جاء الإنجاز التاريخى الذى حققه المدرب المصرى طلعت يوسف مع أهلى طرابلس الليبى بالتأهل إلى دور الـ8 ببطولة دورى الأبطال عقب تعادله الإيجابى بنتيجة 2-2 فى الجولة الأخيرة بدورى المجموعات خلال المباراة التى جمعتهما على ستاد برج العرب ليفرض عددا من الأسئلة داخل الشارع الكروى أهمها: كيف يتمكن فريق لا يمتلك «دورى محلى» من إقصاء فريق يمتلك تاريخا ومؤازرة جماهيرية غير مسبوقة مثل الزمالك؟! وهل توقع «يوسف» أن يتأهل لدور الـ8 على حساب الأبيض؟! وما الأخطاء التى ارتكبها منافسه دفعته لتحقيق حلم التأهل؟!.. توجهنا بهذه الأسئلة إلى المدرب الكبير الذى كانت إجابته صادمة وواضحة، مؤكدا أن البرتغالى إيناسيو، المدير الفنى للأبيض، كان مرتبكا خلال اللقاء وأن التشكيل الذى بدأ به المباراة كارثى لفريق يرغب فى تحقيق الانتصار وتخطى دور المجموعات، وقال يوسف خلال حواره مع «المصرى اليوم» إنه توقع عدم تأهل الزمالك بسبب ضغوط الإدارة على المدير الفنى، وتحدث يوسف عن أسرار كثيرة فى هذا الحوار:
■ بداية.. هل كنت تتوقع التأهل لدور الـ8 ببطولة دورى الأبطال؟
- أولا، أحمد المولى، عز وجل، على تخطى دور المجموعات فى ظل الفرق التى واجهناها سواء اتحاد العاصمة الجزائرى أو الزمالك أو كابس يونايتد، فجميعها فرق مستقرة وتمتلك كافة المقومات التى تمنحها الترشح للدور التالى، بعكس فريقنا الذى يواجه ظروفا صعبة لا يمكن مواجهتها أو التغلب عليها أو تدفع أى جهاز فنى للتفكير فى تخطى دور المجموعات.
■ كيف؟
- نحن الفريق الوحيد الذى لا يمتلك «دورى محلى» نستطيع من خلاله الاستعداد للمواجهات الأفريقية الشرسة بسبب الظروف السياسية، فضلا عن أننا لم نتمكن من خوض مباريات ودية مع أندية قوية لدرجة أننى كنت أخوض مباريات مع أندية شركات ونتغلب عليها بنتيجة 9-1 و6-0 وهى مباريات لم أستفد منها، وكنت أفكر وقتها حول كيفية مواجهة هذه الصعوبات لأنها كانت أزمة تؤرقنى بشكل كبير.
■ لماذا؟
- أصعب شىء يواجه أى مدير فنى هو قبول قيادة فريق لا يخوض منافسات الدورى المحلى، فضلا عن عدم انتظام المعسكرات الخارجية واللعب خارج الأرض أو فى دولة أخرى، ومن ثم تفتقد عامل الأرض والجمهور الذى يميز بقية الفرق المشاركة فى دورى الأبطال.
■ متى زاد الأمل لديك فى تخطى دور المجموعات؟
- عندما فزنا على «كابس يونايتد» بدأ الأمل يزداد فى إمكانية تحقيق حلم التأهل إلى دور الـ8 لسببين أولهما أن الفرق المنافسة التى واجهناها لم تكن بالصعوبة الكبيرة فى إمكانية تخطيها، والسبب الثانى هو أننا وصلنا باللاعبين إلى أعلى درجة من الوعى التكتيكى والبدنى الذى يؤهلنا لتحقيق نتائج إيجابية فى المباريات المتبقية.
■ هل توقعت تخطى عقبة الزمالك أمام جماهيره الغفيرة التى ملأت برج العرب؟
- بصراحة توقعت الفوز وليس التعادل، وكان بإمكاننا تحقيق نتيجة كبيرة وبفارق أهداف غير طبيعى لو كان سامح الدربالى، الظهير الأيمن، فى مستواه الفنى المتميز خلال هذه المباراة.
■ ألا ترى أنك تبالغ بقولك إن أهلى طرابلس كان باستطاعته الفوز على الزمالك بنتيجة ثقيلة؟
- مطلقا.. فالزمالك لم يبدأ المباراة بالتشكيل المناسب واطمأننت عندما علمت بالتشكيل الذى بدأ به البرتغالى إيناسيو، المدير الفنى للأبيض، لأننى كنت متوقعا أن يدفع بلاعبين للاستفادة من قدراتهم الهجومية لكنه بدأ بلاعبين آخرين منحونى الثقة خلال المباراة المباراة، وحتى عندما تقدم الزمالك بهدف لـ«باسم مرسى» أبلغت لاعبى أهلى طرابلس بالتماسك ومواصلة الضغط الهجومى على المنافس حتى تحقق التعادل.. ولو عدت إلى المباراة ستجد أننا لم نهب الموقف بعد تلقى الهدف الأول للزمالك فى مرمانا وهددنا مرمى أحمد الشناوى بأكثر من فرصة.
■ قلت إنك اطمأننت لعدم الدفع ببعض اللاعبين فى تشكيل الزمالك الأساسى والاعتماد على آخرين.. من هم؟
- كنت متوقعا أن يبدأ إيناسيو بالثلاثى الخطير شيكابالا ومصطفى فتحى وأيمن حفنى، وأمامهم باسم مرسى كرأس حربة وحيد.. لكنه «خدمنى» عندما دفع بحسام باولو كرأس حربة إلى جوار باسم مرسى وهو ما منحنا الفرصة فى السيطرة على وسط الملعب والانطلاق الهجومى نحو مرمى المنافس.. فعدم الدفع بـ«مصطفى فتحى» منحنا ثقة كبيرة كما منحنا السيطرة على الملعب.
■ هل مصطفى فتحى يتحكم إلى هذه الدرجة فى أداء الزمالك؟
- فتحى يمتلك حلولا فردية وإمكانيات فنية كبيرة تدفع الزمالك إلى تحقيق الفوز فى أى وقت، خصوصا إذا كان إلى جواره شيكابالا وأيمن حفنى وهما أيضا يتسمان بالمهارات الفنية التى تمكن أى فريق من هز شباك المنافس فى أى وقت.. وتدفع أى مدرب لعدم الاندفاع الهجومى، خصوصا إذا كان مصطفى فتحى تحديدا فى الملعب لأنه يمتلك السرعة الفائقة فى نقل الهجمات.
■ ألست معى أنك سيطرت على وسط الملعب بسبب عدم قدرة محورى ارتكاز الزمالك على منافسة لاعبى أهلى طرابلس خلال اللقاء؟
- هذا هو الخطأ الثانى الذى لعبت عليه عندما أخطرونى بتشكيل الزمالك وهو الدفع بـ«محمود دونجا» لاعب الوسط المدافع فى بداية المباراة، فهو لاعب مميز لكنه يفتقد الخبرة فى هذه المواجهات الصعبة التى تحتاج إلى توازن نفسى وعصبى كبير، ومن ثم كنت متوقعا أن يلعب إيناسيو بأحمد توفيق ومعروف يوسف فى وسط الملعب إلى جانب عدم قيام شيكابالا بالدور الدفاعى وعدم وجود ظهير أيسر، ولو كان سامح الدربالى الظهير الأيمن فى مستواه، كما قلت لك، لحققنا نتيجة ثقيلة على الزمالك.
