ثمة أسلحة مختلفة يلجأ إليها الثائر للتعبير عن مطالبه ويوظفها للوصول إلى أهدافه كالتظاهر والاعتصام وخطاب المنابر فى المؤتمرات والميادين وأحيانا المسدس لمواجهة «رصاص النظام».. وظهر فى مشوار ثوار الربيع العربى مؤخراً سلاح الكلمة أو اللقطة الساخرة المستمدة من أفكار وخيال الشباب الثائر، وسرعان ما تتناوب عليها مواقع الإنترنت و«فيس بوك» و«تويتر» نحو مزيد من التعبئة والتواصل الاجتماعى للتأثير فى رجل الشارع من ناحية، وكسر حاجز الخوف من عواقب تحدى السلطة ومواجهتها من ناحية أخرى. وأشهر السوريون «سلاح السخرية» فى وجه مأساتهم مع نظام الرئيس بشار الأسد، فأطلقوا النكات ومقاطع الفيديو والأغانى والصفحات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعى تعبيرا عن المقاومة والرفض لواقعهم، فحظيت كلها بجمهور عريض رأوا فى هذه الألوان من السخرية «ومضات من الأمل» تشعرهم بالانتصار وهم عزل فضلا عن أنها وسيلة أقل خطورة «أمنيا» من طرق الاحتجاج المباشرة. وانتشرت بسرعة البرق صفحة «مغسل ومشحم
حمص الدولى للدبابات» على «فيس بوك» التى احتوت على نكات حول افتتاح المغسل الافتراضى الذى يقدم خدمات «الغسيل والتشحيم وتغيير الزيت» للدبابات المنتشرة فى سوريا، وبشكل خاص فى حمص، وتطرق خيال مؤسسى الصفحة إلى أن «سكان المدينة أصبحوا يستقلون الدبابات للتنقل بدلا من السيارات». صفحة أخرى تحمل عنوان «الثورة الصينية ضد طاغية الصين» تسقط أحداث الثورة السورية على أجواء صينية بطريقة كوميدية وتنتقد السلطة وأخطاء المعارضة، بينما تسخر صفحة ثالثة باسم «الدومرى» من سلوك النظام وتنشر لوحات رسام الكاريكاتير على فرزات الذى دفعت أصابعه ثمن جرأة قلمه عندما تحطمت على أيدى زبانية النظام. وحافظت حمص على خفة ظلها المعهودة رغم أنها الآن تعد من أكثر المناطق توترا فى سوريا، وبقى شباب المدينة يصبغون الثورة بروح الدعابة من خلال أشرطة فيديو نشروها على الإنترنت يستخدمون فيها أسلحتهم وهى عبارة عن قاذفات بصل وقنابل باذنجانية. أما أغنية «بدنا نعبى الزنزانات» فقد تداولها الشبان السوريون بعد أن روجت لها فرقة «أبطال موسكو الأقوياء»، وبلغت السخرية ذروتها فى هذه الأغنية بتجسيدها «الشبيحة» عندما يملأون المعتقلات والزنازين ويفرغون ذخيرة أسلحتهم كرمال من أجل الأمة الأسدية ويصفون أنفسهم بـ«الغبار» على حذاء الأسد «ملك البشرية» على حد تعبير الأغنية، بينما يعتبرون الشعب الثائر مجرد «بضعة ملايين مندس».