x

محمد سمير التوقيت المثالى! محمد سمير الأربعاء 05-07-2017 21:46


كانت المرة الأولى التى أتعرف فيها على أفكار ومبادئ هذا الرجل الجاد عندما دعتنى الجامعة المتميزة التى يرأس مجلس أمنائها لحضور الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الهندسة بها، ففى نهاية الاحتفال وجه كلمة عظيمة الفائدة للطلبة الخريجين تلخص خطوات مشوار كفاحه المهنى، وتختصر فى إيجاز غير مخل ما يؤمن به من قيم ومبادئ ورؤى وأفكار، وما يحمله من خبرات تراكمية عديدة، لتكون نبراساً لهم فى بداية حياتهم المهنية.. وقد شدنى للغاية فى كلمته للخريجين ثلاثة أشياء أساسية، أولها: افتخاره الشديد بأنه نشأ فى أسرة بسيطة فى ريف مصر المعطاء وأن هذا كان خير دافع له للعمل الدءوب بمنتهى الجدية والإتقان طوال حياته المهنية، وثانيها: إنه قال لهم إن من يتخيل منهم أنه يمكن أن يحقق ما يصبو إليه من نجاح باهر فى حياته المهنية والاجتماعية بعدد ساعات عمل محدودة يومياً فهو واهم، وأخبرهم أنه كان يعمل طوال حياته المهنية لفترة لا تقل عن 12 ساعة يومياً بل كانت تزيد عن ذلك فى أيام كثيرة طبقاً لظروف العمل، وأن الله سبحانه وتعالى قد حقق له بذلك كل ما كان يحلم به فى مجال عمله، وثالثها: إنه قد أخبرهم أنه على الرغم من كل ما حققه من نجاحات ضخمة فى المجالين الصناعى والتعليمى داخل وخارج البلاد، وعلى الرغم من تقدم عمره إلا أنه ما زال يعمل ساعات طويلة يومياً بمنتهى التركيز والإخلاص لإيمانه الشديد بقيمة العمل وليكون قدوة لكل من يعمل معه.

لذلك ولمعرفتى العميقة السابقة بما يتمتع به من فكر راجح ومبادئ أصيلة لم أتفاجأ على الإطلاق بما قرأته فى مقاله المتميز المنشور فى جريدة الأهرام الموقرة تحت عنوان «أطالب زملائى وأدعوهم» والذى يناشد فيه زملاءه من كبار مستثمرى القطاع الخاص بالوقوف الفعلى بجوار الدولة فى الوقت الراهن وذلك من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات، وكذا الحفاظ على الأمن الاجتماعى بضمان حياة كريمة لعمال مصر من خلال رفع الحد الأدنى للأجور لتتناسب مع غلاء المعيشة الحالى، وهو ما يساهم كذلك من وجهة نظره فى ضمان الأداء المتميز للعامل وتحقيق العلاقة الطيبة بينه وبين شركته، وكذا تنمية علاقة الحب بينه وبين الآلة، وهو ما يؤدى إلى زيادة الإنتاج وتحقيق هدف العدالة الاجتماعية، توطئة لقيام الدولة بتنفيذ ذلك فى مرحلة لاحقة على العاملين بالقطاع العام والحكومى ضمن خطة كاملة لإصلاح أحوال القطاع العام.

كما تناول فى مقاله المحترم الآثار السلبية العديدة لسياسة العولمة التى انتهجتها وبشرت بها القوى الصناعية الكبرى، والتى أفقدت الصناعة الوطنية فى الدول النامية قدرتها على المواجهة والصمود نتيجة لتعرضها لمنافسة غير متكافئة، فأغلقت المصانع، وزادت البطالة، وارتفعت معدلات التضخم نتيجة تهاوى قيمة العملة الوطنية وهو ما تعانى منه مصر فى الفترة الأخيرة.

.. شكراً واجباً لرجل الصناعة الجاد السيد محمد فريد خميس، رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين على ما طالب به زملاءه من مستثمرى القطاع الخاص – قاطرة التنمية فى مصر - والذى أرى من وجهة نظرى المتواضعة أن ما طالب به يجىء فى توقيت مثالى نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها الوطن.. وبدورى أدعو وزارة القوى العاملة إلى تبنى هذا المقترح المحترم والتنسيق مع القوى الفاعلة فى القطاع الخاص لدراسة إمكانية اتخاذ الخطوات التنفيذية لتفعيله بما يحقق الصالح العام لوطننا المفدى.. كما أدعو عمال مصر الشرفاء فى كل ربوع الوطن إلى بذل المزيد من الجهد المتقن حتى تحقق مصرنا الغالية كل ما تصبو إليه.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية