اختتم وزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، جولته الخليجية التى استمرت 4 أيام، بزيارة الدوحة، قادما من الكويت، بعد مشاركته فى اجتماع سداسى بمدينة جدة السعودية مع وزراء خارجية دول المقاطعة العربية لقطر، دون أن ينجح فى تحقيق اختراق فعلى فى جدار أكبر أزمة دبلوماسية يشهدها الخليج منذ سنوات.
وبعد 4 أيام من الرحلات المكوكية بين الكويت التى تتوسط لحل الأزمة، وقطر والسعودية، عاد تيلرسون إلى الدوحة أمس، والتقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثانى للمرة الثانية فى غضون 48 ساعة، وقال مسؤول أمريكى إن تيلرسون سلم أمير قطر، نتائج اجتماعه فى جدة مع وزراء خارجية مصر والسعودية والبحرين، ووزير الدولة الإماراتى للشؤون الخارجية أنور قرقاش، بمشاركة الكويت، والذى أكدت دول المقاطعة خلال الاجتماع إصرارها على تلبية شروطها الـ13 لإنهاء مقاطعة قطر.
وألغى المؤتمر الصحفى الذى كان مقررا أن يشارك فيه تيلرسون مع الشيخ محمد بن حمد آل ثانى، شقيق أمير قطر، الذى أكد للوزير الأمريكى: «نأمل أن نراك مجددا هنا إنما فى ظروف أفضل»، وأبلغ الصحفيون فى الدوحة بإمكانية انعقاد المؤتمر الصحفى، إلا أن تيلرسون غادر قطر بعيد اللقاء مع تميم دون أن يدلى بأى تصريحات صحفية، وكان تيلرسون زار الكويت، أمس، والتقى وزير خارجيتها الشيخ صباح الخالد، لمحاولة حل الخلاف الخليجى، وذكرت وكالة الأنباء الكويتية «كونا» أن تيلرسون جدد التشديد على أهمية دور الوساطة التى تقوم بها دولة الكويت ودعم بلاده الكامل لجهود ومساعى أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لحل الأزمة.
وباستثناء مذكرة تفاهم قطرية- أمريكية فى مجال مكافحة الإرهاب، اعتبرتها دول المقاطعة خطوة «غير كافية»، ظلت الأزمة القطرية تراوح مكانها مع تمسك الدول المقاطعة لقطر بشروطها، مقابل رفض الدوحة الانصياع لهذه المطالب رغم العقوبات المفروضة عليها، فيما تترقب منطقة الخليج وصول وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان الذى سيقوم بجولة خليجية للدعوة إلى «تهدئة سريعة» بعد جولات نظرائه من الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا. وقالت مصادر دبلوماسية فى باريس، إن الوزير الفرنسى سيعمل على «إعادة بناء الثقة وإيجاد مصالح مشتركة تدفع جميع الأطراف إلى منع تدهور الأزمة»، وأضافت المصادر: «علينا أن نجد حلا».
من جانبه، دعا وزير الخارجية الإماراتى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، قطر إلى بذل جهد أكبر لتحسين الثقة فيما توقعه وما تنفذه، وقال إن الدوحة وقعت اتفاقيتين مع دول مجلس التعاون عامى 1993 و1994 ولم تلتزم بهما، مؤكدا أن هناك رغبة حقيقية من الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فى أن تلتزم قطر بتغيير هذا المسار، وضرورة أن تقوم بجهد مضاعف فى تغيير رؤية الكثير من الدول لما تقوم به من إيواء ودعم وتمويل وإبراز أصوات متطرفة وأصوات تدعو للعنف وأصوات تدعو للكراهية، وقال إن دول المنطقة قررت عدم السماح بأى نوع من أنواع التسامح مع جماعات متطرفة ومع جماعات إرهابية ومع جماعات تدعو للكراهية، مشيرا فى مؤتمر صحفى خلال زيارته سلوفاكيا إلى أن المنطقة عانت بما يكفى وعندما تقرر ذلك دول بحجم مصر والسعودية فنحن متفائلون، مؤكدا أن الدوحة توفر المأوى والمنصة للإرهابيين.
وعلى صعيد تأثير المقاطعة على الوضع الاقتصادى فى قطر، أظهرت بيانات رسمية أن الإجراءات التى فرضتها دول المقاطعة على قطر أدت إلى ارتفاع فى معدل التضخم بقطر بنحو 0.8% فى الشهر الماضى، وتركز الارتفاع الأكبر فى أسعار الغذاء، وزادت تكلفة النقل نحو 9%، وقال مسؤول قطرى إن الحكومة غطت بدرجة كبيرة زيادة تكاليف الشحن إلى البلاد وحدت من تأثير ذلك على المستهلكين. وأعربت الخطوط الجوية القطرية عن خيبتها تجاه قرار «أميركان إيرلاينز» إنهاء شراكتها معها على خلفية اتهام الشركة الأمريكية نظيرتها القطرية بتلقى دعم مالى حكومى.