يعد خالد أبوالنجا أحد أبرز المعارضين للنظام السابق، كما أنه أحد المساهمين فى تأسيس الجمعية الوطنية للتغيير، التى يرأسها الدكتور محمد البرادعى، وقد تسبب موقفه المعارض فى وضعه على القوائم السوداء للنظام، وقد تم منعه من الظهور على القنوات الرسمية بشكل غير معلن.
ومع بداية ثورة 25 يناير، كان أبوالنجا من أوائل الفنانين، الذين أيدوا الثورة، ولم يغادر الميدان حتى تنحى الرئيس، ورغم ذلك لم تنته طلباته، فهو يطالب الفنانين الذين أخطأوا فى حق الثورة بالاعتذار قبل فوات الأوان.
ما أهم مطالب المرحلة المقبلة، التى لا تزال قيد المفاوضات؟
- هناك عدة مطالب أبرزها رحيل حكومة شفيق، لأنها أحد رموز النظام السابق، وكلما كان أسرع كان أفضل. ثانيا: لابد من الإفراج عن جميع المعتقلين السياسين، الذين تم القبض عليهم منذ 25 يناير، ولا أعرف سبب وجودهم فى المعتقلات حتى الآن وأعتقد أن وجودهم يؤكد أن النظام الحالى لا يزال يفكر بنفس طريقة التفكير القديم، وهو أن يمتلك ورقة ضغط دائمة أمامنا. ثالثا: لابد من إقصاء أى عضو من الحزب الوطنى فى المرحلة المقبلة، لأن الحزب فسد من رأسه، خاصة بعد أن استقال معظم أعضائه، بالإضافة إلى أنه أحد رموز الفساد، أما بخصوص الدستور فأرى أن أى كلام فيه يعد مضيعة للوقت، لأننا من الممكن أن نقدم دستوراً مؤقتاً من أربعة وخمسة بنود فقط كما يحدث فى جميع الثورات، حتى ننتهى من المرحلة المؤقتة، كذلك التصويت على المادة الثانية فى الدستور بخصوص الشريعة الإسلامية، فهذا أيضا مضيعة للوقت، ورغم ذلك لا أنكر أننى متفائل بشكل كبير، لأن ضغط الشارع موجود، والناس لن تترك مساحة لأى شخص أو مؤسسة أن تضللها مرة أخرى، حتى الإعلام نفسه، وهذا أكثر ما يطمئننى وأعتقد أن عودة هذه الروح هى أهم إنجاز للثورة، وليس إسقاط مبارك.
■وما رأيك فيما يحدث الآن من عصيان مدنى فى بعض المؤسسات؟
- أعتقد أن ذلك شىء طبيعى، لأن العمال الذين لم يشاركوا فى الثورة، ووجدوا أن الاتحاد والترابط قد يسقط النظام، أصبحت لديهم الثقة فى سقوط أى فساد يعيشونه، وهؤلاء العمال عاشوا سنوات عديدة ذاقوا فيها المر، ولم يحصلوا على الحد الأدنى من الكرامة أو حتى حقوقهم من معاشات وتثبيت العقود والأجور، وأرى أنه من الخطأ أن نمنعهم، لأن ذلك حق أساسى لهم، ولكن ما أستطيع أن أقوله لهم ألا يتسبب ضغطهم فى وقف عجلة الإنتاج وتعطيل سير العمل.
■هل تتفق على عمليات التطهير التى بدأت تحدث فى النقابات الفنية؟
- هذا أيضاً شىء طبيعى، لأن هذه النقابات كانت تقمع طوال الوقت، وكانت تجبر على أن تكون قراراتها مع النظام، وهذا ما نعرفه جميعا، وأعترف بأن موقف أشرف زكى من الثورة كان غريبا، خاصة أن معظم الفنانين كان لديهم رأى مؤيد للثورة، وهذا لا يعنى أننى ضد رأيه أو موقفه، ولكن عليه ألا يتحدث باسم النقابة، كما أنه لا يجوز أن يخون من كان مع الثورة، وأن يتم إعداد قوائم سوداء لمن كانوا ضد النظام، وأن يرسل لهم رسائل بأن موقفهم قد يقابله شطب العضوية من النقابة، وقد وصلت بالفعل هذه الرسائل لبعض الزملاء، وكان ذلك بهدف الترهيب، وأعتقد أنه كلام فارغ ومنذ زمن كان يحاول من خلال بقاياه البائسة أن يحقق وجوده.
