x

«واشنطن بوست»: قطر الصغيرة لا تزال نابضة بالحياة رغم الحصار

الأربعاء 12-07-2017 16:32 | كتب: غادة غالب |
قطر قطر تصوير : آخرون

أكثر من شهر مضى على قرار الدول العربية الـ4 السعودية والبحرين والإمارات ومصر فرض الحصار على قطر، وإغلاق طرق التجارة البرية والبحرية والجوية إليها، لكن الأوضاع في مراكز التسوق، ومتاجر الملابس الراقية، والفنادق الفاخرة، لا توحي بأي إشارات تذكر عن معاناة أو أزمة يعاني منها القطريون.

وفي تقريرها بعنوان «قطر الصغيرة لا تزال نابضة بالحياة رغم الحصار المستمر منذ شهر»، استعرضت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، شواهد عدة في قطر تشير إلى عدم تأثرها بالحصار المفروض عليها، بداية من نزول أحدث موديلات الصيف في متاجر الملابس الراقية، وامتلاء محال البقالة باللحوم والأجبان من أوروبا وتركيا، مرورا بتدفق الزوار على الفنادق الفاخرة التي تقدم وجبات وكحوليات «فخمة» على مدار الساعة، ثم دخول 4300 ألف سيارة ورأس ماشية من أستراليا الشهر الماضي عبر الميناء الرئيسي في البلاد.

الصحيفة الأمريكية ذكرت أن القطريين شعروا بالقلق في بداية الأزمة، وهرعوا إلى محلات البقالة، وفرغوا رفوف منتجات الألبان والواردات الغذائية الأخرى بعد أن أغلقت السعودية الحدود البرية الوحيدة في قطر، لكن عادت الأوضاع إلى سابق عهدها سريعا.

وفرة الأموال

«واشنطن بوست»، التي ذكرت أن الشعب القطري لا يشعر بأي فرق، إذ توجد احتفالات في كل مكان، أرجعت مواجهة قطر للأزمة لعدة عوامل، أولها المال، موضحة أنه من قرار فرض حصار تجاري على دولة غنية بشكل فاحش مثل قطر يعتبر خاطئا، فهي واحدة من أغنى الدول في العالم في دخل الفرد، ما يجعل مواطنيها أكثر ثراء في المتوسط ​​من غيرهم في دول الخليج المجاورة.

ووفقا للصحيفة، يبلغ عدد سكان قطر حوالي 2 مليون نسمة، لكن أكثر قليلا من ربع مليون هم مواطنون قطريون، وهذا يعني أن الحكومة لديها الكثير من الثروة المتبقية، فعلى سبيل المثال، لدى قطر نحو 340 مليار دولار من الاحتياطيات. وقال محافظ البنك المركزي القطري، الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني، إن حوالي 40 مليار دولار من النقد بالإضافة إلى الذهب، و300 مليار دولار في الاحتياطيات لدى جهاز الاستثمار القطري. وقد استثمر صندوق الثروة السيادية في قطر بشكل استراتيجي على مدار العقود الماضية في العلامات التجارية العالمية الفاخرة والعقارات في المدن الكبرى مثل نيويورك ولندن.

الطاقة

العامل الثاني الذي له الفضل في مواجهة قطر للأزمة هو الغاز الطبيعي، الذي يعد المصدر الرئيسي للدخل بها، والذي يستمر في التدفق دون انقطاع. كما أنها أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، الذي تنقله على ناقلات النفط في جميع أنحاء العالم. والغاز القطري يمد خط أنابيب تحت سطح البحر إلى عمان والإمارات، التي لا تزال تعتمد بشكل كبير على الغاز في قطر رغم قطع العلاقات الدبلوماسية.

وترى الصحيفة أن الأزمة كانت بمثابة «نوع جيد من التجربة» للقطريين لتحديد كيفية إدارة اقتصادهم في مواجهة مثل هذا الحدث. ورغم زيادة التكاليف بالنسبة للحكومة بسبب الطرق الدائرية التي يتعين اتخاذها للطيران أو شحن المواد الغذائية وغيرها من السلع إلى البلاد، فإن المصاريف المضافة لم يشعر بها المتسوقون بعد. وتقول الحكومة إنها تغطي زيادة 10 أضعاف في تكاليف الشحن للأغذية والأدوية.

مساعدات الحلفاء

المساعدة التي تلقتها قطر من حليفيها تركيا وإيران كانت أهم العوامل الأخرى التي سد أي ثغرات، كما فعلت المغرب. وعوضت تركيا فراغ منتجات الألبان والأجبان التي كانت تستوردها الدوحة من السعودية.

ووفقا للصحيفة، يبدو أن الحصار كان له أثر معاكس، وقد أبقت إيران مجالها الجوي مفتوحا، ما سمح للخطوط الجوية القطرية وشركات الطيران الأخرى بالتحايل على عمليات الإغلاق. كما ساعدت الاستثمارات السابقة في الزراعة الصحراوية على التخلص من أي أزمة غذائية. ورغم المناخ الحار والتربة القاحلة في قطر، وجد المزارعون طرقا لزراعة المنتجات العضوية مثل الطماطم والخيار والكوسا والباذنجان والفطر الشامبينون داخل البيوت المحمية.

طرق الشحن الجديدة

طرق الشحن الجديدة كانت أهم الحلول التي أنقذت قطر، وفقا للصحيفة، فمنذ إعلان الحصار الذي فرضته اللجنة الرباعية في 5 يونيو الماضي، أطلقت قطر 5 خطوط شحن جديدة، 2 منها إلى عمان و2 إلى الهند وواحد إلى تركيا.

وقال مدير الميناء في ميناء عبدالعزيز، ناصر اليافعي، إن ميناء حمد الجديد في جنوب العاصمة القطرية يعمل «بكامل طاقته». ولم يبدأ هذا المرفق، الذي يشكل جزءا من مشروع البنية التحتية للموانئ بتكلفة 7،4 بليون دولار، سوى عمليات الشحن العامة في أكتوبر، وكان يعمل بكامل طاقته في أوائل ديسمبر.

وذكرت الصحيفة أن شركة «ميرسك لاين»، التي كانت قد شحنت من قبل الكثير من حمولتها القطرية عبر جبل على، أعادت تجهيز عملياتها للمرور إلى قطر عبر سلطنة عمان.

ووفقا للصحيفة، استقبل ميناء حمد 212 سفينة في يونيو، مع 24 ألف حاوية، و4300 سيارة، و61 ألف رأس من الماشية و6 400 طن من مواد البناء. وفي ليلة واحدة من هذا الشهر، أفرغت 5 سفن كبيرة في ميناء حمد الأغنام من أستراليا، والغذاء من تركيا، والسيارات المصنوعة في كوريا الجنوبية. وتدير الخطوط الجوية القطرية، إحدى أكبر شركات الطيران في المنطقة، 200 طائرة، منها 21 طائرة شحن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية