مازال خروج الزمالك من بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم، يلقي بآثاره السلبية داخل القلعة البيضاء، حيث يعاني النادي حاليًا من حالة تخبط فني وإداري واضحة، خاصة فيما يتعلق بمصير المدير الفني للزمالك البرتغالي أوجوستو إيناسيو، واستمراره على رأس الجهاز الفني من عدمه.
وكان الزمالك قد ودع البطولة الأفريقية الأبرز على مستوى الأندية، من دور المجموعات، بعد احتلاله المركز الثالث في جدول المجموعة الثانية برصيد ست نقاط، وذلك بعد تعادله مع أهلي طرابلس الليبي 2-2 يوم الأحد الماضي، على ملعب برج العرب في الإسكندرية، في ختام دور المجموعات، حيث كان يكفي الفريق الأبيض تحقيق الفوز بأي نتيجة لضمان بلوغ الدور ربع النهائي.
وقرر مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة مرتضى منصور، إقالة الجهاز المعاون للمدرب البرتغالي، وتعيين أعضاء جدد في الجهاز الفني، على أمل إحداث تغيير في أداء ونتائج الفريق خلال الفترة المقبلة، حيث مازال ينافس الزمالك على لقب بطولة كأس مصر.
ويلعب الزمالك، مساء اليوم الخميس، مع فريق طلائع الجيش في إطار دور الثمانية لكأس مصر، حيث يأمل الفريق الأبيض في المضي قدما في المسابقة، ومحاولة حصد اللقب للعام على الخامس على التوالي، لإنقاذ الموسم، وذلك بعد خروج الفارس الأبيض من دور المجموعات لبطولة دوري أبطال أفريقيا، بجانب احتلاله المركز الثالث في جدول الدوري، قبل مباراة القمة أمام الأهلي -بطل المسابقة- يوم الإثنين المقبل في ختام منافسات الدوري.
وتعددت أسباب خروج الزمالك من بطولة أفريقيا، والتي كانت تأمل الجماهير البيضاء في التتويج بها في النهاية بعد غياب 15 عامًا، وكذلك لتعويض إخفاق العام الماضي بعد تأهل الفارس الأبيض للمباراة النهائية بعد غياب طويل، ولكنه خسر أمام صن داونز الجنوب أفريقي، حيث أكد نجوم الزمالك القدامى وخبراء الكرة المصرية، أن سقوط الفريق أفريقيا يتحمله المدير الفني أوجستو إيناسيو ولاعبي الفريق، ومجلس إدارة النادي أيضًا.
وأكد جمال عبدالحميد، نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق، أن إيناسيو يتحمل الجزء الأكبر من مسئولية خروج الفريق الأبيض من دوري أبطال أفريقيا، موضحًا أن المدرب البرتغالي فقير فنيا ولم يقدم مع الزمالك ما يشفع له الاستمرار في منصبه خلال الفترة القادمة.
وأشار «عبدالحميد» إلى أن اختيار إيناسيو من البداية كان قرارًا خاطئًا، وأنه مدرب لا يليق بحجم وجماهيرية نادي الزمالك، مضيفا أن إيناسيو خاض مباريات عديدة مع الزمالك منذ قدومه للقلعة البيضاء، وعرف كل كبيرة وصغيرة عن الفريق.
وقال مدير الكرة السابق في الزمالك، «إيناسيو يقول إنه جاء للزمالك في منتصف الموسم، ولم يمتلك الوقت الكافي لتطبيق فكره وطريقة لعبه، وهذا أمر غير صحيح لأنه أشرف على تدريب الفريق في عدد كاف من اللقاءات، ولكنه لم يترك أي بصمة واضحة مع الزمالك».
وأضاف «عبدالحميد»، أن السبب الثاني في سقوط الزمالك، هو وجود عدد كبير من اللاعبين لا يستحقون ارتداء قميص الزمالك، ولا يقدرون قيمة النادي، وجماهيره العريضة، قائلًا «لاعبو الزمالك ظهروا بدون روح وإصرار على الفوز خلال لقاء أهلي طرابلس الليبي، وهو ما أدى في النهاية إلى التعادل والخروج من البطولة».
وأكد أن تراجع أداء الزمالك ظهر في مبارياته الأخيرة ببطولة الدوري، وخاصة مباراته أمام الداخلية والتي تلقت فيها شباك الزمالك ثلاثة أهداف من فريق كان ينافس من أجل البقاء في الدوري، مما يؤكد ضعف دفاعات الزمالك.
وأوضح قائد منتخب مصر في كأس العالم 1990، أن الخروج الأفريقي قد يكون سلاحا ذا حدين للزمالك في مشواره ببطولة كأس مصر، قائلا «من الممكن أن يكون الخروج الأفريقي دافعا للاعبين لتقديم أداء مميز في بطولة الكأس ومحاولة حصد اللقب لإنقاذ موسم الزمالك، وأيضا من الممكن أن يتواصل الأداء الباهت تأثرا بالاضطرابات التي تحدث داخل الفريق والجهاز الفني».
من جهته، أكد أيمن يونس، نجم الزمالك السابق، أن كل أفراد المنظومة داخل نادي الزمالك مسئولون عن ضياع الحلم الأفريقي، بداية من رئيس النادي ومجلس الإدارة مرورا بالجهاز الفني واللاعبين وكذلك جماهير الفريق، وأيضا المحللين والنقاد الرياضين الذين يعظمون من شأن بعض اللاعبين الذين لا يستحقون اللعب باسم الزمالك.
وأوضح «يونس» أن البرتغالي إيناسيو منذ قدومه لتدريب الزمالك لم يقدم شيئًا جديدًا، وأنه يتعامل بحس جماهيري وليس فني، حيث يصر على إشراك بعض اللاعبين الذين لم يقدموا مستويات طيبة خلال مشاركاتهم مع الفريق.
وأضاف: «إيناسيو يتعامل أيضا مع اللاعبين بطريقة غريبة، وعلى سبيل المثال أنه أثر على مشاركة أيمن حفني لمدة ٩٠ دقيقة في لقاء الاتحاد السكندري بالدوري ليتم استهلاك اللاعب قبل لقاء مهم أمام أهلي طرابلس الليبي».
وشدد نجم الزمالك السابق على أن إيناسيو لا يتناسب ولا يصلح مديرا فنيا لنادي الزمالك، مؤكدا أن تقييمه للأمور الفنية للفريق وتغييراته وإدارته للمباريات خاطئة، مضيفا أن لاعبي الزمالك أصبحوا معه في حالة سيئة سواء على المستوى الجماعي أو البدني.
وأكد «يونس» أنه على ثقة تامة بأن إيناسيو سيرحل عن تدريب الزمالك سواء آجلا أو عاجلا، حتى لو نجح في الفوز على الأهلي في آخر مباريات الدوري، مشيرا إلى أنه أضاع بطولة هامة على الزمالك بخروجه أمام أهلي طرابلس..واختتم يونس تصريحاته مؤكدا أن خالد جلال مدير الكرة في جهاز الزمالك تعرض لظلم كبير بعد رحيله عن الجهاز.
من جانبه، علق خالد بيومي، المحلل الكروي الشهير، على أداء الزمالك وخروجه من البطولة الأفريقية، مؤكدا أن أحد أهم أسباب إخفاق الزمالك هو الجانب الإداري، وأن مجلس الإدارة يتحمل جانبا كبيرا من المسئولية، وكذلك اللاعبين والجهاز الفني.
وأشار «بيومي» إلى أن لاعبي الزمالك افتقدوا روح الفوز أمام الفريق الليبي، وحالتهم الفنية كانت سيئة للغاية، مؤكدا أن لاعبي الزمالك كانوا يحتاجون لتهيئة نفسية وبدنية قبل لقاء أهلي طرابلس.
وشدد «بيومي» على ضرورة منح إيناسيو كافة الصلاحيات في الفترة القادمة، وأن يستمر في منصبه، مؤكدا أن الحساب مع أي مدرب يكون في نهاية الموسم، خاصة أن إيناسيو استلم المهمة في وسط الموسم، ولم يختر اللاعبين الجدد الذين انضموا للفريق مؤخرا.
من جهته، أرجع طارق يحيى، نجم الزمالك السابق والمدير الفني السابق لفريق طلائع الجيش، خروج الزمالك من دوري الأبطال الأفريقي، إلى افتقار لاعبي الزمالك للخبرة المطلوبة في مثل هذه البطولات.
وقال «يحيى»: «قلة الخبرة، وعدم اللعب أمام أعداد كبيرة من الجماهير، وضعف اللياقة البدنية لبعض اللاعبين، كلها أسباب أدت إلى فشل الزمالك في تحقيق الفوز على أهلي طرابلس الليبي، وبالتالي توديع البطولة الأفريقية من دور المجموعات».
وشدد طارق يحيى، على ضرورة نسيان الأمر، وعدم التفكير في المسابقة القارية، من أجل الإعداد بجدية للقاءات كأس مصر القادمة، حيث أنها البطولة الوحيدة المتبقية أمام الزمالك هذا الموسم.