قال الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إن الشركة القابضة تواجه العديد من التحديات والمعوقات عقب ثورة 25 يناير2011، أهمها زيادة الأجور بصورة كبيرة، حيث قفزت الأجور إلى 2.5 مليار جنيه بعدما كانت 800 مليون فقط، مع زيادة العمالة بشكل كبير خاصة الإشرافية، بجانب ارتفاع مديونيات الشركات إلى 7 مليارات جنيه.
وأضاف فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن الشركة لديها خطط تصديرية وتصميمية، تستهدف تصدير 40% من حجم المبيعات، والاشتراك مع كلية الفنون التطبيقية ومركز الموضة بوزارة التجارة والصناعة، لتطوير التصميمات، والمنافسة داخليا وخارجيا، مؤكدا أن جملة «صنع فى مصر» عادت بالفعل لكثير من المنتجات المحلية، لكن لا تزال هناك تحديات أخرى لزيادة الحصة خارجيا.. وإلى نص الحوار:
■ أعلن وزير قطاع الأعمال أن عام 2017 سيكون عام الغزل والنسيج، ما أهم ملامح خطة تطوير القطاع؟
- خطة التطوير تشمل 25 شركة تابعة من إجمالى 32 شركة، ومقسمة على أربع مراحل سنوية، بدأت من العام المالى الجديد، نحن الآن فى بداية المرحلة الأولى من الخطة، وتشمل تطوير 4 شركات، لأن بداية سلسلة الغزل والنسيج تبدأ بعملية حليج القطن وتتكلف الخطة نحو مليار جنيه.
■ ما كمية القطن التى تحتاجها صناعة الغزل والنسيج سنوياً؟
- نحتاج نحو 4 ملايين قنطار قطن مصرى ومستورد، يخص شركات قطاع الأعمال العام ما بين 50 و60% منها سنويا.
■ لماذا لا يتم التوسع فى زراعة القطن قصير التيلة؟
- هناك دراسات تجرى حاليا للبدء فى زراعة القطن قصير التيلة فى مصر، عوضا عن الاستيراد من الخارج، وذلك فى المناطق البعيدة عن منطقة الدلتا والوادى.
■ إلى أى مدى وصل التدهور فى صناعة الغزل والنسيج؟
- التدهور حدث بسبب عدم ضخ أى استثمارات فى هذا القطاع منذ سنوات طويلة وانخفاض الإنتاج كماً وجودة، والاقتصار على استيراد منتجات الغزل والنسيج والملابس من الخارج على حساب المنتج منها محليا.
■ يوجد فى مصر بعض الشركات التابعة لقطاع الأعمال منتجاتها مميزة بالفعل مثل شركة العامرية لماذا لا يتم تعميم تجربتها؟
- هذا خطأ شائع، شركة مصر العامرية ليست من ضمن شركات قطاع الأعمال العام ولكنها تتبع بنك مصر، ويوجد فى قطاع الأعمال العام شركات ذات منتجات مميزة وتلقى قبولا كبيرا فى الخارج والداخل مثل شركة مصر المحلة وكفر الدوار وشوربجى وستيا وغيرها.
■ ما حجم المديونيات على شركات الغزل والنسيج؟
- تتركز المديونيات المستحقة على شركات الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام فى مديونية بنك الاستثمار القومى، والتى تبلغ حاليا نحو 7 مليارات جنيه، فى حين أن أصل الدين لا يتعدى 324 مليون جنيه.
■ ما تأثير العمالة الأجنبية على صناعة الغزل وعدم تطوير التصميمات المصرية وتأثير ذلك على التسويق من وجهة نظرك؟
- لا يوجد عمالة أجنبية فى شركات الغزل والنسيج التابعة لقطاع الأعمال العام، أما بالنسبة لتطوير التصميمات المصرية، بدأنا فى تنفيذ خطة بالاشتراك مع كليات الفنون التطبيقية ومركز الموضة التابع لوزارة التجارة والصناعة وبعض المكاتب المتخصصة، بغرض فتح أسواق جديدة سواء محليا أو خارجيا.
■ هل يواجه القطاع أزمة تضخم للعمالة؟
- بالفعل هناك تضخم فى العمالة بشركات الغزل والنسيج، ويبلغ عددهم حاليا حوالى 58 ألف عامل، والأزمة ليست فى العدد ولكن فى نوعية العمالة، حيث إن عمالة الإنتاج لا تتعدى 45% من هذا العدد فقط، والباقى عمالة إشرافية تمثل عبئا على تلك الشركات.
■ هل تمثل الأجور أزمة فى شركات الغزل والنسيج؟
- بالتأكيد، تبلغ حاليا حوإلى 2.8 مليار جنيه سنويا، ومن المنتظر أن تصل فى العام المالى المقبل إلى حوالى 3 مليارات جنيه تمثل حوإلى 90% من إيرادات الشركات وهو أمر غير مقبول.
■ ما نسبة تواجد منتجات الشركة فى السوق المصرية حاليا؟
- تتواجد منتجات شركاتنا فى معارض بيع ثابتة موزعة على أنحاء الجمهورية، بخلاف الاشتراك فى المعارض المحلية والخارجية وفى النوادى والنقابات المختلفة.
■ ماذا عن الجانب التصديرى؟
- للشركات المصدرة خطة تصديرية تستهدف حوإلى 40% على الأقل من حجم مبيعاتها لمعظم دول العالم، مثل الولايات المتحدة الأمريكية واوروبا والدول العربية.
■ ما مدى تأثر القطاع بدخول المنتجات المستوردة بكثافة فى السوق المصرية؟
- للأسف المنتجات المستوردة من الخارج تؤثر بشكل سلبى على المنتجات المصرية، وتحتل حصة من السوق المصرية، لحصولها على دعم فى بلادها لتباع بأسعار أقل من سعر المنتجات المصرية وبالتالى يحدث ركود فى بيع المنتجات المصرية.
■ كيف أثر قرار تعويم الجنيه على الإنتاج والتسويق؟
- زادت تكلفة المواد الخام ومستلزمات الإنتاج المستوردة مثل القطن المستورد والأصباغ والكيماويات، بينما كان قرار تعويم الجنيه فى صالح تصدير المنتجات المصرية وأصبحت قادرة على المنافسة فى السوق الخارجية.
■ فى رأيك هل يمكن أن تكون صناعة الغزل حال عودتها داعمة للاقتصاد المصرى؟
- بالتأكيد ستكون داعمة، لأنها تعد من كبرى الصناعات فى مصر.
■ متى تعود كلمة صنع فى مصر على منتجات الملابس داخليا وخارجيا؟
- بالفعل عادت كلمة صنع فى مصر على جميع منتجات الغزل والنسيج المحلية، لكن ما زالت هناك تحديات كبيرة فى سبيل زيادة حصة مصر من التصدير للأسواق الخارجية، لوجود منافسة قوية مع الدول الأخرى المنتجة للغزل والنسيج، مثل الصين والهند وباكستان وغيرها.