x

فلسطين تقترب من العضوية الكاملة في اليونيسكو بأغلبية كبيرة رغم الضغوط الأمريكية

الأربعاء 05-10-2011 22:18 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : رويترز

حقق الفلسطينيون، الأربعاء، أول نصر دبلوماسي في سعيهم وراء الاعتراف الدولي بدولتهم، مع موافقة اليونيسكو على توصية بمنح فلسطين العضوية الكاملة في هذه المنظمة، على الرغم من دعوة الولايات المتحدة الدول الأعضاء إلى معارضة التصويت عليها في المؤتمر العام للمنظمة.

وبحسب مصادر في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، أوصى المجلس التنفيذي للمنظمة الأربعاء بأغلبية 40 صوتا من أصل 58، بمنح فلسطين العضوية الكاملة فيها، فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت بينها فرنسا وإسبانيا، ورفضت 4 دول انضمام فلسطين إلى المنظمة.

وسترفع التوصية التي جاءت بناء على مبادرة مجموعة الدول العربية، إلى المؤتمر العام لليونيسكو في نهاية أكتوبر.

ووجهت إسرائيل انتقادا شديدا إلى طلب عضوية فلسطين في اليونيسكو، بعدما أصدر المجلس التنفيذي توصيته بمنح فلسطين صفة عضو كامل فيها.

واعتبرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن «تحرك الفلسطينيين في اليونيسكو ينكر في الوقت نفسه (وجود) المفاوضات الثنائية واقتراح الرباعية بمواصلة العملية الدبلوماسية»، في إشارة إلى بيان أعضاء الرباعية الدولية الذي دعا إلى استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.

وأضافت الوزارة في بيان أن «ما يقومون به هو رد سلبي على جهود إسرائيل والمجتمع الدولي لتعزيز عملية السلام».

وتابعت أن «اليونيسكو التي لزمت الصمت حيال التغييرات الكبيرة في الشرق الأوسط، وجدت الوقت خلال اجتماعها الحالي لإصدار ستة قرارات حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني».

وقد دعت الولايات المتحدة كل الدول الأعضاء في اليونيسكو إلى رفض توصية المجلس التنفيذي لهذه الوكالة الدولية بمنح فلسطين عضوية كاملة فيها، وفق ما أعلن ،الأربعاء، السفير الأمريكي في اليونيسكو.

وقال ديفيد كيليون، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني للبعثة الأمريكية في اليونيسكو، إن «الولايات المتحدة تدعو كل الوفود إلى الانضمام للولايات المتحدة عبر رفض هذه التوصية».

بدورها، قالت فيكتوريا نولاند، المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن «عملية جارية في مجلس الأمن (لبحث طلب انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة)، وبالتالي فمن غير المناسب اتخاذ قرارات بشأن وكالات مكونة للأمم المتحدة قبل أن يتمكن مجلس الأمن من قول كلمته».

ولكي تحصل فلسطين على وضع دولة عضو في اليونيسكو، يتعين أن يوافق على التوصية ثلثا الأعضاء البالغ عددهم 193 أثناء المؤتمر العام في دورته التي ستعقد من 25 أكتوبر إلى 10 نوفمبر في باريس حيث مقر المنظمة.

وتحمل الموافقة على هذه التوصية بعدا رمزيا قويا بعد تقديم الفلسطينيين طلب عضوية كاملة لدولتهم في الأمم المتحدة عبر مجلس الأمن الدولي.

وكانت الولايات المتحدة قد هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد هذه الخطوة، بينما اقترحت فرنسا منح فلسطين وضع دولة (مراقب) عبر تصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويوازي المجلس التنفيذي لليونيسكو حيث لا استخدام لحق النقض (الفيتو) مجلس الأمن الدولي، فيما يوازي مؤتمرها العام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

ولا يحظى الفلسطينيون حتى الآن إلا بوضع مراقب في اليونيسكو.

وأعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، في وقت سابق، الأربعاء، في رام الله بالضفة الغربية أن إسرائيل والولايات المتحدة تمارسان ضغوطا شديدة لإفشال التصويت على عضوية فلسطين في اليونيسكو.

وقال المالكي: «هناك ضغوط شديدة وغير معقولة على عدد من الدول ضد انضمامنا، نأمل ألا تحصل مفاجأة وألا تؤدي الضغوط إلى ثني أحد عن التصويت لصالح فلسطين».

واعتبرت فرنسا قبيل ظهر الأربعاء أن انضمام فلسطين الكامل كدولة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم نزولا عند طلب الدول العربية «سابق لأوانه»، وأن الأولوية الآن ينبغي أن تكون «استئناف المفاوضات» مع إسرائيل.

وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، قد شدد على أن «اليونيسكو ليست المكان المناسب» والمؤتمر العام لهذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة «ليس الوقت» الملائم لذلك.

وسيسمح تغيير في نظام اليونيسكو لفلسطين بتقديم طلبات للاعتراف بمواقع في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، ضمن التراث العالمي للإنسانية.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن في 2010 أن الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبر راحيل في بيت لحم، والموقعان يقعان في الضفة الغربية المحتلة، وهما مكانان مقدسان لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين، سيضافان إلى لائحة المواقع التاريخية الإسرائيلية.

وأثار هذا القرار غضب السلطة الفلسطينية التي تحدثت عن خطر اندلاع «حرب دينية». وأدان المجتمع الدولي القرار أيضا وأدى الى صدامات في الخليل.

ويعتزم الفلسطينيون خصوصا ترشيح بيت لحم حيث ولد المسيح، والحرم الإبراهيمي في الخليل ليكونا من ضمن التراث العالمي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية