد من الآبار فى أقرب وقت، لاستخراج الزيت بعد الانتهاء من تجهيز المنطقة لاستقبال الحفار والمعدات الخاصة بالاستخراج، وإحداث خلخلة بالطبقات الأرضية لتحديد السبب الرئيسى للتدفق البترولى مع استمرار أعمال المكافحة.