نظم العشرات من طلاب المعهد العالي للسينما اعتصاماً مفتوحاً، الأربعاء، بمقر المعهد، تضامنا مع زميلهم فادي مصطفى السعيد، الطالب بالفرقة الثالثة بقسم التصوير، والمحبوس احتياطيا على ذمة التحقيق و37 آخرين، على خلفية أحداث السفارة الإسرائيلية.
كان عدد من طلاب المعهد قد دعوا لإضراب عن الدراسة، بدأ الأحد الماضي، وتبنى اتحاد الطلاب بالمعهد الدعوة. وطالب المعتصمون بالإفراج فوراً عن فادي، وإسقاط جميع التهم المنسوبة إليه.
وتم إلقاء القبض على فادي يوم الجمعة، 9 سبتمبر، بالقرب من مديرية أمن الجيزة، على خلفية الاشتباكات التي وقعت بالمنطقة المحيطة بالسفارة الإسرائيلية، وأسفرت عن مقتل 3 متظاهرين وإصابة 1049، بينهم 44 من الشرطة، والقبض على 130 شخصًا.
وعُرض فادي في البداية على النيابة العسكرية التي قررت حبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق، ثم أحيلت القضية إلى نيابة أمن الدولة طوارئ، والتي حبسته بدورها 15 يومًا أخرى تم تجديدها، الثلاثاء، وهو ما دعا الطلاب لتصعيد إضرابهم عن الدراسة إلى اعتصام بمقر المعهد.
قالت ليلى ماجد، الطالبة بالفرقة الرابعة، عضو اتحاد الطلاب بالمعهد، «فادي يعمل مصورًا لحساب وكالة أنباء ألمانية تدعى UNI، وفي 9 سبتمبر عاد لمكتب الوكالة في الشارع المقابل لمديرية أمن الجيزة لتسليم المادة التي صورها، ثم ألقت قوات مشتركة من الشرطة والجيش القبض عليه».
كانت وكالة الأنباء قد قدمت شهادة تفيد بأن فادي كان يصور إحدى الفعاليات بـ«ساقية الصاوي» يوم 9 سبتمبر، وأنه فور انتهائه من التصوير توجه إلى مكتب الوكالة، القريب من مديرية أمن الجيزة، لتسليم المادة ومعدات التصوير.
وقال محمد المغربي، المدير التنفيذي بالوكالة «فادي وصل للمكتب الساعة العاشرة والربع مساء، وقام بتسليم المادة والمعدات، وغادر المكتب على الفور، وبعدها بنحو نصف ساعة اتصلنا به كي يعود مرة أخرى لمتابعة الأحداث، وحين تأخر، عدنا للاتصال به، وكانت الساعة قد بلغت الحادية عشرة والنصف تقريبا، فأخبرنا أنه أثناء عودته تم توقيفه بواسطة عدد ممن رجال الشرطة الذين يرتدون زيًا مدنيًا، وسألوه عن وجهته وتحفظوا على بطاقته الشخصية واحتجزوه مع آخرين في الشارع».
وأضاف المغربي: «تابعنا في الوكالة الموقف لمدة نصف ساعة مع فادي عبر المكالمات التليفونية، وتحدث أحد المسؤولين في الوكالة لأحد رجال الأمن الذين كانوا يحتجزون فادي، وأكد له أن المحتجز مصور لحساب الوكالة، وكان يقوم بعمله حتى أغلق التليفون فجأة».
وقال مصطفى السعيد، والد فادي، إن نجله قد تم اعتقاله ومصادرة هاتفه وكل متعلقاته الشخصية، واحتجازه أول الأمر داخل مديرية أمن الجيزة، وأضاف «في الزيارة عرفت تفاصيل القبض على ولدي، حيث تم تقييد يديه خلف ظهره وإجباره على الانبطاح أرضا، كما تعرض للاعتداء بالضرب والسباب إلى أن تم تسليمه للشرطة العسكرية التي قامت بتحويله للنيابة العسكرية»
ويواجه فادي اتهاما بإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، والتعدي على رجال شرطة وجيش، وحيازة متفجرات، وتكدير الأمن العام، بحسب الأستاذ محمد لاشين، محامي فادي.
وقال الدكتور وائل عبد المنعم صابر، رئيس قسم التصوير بمعهد السينما، معلقًا على الاتهامات «لا يمكنني تصديق هذه الاتهامات بالمرة، فلا يمكن لأي شخص أن يتحول فجأة إلى بلطجي، ومثل هذه الاتهامات تحتاج إلى شخص لديه سجل إجرامي ضخم، وهذا ما لا ينطبق على فادي، فهو شاب مهذب جدا، وأنا متضامن قلبًا وقالبًا مع اعتصام الطلاب حتى خروج فادي».