تعقدت الأزمة بين قطر والدولة العربية الأربعة المقاطعة لها منذ مطلع الشهر الماضي، بسبب اتهامها برعاية الإرهاب في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وزادت الأزمة تعقيداً برفض قطر، الأربعاء الماضي، رسمياً المطالب، التي تقدمت بها كل من السعودية ومصر والبحرين والإمارات، والتي جاء على رأسها إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، ووقف دعم التنظيمات الإرهابية، إغلاق قنوات الجزيرة الفضائية.
وخرجت الدول الأربعة ببيان، الخميس، نددت فيه بالموقف القطري الذي أكد موقفها ورغبتها في التحالف مع إيران، في الوقت، الذي نشرت فيه تقارير عربية عن إجراءات مشددة ضد قطر بتعليق عضويتها في مجلس التعاون الخليجي، وتشديد الحصار الاقتصادي عليها، خاصة قبل انعقاد اللقاء الرباعي والذي انعقد في القاهرة، الأسبوع الماضي، والذي وصفه وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بأنه «مجرد اجتماع تنسيقي تتم فيه دراسة إمكانية التصعيد ضد دولة قطر».
في ظل حالة التوتر، تحاول الولايات المتحدة الأمريكية أن تنقذ مصالحها في المنطقة، خاصة في ظل بحث الرئيس الأمريكي الجديد عن دور جديد في الشرق الأوسط وحماية لقاعدته العسكرية في قطر الواقعة على بعد أكثر من 30 كيلو مترًا جنوب غربي الدوحة، تحوي حوالي 11 ألف عسكري أمريكي.
وتضم القاعدة أطول ممر للهبوط الجوي في منطقة الخليج، والممتد على مسافة 3.8 كيلومتر، وتتخذ القاعدة موقعاً لتجهيز 120 مركبة جوية. والتي استخدمتها الولايات المتحدة الأمريكية كنقطة انطلاق لضربات القصف الجوي التي نفذتها طائرات «B-52» ضد أهداف تابعة لتنظيم «داعش» في العراق وسوريا في عام 2016.
فوفقا لتقرير نشرته صحيفة «السياسة» الكويتية منذ أيام عن مصادر وصفتها بأنها دبلوماسية مطلعة، قولها إن الاجتماع المقرر عقده بواشنطن، الأسبوع المقبل، حول الأزمة سيناقش النقاط النهائية لاتفاق سيتم إنجازه بين الأطراف الخليجية، تضمن واشنطن تطبيقه، وتشرف الكويت على تنفيذه ومتابعته. وذلك الاجتماع سيناقش أبرز المطالب التي وضعتها الدول العربية المقاطعة لقطر الأسبوع الماضي، والتي تضمنت 13 مطالبا أبرزهما إغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، ووقف دعم التنظيمات الإرهابية، وإغلاق قنوات الجزيرة، لكن بعد التطورات الأخيرة برفض قطر المطالب بدأت الولايات المتحدة بالضغط لإنهاء الحصار، وظهر ذلك في مكالمة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والرئيس عبدالفتاح السيسي، الأربعاء الماضي، خلال انعقاد الاجتماع الرباعي.
في الوقت ذاته، لم تقف إسرائيل بمنأى عن الأزمة، فالسفير الإسرائيلي في قطر، إيلى ابيدر، قد قال فور اندلاع الأزمة إنه ينبغي على إسرائيل انتهاز الفرصة في قطع العديد من الدول العربية علاقاتها مع قطر من أجل بناء علاقات دبلوماسية قوية مع قطر، مضيفًا أن «هذا سيكون مفيدا فيما يتعلق بالملف الفلسطيني، خاصة في ظل العلاقات القوية، التي تربط حماس بقطر».
روسيا لم تسعَ للتدخل المباشر في هذه الأزمة، واكتفت فقط بقول رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي، فيكتور أوزيروف، إن بلاده ستدرس بعناية كافة المعلومات، التي تدعيها مصر والسعودية، والدول التي انضمت إليهم بأن قطر ترعى الإرهاب الدولي، مضيفًا أن «موسكو لديها استقلالية في تطوير سياساتها تجاه العلاقات الدبلوماسية مع قطر».
ويرى السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«المصري اليوم»، السبت، أن «أمريكا تستخدم دائماً المعايير المزدوجة في هذه القضايا، فهي من صنعت الصراع الشرق الأوسط، ومن ساهمت في رعاية تنظيم القاعدة الإرهابي».
وأضاف: «السيناريو المتوقع هو تعميم مبدأ المصالح المشتركة، فالدول العربية لا تريد أن تدخل في صراع مع الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة بعد زيارة ترامب الأخيرة إلى السعودية ومشاركته في القمة الإسلامية الأمريكية لمكافحة الإرهاب».
وتابع: «الجميع يعلم المصالح التي تربط الولايات المتحدة وقطر، فالأولى حريصة على قاعدتها العسكرية، كذلك من المتوقع أن تقبل الدول العربية الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الأزمة واستغلال لقرب أمريكا من قطر لإقناعها بقبول مطالب الدول الــ4».