■ كيف تتحدث بهذه الثقة والزمالك كان الأفضل فى بداية المباراة حتى تقدم بهدف لـ«باسم مرسى»؟
- الزمالك تراجع بعد تسجيل الهدف الأول لسببين أولهما الضغط الجماهيرى الذى كان يعانى منه اللاعبون وهو ما أبلغت به لاعبى فريقى قبل المباراة وكان الضغط النفسى أحد العوامل التى اعتمدت عليها فى تحقيق نتيجة إيجابية، والسبب الثانى هو التماسك كما قلت لك الذى اتسم به لاعبونا بعد هدف التقدم.
■ أليس غريبا ألا يخشى لاعبو أهلى طرابلس جماهير الزمالك فى المدرجات؟
- رد متسائلا: من قال هذا الكلام؟!.. اللاعبون فوجئوا بالجماهير الغفيرة فى المدرجات أثناء عملية الإحماء والتسخين وأكدوا لى داخل غرفة خلع الملابس أنهم أول مرة يشعرون أنهم يلعبون فى دورى الأبطال باعتبار أن المباريات التى شاركنا فيها بالبطولة لم تكن الجماهير بهذا الحماس والأعداد الغفيرة.
■ معنى كلامك أن «إيناسيو» يتحمل المسؤولية الأكبر فى عدم تأهل الزمالك إلى دور الـ8؟
- بالتأكيد.. فقد ارتكب أخطاء كبيرة فى التشكيل الأساسى، فضلا عن أننى فوجئت به «مرتبكا» أثناء إدارته المباراة، مما أفقده التركيز فى التعامل مع لاعبيه.
■ هل لاحظت انفعال أحد اللاعبين عليه؟
- لا.. لكننى أقصد أنه كان مرتبكا فى تعليماته للاعبين بسبب ضغوط الإدارة والجماهير لرغبتهم فى التأهل إلى دور الـ8.
■ لماذا لاحظت أن إيناسيو مرتبك؟
- إيناسيو يشعر أنه غير مرغوب فيه سواء من الإدارة أو الجماهير أو الإعلام، ومن ثم فعليه أن يتخذ قراره بالرحيل دون النظر إلى الشرط الجزائى، فقد كنت قبل انتهاء مباريات دور المجموعات أطالب باستمراره حفاظا على استقرار الفريق، لكن فى الفترة الحالية فإن استمراره غير مبرر وعليه أن يرحل من نفسه.
■ كيف؟
- المدرب عندما يشعر أنه غير مرغوب فيه فلن تنتظر منه شيئا ولن يصلح لفريقه.. فبالنسبة لى شخصيا فإن أهم ما أسعى إليه هو أن ألقى دعما من إدارة أى ناد أتولى فيه قيادة الفريق، فلابد أن ألقى المساندة من مجلس الإدارة والجماهير حتى دون الاهتمام بالراتب الشهرى.
■ هل تلقيت عرضا لتدريب سموحة؟
- مطلقا.. لم أتحدث مع المهندس فرج عامر، رئيس نادى سموحة، منذ أن كنت مديرا فنيا لبتروجت عندما اتصل بى وقتها وكنت مرتبطا بعقد مع إدارة النادى البترولى.. لكننى أرتبط بعلاقة طيبة مع فرج عامر وأحترمه بشكل كبير وأحترم سياسته داخل ناديه والطفرة التى حققها مع الفريق السكندرى، وحتى لا يفسر أحد كلامى بشكل خطأ فإننى مرتبط بعقد مع أهلى طرابلس وهناك شرط جزائى ضخم فى حالة فسخ التعاقد من أى من الطرفين.. فضلا عن أننى تلقيت تأكيدات من مجلس الإدارة باستمرارى مع الفريق قبل مواجهة الزمالك بصرف النظر عن النتيجة
■ ماذا ستفعل مع النجم الساحلى التونسى فى دور الـ8؟
- مباراة صعبة، باعتبار أن فريق النجم من الفرق المتميزة فى البطولة.. لكننى أفكر فى أن تكون مباراة الذهاب باستاد برج العرب أو فى الجزائر لصعوبة مواجهة الفريق التونسى مرتين بتونس ذهابا وإيابا.