دعا البنك الدولي الدول منخفضة ومتوسطة الدخل إلى عدم الانسياق إلى محاولة إنشاء جامعات على أحدث مستوى عالمي للاستفادة من عائدات الأبحاث واكتساب مكانة عالمية قبل أن تقدم لمواطنيها تعليمًا عاليًا راقيًا.
وأوضح البنك في تقرير جديد بعنوان «الطريق إلى الامتياز الأكاديمي: بناء جامعات بحثية على مستوى عالمي» والذي يستند إلى خبرات 11 جامعة بحثية عامة وخاصة بارزة في 9 بلدان بأفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية، أن صفوة الجامعات البحثية العالمية تتفوق على أذكى شركات العالم بأبحاثها التي تتسم بالابتكار، وخلص التقرير إلى أن الجامعات البحثية التي لها أداء بارز لابد أن تتوفر لها ثلاث سمات لا يمكن دونها البقاء، وهي أهمها توفر الأساتذة والطلاب الموهوبين، وميزانيات ضخمة، ورؤية وقيادة إستراتيجية.
ويقول الدكتور جميل السلمي، منسق شؤون التعليم العالي بالبنك الدولي، أحد مؤلفي التقرير «مختلف البلدان تظن أن إقامة مؤسسة بحثية راقية هو كل ما يحول بينها وبين الحد من الفقر، وتحقيق قفزة إلى الأمام في التنمية الوطنية، وحجزمكان لها في اقتصاد المعرفة العالمي».
وأضاف التقرير أن بناء جامعات عالمية المستوى وتشغيلها يمكن أن يتكلف ملايين الدولارات، ومن شأن توافر سعة من المال مع التمتع بمكانة دولية مرموقة أن يتيح للجامعات الراقية اجتذاب المزيد من كبار الأساتذة والباحثين، مؤكدا أن توافر المال بلا حدود واجتذاب أفضل وأنبه طلاب العالم وأساتذته يسهمان في تدعيم مسعى بلد ما لإنشاء جامعة عالمية المستوى، لأن الرؤية الاستراتيجية والقيادة أمران لهما أهميتهما البالغة أيضا.
ونوه التقرير إلى أنه ليست كل الدول بحاجة إلى جامعات عالمية المستوى، قبل أن تلبى أولاً الاحتياجات الأكثر أهمية للتعليم العالي.
