أكد الدكتور محمد سليم العوا، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، أن مصر هى القوة الوحيدة القادرة على أن تكون رقماً صعباً فى المنطقة، مشيراً إلى أنها مستهدفة منذ أن ولدت، وليس بعد الثورة فقط.
وقال، فى الجزء الثانى من حواره مع «المصرى اليوم»، إنه إذا مرت سنة دون أن يتم نقل الحكم لسلطة مدنية سنقول للناس «أنتم الآن فى حكم عسكرى تصرفوا فى ظله». وأوضح أن «حزب الله» لم يهرِّب سامى شهاب من سجن المرج أثناء الثورة، وإنما المساجين الجنائيون هم من أخرجوا السياسيين بعد نشوب الحريق فى السجن ولم تتحرك وزارة الداخلية لإنقاذهم.. وإلى نص الحوار
ما رأيك فى قضية التمويل الذى حصلت عليه عدد من الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى؟
- أنا ضد التمويل الأجنبى، وفى ندوات كثيرة أجد المنظمين يوجهون الشكر لدولة أو سفارة معينة، وكنت ألوم على الممولين ومن قبلوا التمويل، وأتساءل: هل ذهبوا إلى الحاج عويس التاجر بالأزهر ورفض تمويلهم حتى يتجهوا إلى السفارات الأجنبية؟!.. العمل الشعبى يجب أن يمول من المصريين دون غيرهم، وأنا حملتى ممولة من الأصدقاء والتبرعات، هناك من يتبرع بجنيه وعشرة ومائة.
■ هل ستعلن ميزانيتك بعد الانتخابات؟
- سأعلن ميزانيتى بالمليم، سواء نجحت فى الانتخابات أو لم أنجح، ولدينا محاسب محدد لذلك ويسجل كل ما ننفقه.
■ هل ترى أن بعض الدول العربية تدعم بعض الأفراد فى مصر؟
- أى دولة تدعم مرشحاً بعينه مخطئة لأنها مسألة مصرية بحتة، وينبغى على المصريين أن يقضوا فيها بأنفسهم.
■ هل ترى أن مصر مستهدفة بعد الثورة؟
- مصر مستهدفة منذ أن ولدت.
■ هل زاد الاستهداف بعد الثورة؟
- طبعا زاد بعد الثورة، وبعد التوقع أن مصر ستكون علاقتها مع العالم أكثر حرية وتمكناً، وأنها لن تكون مطية فى يد إسرائيل والولايات المتحدة.
■ هل زاد الاستهداف من دول أجنبية فقط أم عربية أيضا؟
- أجنبية وعربية أيضا، لأن الدول العربية غاضبة جداً مما جرى فى مصر وليبيا واليمن وسوريا، لأن هذا نذير سوء للحكام فى كل الدول العربية، وليس فى دول الخليج فقط.
■ كيف ترى علاقتنا بقطر؟
- لماذا قطر بالذات.
■ دولة من الدول التى كنا على خلاف معها فى فترة من الفترات؟
- هى دولة خليجية لديها قناة الجزيرة وهى تليفزيون هائل، ولديها بترول تصرف عائده كما تشاء، ولا علاقة لنا بها، وبيننا وبينها ما بين الدول العربية.
■ هل ترى أن النظام السابق أخطأ فى علاقته بقطر؟
- النظام السابق أخطأ فى علاقته بكل دول العالم.
■ حتى الولايات المتحدة؟
- طبعا، حتى الولايات المتحدة أخطأ فى علاقته معها أكبر خطأ، لأنه أشعرها وإسرائيل أننا فقراء وضعفاء ونحتاج للمعونة بشكل بشع. فأضعفنا وأشعر دول العالم الأخرى أننا ذيل تابع لأمريكا وإسرائيل، وأسقط هيبتنا أمام العالم. السياسة الخارجية كانت أكبر مواطن إخفاق النظام السابق.
■ بحكم عملك كان لك علاقة بحزب الله وتترافع عن أعضائه المتهمين فى قضية التجسس، ولك علاقة بحماس وتدعو إلى العلاقات مع إيران.. ما رؤيتك كمرشح رئاسة لهذه العلاقات؟
- فيما يتعلق بقضية حزب الله لم تكن قضية تجسس فهى متعلقة بمناصرة أهل غزة فى مواجهة العدوان الصهيونى، وكل من يناصر الشعب الفلسطينى أنا معه سواء حزب الله أو غيره. أما العلاقة مع إيران وحزب الله فليست بين سنة وشيعة، وإنما علاقة مصالح سياسية واقتصادية. وعلاقتنا بحزب الله ضخمة لأن لنا فى لبنان دوراً، ومنذ أن تخلينا عنه جرى فيها ما يحدث الآن، فلو احتفظنا بدور جمال عبدالناصر فى لبنان ما وصلت إلى ما وصلت إليه وخلو الجو من الصوت، والكيان المصرى أدى لضياع لبنان كما هو ضائع الآن.
يجب أن نستعيد صلتنا السياسية بكل القوى فى لبنان، وليست القوة الحاكمة فقط، ولا يمكن إهمال القوة التكنولوجية والاقتصادية لإيران، ولا يمكن ترك الملعب، وتخلو الساحة من مصر ليفعل فيها الآخرون ما يشاءون، فمصر هى القوة الوحيدة القادرة على أن تكون رقماً صعباً فى المنطقة.
■ كيف رأيت تهريب حزب الله لـ«سامى شهاب» أثناء الثورة؟
- حزب الله لم يهرب «شهاب»، فهو كان مسجوناً فى سجن المرج الذى كان يحترق واتصلوا بالداخلية والسياسيين وأمن الدولة لإبلاغهم بالحرائق، ولم يرسلوا أحداً لإنقاذهم، فقام المسجونون الجنائيون بكسر الحوائط لإنقاذ زملائهم السياسيين وخرج «شهاب» وهرب.
■ لكنه سافر بعد ذلك؟
- سافر مثل كل الناس براً أو بحراً أو جواً.
■ اتجه إلى الجنوب؟
- جنوباً أو شمالاً، لكن حزب الله لم يسهم فى إخراجه، أنا متأكد من ذلك.
■ كيف ترى الاحتفالية التى أقيمت لـ«رجب طيب أردوجان» فى مصر؟
- «أردوجان» شخص يستحق أن يحتفى به، والذين حملوا أردوجان عبئا يتعلق بعقيدتهم الإسلامية ومشروعهم السياسى أخطأوا جداً، لأن هذا لا ينفع أردوجان ولا ينفعنا. إنما نتركه يعمل فى بلاده وفق الخطة التى انتهجها دون تحميله أعباء مشروعنا الذى قد يفيد مصر ولا يفيد تركيا.
وأتحفظ على كل من يقول إننا يجب أن نستفيد من النموذج التركى لأنه نموذج خاص جداً ومتعلق ببيئة سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة عنا، وهذه التجربة ليست فقط ما قام به حزب العدالة والتنمية، وإنما تجربتهم منذ عدنان مندريس عام 1960 حتى 2002، والظروف التركية شديدة الخصوصية، و«إحنا منعرفش حاجة عنهم»، حتى إننى سمعت أحد مرشحى الرئاسة يقول إننا نرحب بالسياحة الحلال على النمط التركى «ده طبعا لا راح تركيا ولا يعرف عنها حاجة» يعنى عايز شواطئ عراة فى مصر؟ فنحن لا نعرف تركيا جيداً، وإنما فرحون بدولة نهضت وتقاوم إسرائيل.
هى دولة خططها شديدة الذكاء، ففى اليوم الذى طردت فيه السفير الإسرائيلى كانت توقع اتفاقية الدرع الصاروخية الأمريكية، حتى لا تنطق الصحافة الأمريكية ضدها، فهم أناس يعرفون كيف يلعبون سياسة.
■ ما رأيك فى النقد الذى وجه لـ«أردوجان» عند حديثه عن علمانية الدولة؟
- هذا نتيجة لتحميل الزيارة عبء مشروع سياسى «مش عندك» حتى إن البعض أطلق عليه مشروع الخلافة.
■ كيف تتصور شكل السياحة فى برنامجك الانتخابى؟
- لا يوجد شىء اسمه «شكل السياحة». النشاط السياحى يجب تطويره بكل ما يمكن، فنحن لدينا 20 نوعاً من السياحة نمارس منها 2 فقط، السياحة الشاطئية والآثار، وأهملنا سياحة المؤتمرات والعلاجية والثقافية والدينية وسياحة الشباب، فكل من يأتون إلينا إما مغامرون أو عجائز، كما أهملنا سياحة المطاعم التى تعد من المجالات الهائلة فى العالم، وأيضا ما يسمى سياحة السياحة، أى المؤتمرات السياحية التى لم تعقد فى مصر منذ الآف السنين على ما أعتقد.
■ هناك تخوف من العاملين فى السياحة من مرشحى التيارات الدينية؟
- أنا مع التوسع فى النشاط السياحى حتى نستغل كل شبر من أرضنا لإمداد البلد بكل نوع جديد من السياحة يدر دخلا لنا.
■ ما الأمور التى تقف أنت ضدها فى السياحة؟
- ضد الاحتكار السياحى، والبيع بـ3 دولارات، وأنا أقدر أبيع بـ50 و100 دولار، وذلك لأننا لا ندخل منافسات قوية. أيضا أنا ضد قذارة عربات الحنطور التى تملأ المكان السياحى بالذباب، وضد أن تكون المدن السياحية دون طرق ومرافق مناسبة.
■ وماذا عن ممارسات السياح؟
- ممارساتهم تخصهم، ومن قام بعمل يخالف القواعد الأخلاقية والدينية علنا يطبق عليه القانون، ومن فعل ذلك فى حجرته الخاصة فهو حر.
■ ذكرت من قبل أن السياحة ليست خموراً و«بكينى»؟
- طبعا ومازلت أقول ذلك، لأن كل من يتكلم فى هذه المسألة من المتدينين يركز على هذين الأمرين فقط، فهذه ليست هى السياحة ولا يمكن أن نقصر السياحة على البكينى والخمور.
■ هل ستمنع ذلك؟
- هذه مسألة يدرسها القانونيون ويحددون ما يجوز وما لا يجوز، وأعتقد أن هذا تصغير لمسألة رئاسة الجمهورية، فنجد مثلا من يقول «هلبس التماثيل طرحة.. هو أنت فاضى تدير مكتبك لو أصبحت رئيس». هذا عيب الإعلام الذى يجر المرشحين إلى الحديث فى هذه الأمور.
■ هل أنت نادم على موقفك من الأقباط فى ردك على الأنبا بيشوى قبل نحو عام؟
- لست نادما، وإذا تكرر الأمر سأكرر ما فعلته، وموقفى لم يكن ضد الأقباط، وإنما ضد الأنبا بيشوى الذى هاجم القرآن، وقال إنه محرف وإن عثمان بن عفان أضاف إليه، وإن المسلمين الموجودين فى مصر هم عرب ضيوف منذ 1400 سنة، وهذا نص كلامه المنشور فى «المصرى اليوم»، ولو تكرر سأرد عليه، ولو قاله ألف قسيس سأرد عليهم، فأنا لن أقبل مذلة لدينى ما حييت، ولو دافعت عنه وحدى.
موقفى ليس من الأقباط وكتبى ومؤلفاتى عنهم موجودة ومعروفة، لكن كلام بيشوى سأتصدى له، فقد ألفت كتاباً كاملاً عن فتح مصر للرد على بيشوى، وأثبت فيه بالبحث العلمى من كتب الأقباط أنفسهم أن العرب موجودون فى مصر منذ 6 قرون قبل الميلاد.
■ ولكنك قلت إن الكنائس بها أسلحة؟
- هذا تحريف لكلام قلته لقناة الجزيرة مع الإعلامى أحمد منصور، لم أقل مطلقاً إن هناك أسلحة بالكنائس، ولكن ردى على سؤال إذا كانت هناك أسلحة فى الكنائس فهل يتم تفتيشها؟ قلت نعم، وذكرت أن الكنائس لا يتم تفتيشها بينما المساجد تفتش وتغلق، ولا يجوز التفرقة بين دور العبادة لصالح أى فريق أو إعطاء حصانة لفريق دون الآخر، والذى لا يعرفه أحد أنه عندما كان الداعية الجنوب أفريقى أحمد ديدات والمعروف بمناظراته مع القساوسة فى الغرب يقوم بهذه المناظرات فى الولايات المتحدة كان يرسل لى شرائط كاسيت بها، ولم تكن تباع فى مصر، وعندما تقدمت الشركة المنتجة لهذه الشرائط بطلب للمصنفات الفنية فى القاهرة لإصدارها فى مصر، وقتها رشحنى أحد رجال الأمن للمصنفات لأخذ رأيى فى الموضوع، وأبلغتهم فى خطاب «إن هذه الشرائط لا تصلح لأن تباع فى مصر لأن الحريات فى أمريكا كبيرة عن مصر وعلاقتهم بالدين غير علاقتنا»، وحتى اليوم لم تدخل هذه الشرائط بشكل رسمى لمصر، وكذلك كتب ديدات، ولو كان لدى موقف خاص من الأقباط لما فعلت ذلك، وما دفعنى لرفض هذه الشرائط أن ديدات كان يعرض فيها فضائح لها علاقة بالقساوسة والإنجيل لا يجوز نشرها هنا.
■ لكنك وقت الأزمة ذكرت أموراً قديمة فى مقالاتك عن البابا شنودة؟
- لأن البابا شنودة فى حوار تليفزيونى له أنكر أنه يعرفنى، أو أنه التقى بى من قبل، وأنا أرجع ذلك لكبر سنه وللنسيان، ولكنى كتبت 5 مقالات تحكى وقائع مختلفة أصحابها مازالوا أحياء ولم أذكر اللقاءات التى أصحابها أموات لأنى لا أستشهد بالأموات كما يفعل الاستاذ هيكل، و«عيب» على البابا شنودة أن يقول لا أعرف العوا.
■ ذكرت أيضا فى هذه المقالات بعض الآراء القديمة للبابا شنودة؟
- نعم، بعض هذه الأراء قالها وهو أسقف اللاهوت بالكنيسة، ورددت عليها وقتها عندما كنت وكيل نيابة بالإسكندرية، ولم نعلن وقتها عن أسمائنا لأننا من أعضاء النيابة وهذا ممنوع.
■ أين كان هذا الرد؟
- لا يجوز ذكر ذلك الآن، ولكننا وقتها لم نرض بما قاله، ولن أقبل الدنية فى دينى أصلاً.
■ هل ممكن أن تزور البابا فى جولاتك الانتخابية؟
- ممكن أزور أى شخص فقد زرت الكنائس الأرثوذكسية والإنجيلية والكاثوليكية بالأقصر، ووجدت ترحابا شديداً بى.
■ هل قدمت طلبا لزيارة البابا؟
- لو أردت زيارته سأتصل بالأنبا بولا أو أحد من مكتبه بالتليفون وسيردون على بعد نصف ساعة بالموعد، ولكنى بالفعل لم أزر أى أحد حتى الآن لا أحزاب ولا قوى سياسية.
■ لماذا لم تزور الأحزاب حتى الآن؟
- لأن حملتى الانتخابية لم تبدأ بعد.
■ بماذا ستبدأ؟
- هذا أمر تقرره الحملة، والقائمون على تنظيم المواعيد.
■ هل أنت متفائل فى المرحلة الحالية أم تشعر بخوف؟
- لم يكن لدى أبداً تفاؤل أو تشاؤم، ولكن لدى حقائق موضوعية أخرج منها بنتائج . والحقائق الآن أننا سننتقل إلى الحكم الديمقراطى خلال فترة طويلة غير مقبولة، وسأستمر فى رفض ذلك حتى يصبح أمراً مقبولاً، لذلك تغير خطابى منذ الخميس الماضى وطالبت بتحديد موعد وجدول زمنى لنقل السلطة وإنهاء الانتخابات.
■ هل اتصل بك أحد من المجلس العسكرى بعد يوم الخميس للتعليق على ما قلت؟
- لا لم يتصل بى أحد.
■ ماذا تتوقع من المجلس العسكرى؟
- إما أن يستجيبوا، وإما سيكون لكل حادث حديث ولن نسكت على أن تظل البلد تحت حكم عسكرى إلى ما لا نهاية.
■ ولكن هناك قرارات اتخذت بناء على قوانين؟
- نحن ندعو لتغيير القانون فهو ليس قرآناً.
■ ما تقييمك لأداء الإخوان المسلمين السياسى بعد الثورة؟
- أداؤهم بعد الثورة هو أداؤهم قبل الثورة، فهم يعملون وفق خطة محددة ويريدون تنفيذها، ولا يتخذون قرارات عشوائية.
■ هل ترى أن لديهم بعد الثورة «عجرفة سياسية»؟
- العجرفة ليست سلوكا سياسيا، وأنا أتعامل معهم ولا أرى منهم أى عجرفة، ولا أرى اختلافاً فى منهجهم السياسى، فهم يتخذون القرار فيما يعتقدون أنه فى مصلحتهم دون النظر لغيرهم، فهم يعملون لمصلحة الإخوان المسلمين.
■ ولكن أين مصلحة الوطن؟
- هذا يسألون هم عنه.
■ هل انتهت بالنسبة لك فرصة الجلوس مع عبدالمنعم أبوالفتوح وحازم أبوإسماعيل للتوافق على مرشح إسلامى؟
- لم يأت وقتها بعد، وهى مازالت موجودة، والقوى الإسلامية يجب أن تتفق على مرشح إسلامى أياً كان، وليس نحن الثلاثة فقط