أنهت الهيئة العليا لحزب الوفد، فى اجتماعها مساء الأربعاء، الجدل الذى أثاره انفراد «المصرى اليوم» قبل أيام بخبر فض التحالف الانتخابى بين حزب الوفد والتحالف الديمقراطى، مع الإبقاء على التحالف السياسى. بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب لمدة 4 ساعات حسمت موقف الحزب من التحالف بفض التنسيق الانتخابى، رغم أن اجتماع التحالف الديمقراطى لمدة 4 ساعات الأحد الماضى فى القاعة نفسها لم يحسم القرار، بعد أن خرج البيان يؤكد استمرار التحالف سياسياً، وأن «الانتخابى» سيتمثل فى قائمة موحدة أو التنسيق الانتخابى بشكل عام، ولكن جاء قرار الهيئة العليا بخوض الوفد الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة منفصلة على جميع المقاعد، مع استمرار التحالف الديمقراطى سياسياً، وكان صدى هذا القرار واضحاً فى أركان الحزب بالكامل حيث بدت مظاهر الفرحة بين أعضاء الحزب الذين هتفوا: «عاش الوفد ضمير الأمة»، وخرج أعضاء الهيئة العليا، بعضهم مبتسم والآخر انصرف سريعاً مما يدل على أنه غير سعيد بالقرار، فعلى الرغم من أن قرار الهيئة العليا خرج بموافقة إجماع الأعضاء، فإن استمرار الاجتماع 4 ساعات علله البعض بأن الهيئة العليا كانت تشهد انقساماً حول اتجاهين: الأول الذى كانت له الغلبة هو خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، والثانى هو خوض الانتخابات فى ظل قائمة التحالف الديمقراطى، مما تطلب أخذ التصويت على القرار، ولكن على ما يبدو، وحسب مصادر وفدية، أن الاتجاه المؤيد لخوض الانتخابات ضمن قائمة التحالف تغير رأيه بعد المناقشات وطرح الآراء.
وأشارت المصادر إلى أن بهاء أبوشقة، نائب رئيس حزب الوفد، وطارق التهامى، عضو الهيئة العليا، اعترضا على فض التحالف الانتخابى مع التحالف الديمقراطى، كما طلب كل من طاهر أبوزيد، وإبراهيم عبدالمجيد صالح، تأجيل أخذ القرار 24 ساعة حتى يتضح الأمر أكثر.
وعلى الرغم من هذا القرار، فإن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أكد فى نهاية الاجتماع حضور حزبه اجتماع التحالف الديمقراطى المقرر عقده غداً السبت فى مقر حزب الحرية والعدالة. وعلل فؤاد بدراوى، سكرتير عام الحزب، صدور قرار خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، بكثرة عدد المتقدمين للترشح من أحزاب التحالف الديمقراطى، فرأى معه حزب الوفد أن من الأفضل خوض الانتخابات منفصلاً.
وأيد كلامه سفير نور، عضو الهيئة العليا للحزب، بأن الوفد لديه حتى الآن 430 مرشحاً تم الاتفاق عليهم بالإضافة إلى 180 طلباً أخرى لايزال يتم بحثهم، وهو ما دعا حزب الوفد إلى التفكير فى خوض الانتخابات بقائمة منفصلة حتى لا نحرم كوادر وفدية كبيرة من الترشح وهذه القائمة تفى بطموحات الحزب وأعضائه.
وأوضحت مارجريت عازر، سكرتير مساعد الحزب، أن التحالف الانتخابى كان من الصعب أن يستمر لأن لدينا كوادر عديدة وأسماء كثيرة، ونفس الوضع مع الحرية والعدالة، مما يشير إلى استحالة استمرار التحالف الانتخابى، خاصة أن نسبة 35% التى عرضها الدكتور السيد البدوى، رئيس الحزب، فى بداية اجتماع الهيئة العليا والتى عرضها عليه محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، ليست كافية لنا لأن لدينا أكثر من هذه النسبة بكثير.
وقال حسين منصور، عضو الهيئة العليا، إن أعضاء الهيئة العليا اتفقوا على أن التحالف السياسى قائم، لكن التحالف الانتخابى أثار جدلاً بين وجهات نظر عديدة داخل الهيئة حول مصلحة الوفد المتمثلة فى خوض الانتخابات فى ظل قائمة التحالف، التى كانت تضمن له عددا من المقاعد، ومصلحة مصر فى خوض الانتخابات بقائمة منفصلة، فكانت مصلحة مصر هى الكفة الراجحة.
وتمسك عصام شيحة، عضو الهيئة العليا، بعدم التحدث عما دار فى الاجتماع، وقال إن الهيئة العليا فوضت رئيس الحزب فى التحدث عما دار داخل الاجتماع.