■إذن أنت تتفق مع زملائك على استبعاد أشرف زكى وتغيير مجلس النقابة؟
- بالتأكيد، وهذا ليس موقفاً شخصياً من أشرف زكى، ولكن لأننى لا أقبل أن تسير النقابة فى اتجاه سياسى محدد، وتتحدث باسمى، رغم أننى ومعظم زملائى نسير فى اتجاه آخر، لأن ذلك تزييف وتزوير لإرادة مجموعة كبيرة من الفنانين مثلما كان يفعل النظام المصرى فى خطف إرادة مصر كلها من خلال إعلام مزيف وترهيب من وزارة الداخلية.
■ما رأيك فى الفنانين الذين هاجموا الثورة ؟
- على كل هذه الأصوات أن تعتذر الآن، وأعلم أن الناس قد تحتاج إلى وقت لتقبل هذه الاعتذارات، خاصة من بعض الشخصيات التى خونت الثوار ووصفتهم بأنهم عملاء، وبهذا الاعتذار نبدأ صفحة جديدة، لأنه لا يوجد أحد من وجهة نظرى يكره مصر فبعضهم كان مضللاً أو خائفاً أو مش فاهم.
■إذن أنت ترفض القوائم التى خرجت مؤخرا والتى وصفت بقوائم العار؟
- بالتأكيد، وأرى أن الاعتذار هو الحل، خاصة بعد أن ظهرت الحقيقة، وحتى الإعلام لابد أن يعتذر لأنه كان مضللا وساهم فى تشويه أشخاص عديدة منهم الدكتور البرادعى وبعض الفنانين.
■ما رأيك فى الاتهامات التى نالها محمد البرادعى بأنه يحمل أجندة أمريكية ويتقلد منصباً فى الحكومة الأمريكية؟
- كلام فارغ، هذا كان نوعاً من التضليل، وإذا قلنا هذا الكلام فى أى مكان بالعالم سيضحكون علينا، فهذا الرجل حصل على جائزة نوبل للسلام لأنه الوحيد الذى وقف ضد احتلال أمريكا للعراق، ولكن نحن للأسف، وقعنا تحت تأثير إعلام مضلل يجب أن يعتذر ويرد لهذا المصرى الشريف اعتباره بغض النظر إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة أم لا.
■ولكنك تعرضت لبعض الاتهامات بسبب وجودك بجانب البرادعى؟
- قريبا ستسمع عن «بلاوى»، وما يحدث الآن جزء منها، فهناك اختراق كامل الآن لجميع وسائل الإعلام حتى التى تقف ضد الحكومة، حتى يصدق الشعب كل ما ينشر فيها بعد ذلك، وأرى أنها تهم رخيصة وسخيفة تم إطلاقها بهدف النيل ممن كانوا ضد النظام سواء أنا أو عمرو واكد أو وائل غنيم.
■من الذى وراء ذلك؟
- بالتأكيد أقصد أمن الدولة وأعترف بأنه قد يكون ارتبك الآن ولكنه موجود.
■ما رأيك فى تراجع البرادعى عن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية؟
- أعتقد أن هذا القرار جاء بسبب الظلم الذى تعرض له مؤخراً، فهذا الرجل عندما جاء كان همه التغيير، وكان له بعض المطالب، ولم يكن هدفه إطلاقا أن يكون رئيسا، وأؤكد أنه لم يكن يفرق معى مسألة من هو الرئيس المقبل، فكل همى أن الشعب المصرى يكون لديه الوعى فى الاختيار.
■هل ترى أن التغيير قد يطرأ على السينما أيضا؟
- بالتأكيد سيتحول كل شىء للأفضل لأن بلدنا كان مخنوقا برباط يسحبه إلى التخلف، والآن نجحنا فى قطع هذا الرباط لنسير مع عجلة التقدم وأعتقد أن أهم إنجاز لنا فى هذه الثورة أننا لن نسمح مرة أخرى لأى شخص يسحبنا إلى الخلف.