رحَّب فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر، بالرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك، الاثنين، في بودابست.
وقال أوربان إن اللقاء خاص واستثنائي، موضحًا أنهما سيلتقيان غدا برؤساء وزراء دول «فيشجراد» لبحث العديد من الملفات والقضايا، وتابع: «نستقبل ضيفًا خاصًّا، فمصر قامت تحت قيادة السيسي ببناء استراتيجية وطنية مستقلة نفتقدها منذ فترة في هذا البلد، فالمجريون لهم رؤية خاصة للعالم، وعندما ننظر للدول الأخرى نفحص بالدرجة الأولى محبتهم لاستقلالهم».
وأضاف أن تاريخ المجر الذي يعود لألف سنة يوجد فيه صراع دائم على الحرية والاستقلال من طرف المجريين، لافتًا إلى أنه عندما يأتي رئيس مثلكم يحاول بناء بلده ودولته بناءً على هذه الأسس، فنعتبره ضيفًا خاصًا.
واستطرد أوربان قائلًا: «الشعب المجري يحترمكم ويحبكم، وأود أن أهنئ مصر على تحقيق الاستقرار في اقتصادها وممارسة سياسة خارجية مستقرة، وهو بالنسبة للمجر على مدار فترة طويلة حلقة مثيرة».
وأوضح: «مصر من الناحية السياسية كانت تبدو بعيدة سياسيًا على مدار عقود طويلة، وخلال العقد الماضي اكتشفنا أن مصر ليست بعيدة عنا، والبحر الأبيض المتوسط جزء من تاريخ أوروبا، وما يحدث في دوله يؤثر على أوروبا، وما يحدث هناك على مدار السنوات العشر الماضية سنشعر بنتائجه عاجلًا أو آجلًا، والفرق بيننا وبين القرون الوسطى أن ما يحدث هناك في بداية الأسبوع نشعر به في نهاية الأسبوع».
وقال: «مصر ليست بلدًا قريبًا فقط، ولكنها جارتنا، وتؤثر في بيئتنا، ومصلحة المجر استقرار مصر، والاستقرار ليس عسكريًا وأمنيًا فقط ولكن اقتصاديًا، والمجر على قناعة بأن أوروبا يجب أن تساهم في تأمين الاقتصاد المصري».
وتابع: «المجر ودول فيشجراد ستعمل على هذا، وسنؤكد في مؤسسة اتخاذ القرار ببروكسل على أهمية المحادثات الدائمة بين أوروبا ومصر، كما سنؤكد أهمية تكوين اقتصاد مصري أوروبي مستقر وبعيد الأمد».
وخاطب أوربان الرئيس السيسي والشعب المصري، قائلًا: «يمكن أن تعتمدوا علينا في المستقبل، وسنعمل على تحقيق استقراركم، ونراقب مكافحة الإرهاب في مصر، وتستطيعون أن تعتمدوا علينا وتثقوا بنا، ومكافحة مصر للإرهاب تحقق الاستقرار في أوروبا، ونكنّ لكم الجميل بأنكم تدافعون عن المسيحيين وعلى آخرين أن يحتذوا بكم، ونشكركم على ما قمتم به لصالح الأقباط، وشكرًا لكم على التزامكم تجاه المسيحيين، وهو ما يولد لكم احترامًا من جانبهم».
وقال أوربان للسيسي: «قمتم بزيارتنا منذ عامين، ورددناها العام الماضي، وأعطينا اندفاعة للعلاقات الثنائية، وأصبحت العلاقات في مرحلة متقدمة، وهناك عدد كبير من المسائل فتحنا فيها النوافذ وسترتفع العلاقات الاقتصادية المصرية والمجرية إلى مستوى أوعى، وخلال مباحاثات الغد سنناقش مسائل التعاون الاقتصادي إلى جانب المسائل الأمنية وسنطلق تعاونًا مصريًا مجريًا».