x

تهور «الونش» و«إيناسيو» يقصي الزمالك من دوري أبطال أفريقيا (تحليل)

الإثنين 10-07-2017 19:39 | كتب: أحمد يماني |
إيناسيو خلال مباراة الزمالك وأهلي طرابلس في دوري أبطال أفريقيا باستاد برج العرب، 9 يوليو 2017. إيناسيو خلال مباراة الزمالك وأهلي طرابلس في دوري أبطال أفريقيا باستاد برج العرب، 9 يوليو 2017. تصوير : طارق الفرماوي

حقق نادي الزمالك تعادلًا مخيبًا للأمال مع نادي الأهلي طرابلس الليبي «2-2»، في إطار منافسات الجولة الأخيرة من دور المجموعات في دوري أبطال أفريقيا، ليخرج الزمالك من البطولة، بعد احتلاله المركز الثالث في المجموعة الثانية، خلف ناديي اتحاد العاصمة الجزائري وأهلي طرابلس.

بدأ البرتغالي أوجستو إيناسيو، المدير الفني للزمالك، اللقاء بالرسم التكتيكي «4-4-2»، حيث تواجد أحمد الشناوي في حراسة المرمي، وأحمد توفيق على الناحية اليمني وناصف في الناحية اليسري وعلى جبر والونش كقلبي دفاع، فيما تواجد معروف يوسف و«دونجا» كثنائي وسط، خلف «شيكابالا» على اليمين و«حفني» على اليسار، وحسام باولو وباسم مرسي في الهجوم.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

ولكن على أرض الواقع، كان الزمالك أقرب إلى خطة «4-3-2-1»، بتواجد «حفني» و«باسم» خلف «باولو»، فيما يتواجد «شيكابالا» أحيانًا بجوار ثنائي الوسط.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

وأحيانا أخرى كانت الخطة تتحول إلى «4-3-1-2»، بتواجد «حفني» خلف «باولو» و«باسم»، ولا نعلم هل كان ذلك اجتهادًا من اللاعبين أم هي تعليمات من «إيناسيو»، ولكن تغيير الخطة بهذا الشكل خلال وقت قليل لا يعطي الانضباط التكتيكي الكافي للاعبين للقيام بالدور على أكمل وجه.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

بينما اعتمد طلعت يوسف، المدير الفني لأهلي طرابلس، على الرسم التكتيكي «4-2-3-1»، بتواجد «نشنوش» في حراسة المرمي ورباعي الدفاع من اليمين لليسار سامح الدربالي وعلى سلامة وعبود ومحمد علايت، وفي الوسط، تواجد الثنائي عبدالرحمن خليفة ومحمد غنودي، فيما تواجد الثلاثي فيفيان مابيدي وبدر حسان ومؤيد اللافي خلف المهاجم الوحيد أنيس سلتو.

لماذا خسر الزمالك؟

- عدم استغلال النصف ساعة الأولى:

لم يستغل الزمالك النصف ساعة الأولي من اللقاء، فالنادي الأبيض سيطر على أول 30 دقيقة بشكل واضح، ووصل إلى المرمي أكثر من مرة، ولكن كانت سمة الفريق الاستعجال والتسديد من خارج منطقة الجزاء، دون داعي، حيث سدد محمد ناصف تسديدتين ومعروف يوسف نفس العدد، دون إحداث خطورة أو وجود أي سبب لذلك.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

من الرسم السابق، يتضح تراجع دون داعي للزمالك، خاصة منذ الدقيقة 30 وحتي الدقيقة 45، وهي الفترة التي استفاق فيها الأهلي وهدد مرمي الزمالك بتسديدتين، واحده رأسية لـ«سلتو» والأخرى تسديدة في الشباك الخارجية، لمؤيد اللافي.

وعلى الرغم من انخفاض الاستحواذ في الربع ساعة الأخيرة، وبدلًا من أن يعطي «إيناسيو» تعليمات للاعبيه بالوقوف على الكرة واستعادة الاستحواذ، ظهر وسط الزمالك في اندفاع غير مبرر، على الرغم من تقدم لاعبو الاهلي واندفاعهم للهجوم، وظهر ذلك بشكل واضح في كرة الهدف، حيث اندفع معروف يوسف إلى الأمام وانقطعت الكرة منه، مما أدي إلى وجود 3 لاعبين من الأهلي مقابل لاعبان فقط من الزمالك، وترتب عن ذلك هدف التعادل.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

- رعونة «الونش»:

محمود حمدي «الونش» مدافع صاعد يؤدي بشكل جيد، ولكن دائمًا ما يندفع برعونة شديدة، حيث تسبب في مباراة كابس، خلال منافسات الجولة الخامسة، في الهدف الثاني وهدف قتل المباراة، بسبب اندفاعه وترك المساحة الخاصة به.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

وتسبب «الونش» أمام الأهلي طرابلس، بسبب الرعونة، في احتساب ركلة جزاء على فريقه وتعرضه للطرد، ما كان بمثابة نقطة التحول الواضحة في اللقاء.

- تغييرات «إيناسيو» والتهور الهجومي:

أجري «إيناسيو» تغييرًأ منطقيًا بنزول محمد مجدي بدلًا من «باولو» الغير ظاهر بشكل جيد في الشوط الأول، وذلك بسبب تغير خطة اللعب بشكل واضح، ما أدى إلى تشتت اللاعبين، خاصة في الهجوم.

التغيير الثاني كان بنزول مصطفي فتحي بدلًا من أيمن حفني مع بداية الشوط الثاني، وقد كان هذا التغيير متسرعًا إلى حد كبير، فـ«فتحي» لاعب سريع يجيد بشدة في حالة نزوله مع انخفاض المردود البدني للخصم، لذا لم يقدم «فتحي» شئ يذكر خلال الشوط الثاني.

الزمالك تهور هجوميًا مع بداية الشوط الثاني، فكانت أي هجمة مرتدة للأهلي الليبي يكون فيها عدد لاعبيه أكثر من لاعبي الزمالك.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

الزمالك، ومع بداية الشوط الثاني، تحول في الملعب إلى اللعب بخطة «2-3-3-1»، في الحالة الهجومية بتواجد قلبي الدفاع فقط في الخلف، وأمامهم الثلاثي دونجا و«ناصف» و«توفيق»، ثم «شيكا» و«فتحي»، وفي الهجوم «باسم».

في الحالة الدفاعية، تتحول الخطة إلى «4-2-2-1»، وهو مالم يحدث، حيث اندفع «ناصف» و«توفيق» للأمام، وتركا قلبا الدفاع مكشوفين تمامًا أمام هجمات أهلي طرابلس.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

ويظهر ذلك بشكل واضح في عدد مرات استلام الكرة في المربع رقم 15 ورقم 13.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

التغيير الثالث كان بنزول «ستانلي» بدلًا من «شيكابالا»، وقد كان هذا التغيير متأخرًا، فكان يجب أن يتم هذا التغيير بين الشوطين، والإبقاء على «حفني»، المصاب، لفترة أطول.

- أحمد توفيق:

أحمد توفيق أدي مباراة كارثية، فالظهير الأيمن للزمالك لم يقم بلعب أي كرة عرضية خلال المباراة بالكامل، ولم يقم بالتسديد على المرمى، وقام بمراوغة واحدة فقط صحيحة، ومرر الكرة 39 مرة من أصل 299 تمريرة للزمالك، بنسبة 13% فقط، وهو أكثر لاعبي الزمالك ارتكابًا للأخطاء، بإجمالي 4 أخطاء.

في المقابل، سامح الدربالي، ظهير أيمن أهلي طرابلس، قام بلعب 9 كرات عرضية، وسدد على المرمي تسديدتين، ومرر الكرة 52 مرة من أصل 229 تمريرة للأهلي، بنسبة 22%.

وهنا يظهر الفارق بين الظهيرين خلال المباراة.

- التمريرات الخاطئة:

عانى الزمالك بشكل كبير من التمريرات الخاطئة، حيث مرر 299 تمريرة صحيحة من أصل 404، بنسبة دقة 74%، بينما مرر أهلي طرابلس 229 تمريرة صحيحة من أصل 291، بنسبة تمريرات 80%.

وقد كان أكثر أوقات الزمالك فقدًا للكرة في الربع ساعة الأخيرة من المباراة، بمعدل 17 تمريرة خاطئة من أصل 76، مقابل 5 تمريرات خاطئة فقط لأهلي طرابلس، من أصل 72 تمريرة.

تحليل مباراة الزمالك وأهلي طرابلس

في المجمل استطاع طلعت يوسف التفوق على «إيناسيو»، خاصة مع وجود لاعبين متميزين، فـ«يوسف» أجري تغييرًا بنزول «الطاهر»، لاعب الوسط، بدلًا من «سالتو»، وأجرى تعديلًا في الملعب بتقدم «مابيدي» في الهجوم، وكان للتغيير نتيجة إيجابية بتسجيل الهدف الثاني في مرمي الزمالك، بينما لم يكن «إيناسيو» منظمًا، ولم يجري التغييرات الصحيحة، وبالطبع طرد «الونش» أربك حسابات الزمالك، وكان له أثر كبير، ولكن هنا يظهر معدن المدير الفني الجيد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية