x

الإعلام بعد 30 يونيو: صوت واحد.. وإعلاميون فى مقاعد المتفرجين.. والبلاغات تطارد المشاركين

الأربعاء 28-06-2017 22:11 | كتب: محمد طه, مينا غالي |
تصوير : اخبار , محمد هشام

تغيرت الخريطة الإعلامية منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن، إذ ظهرت وجوه جديدة واختفت أخرى كانت مهّدت الطريق لثورة 30 يونيو عبر منابر إعلامية وطنية، من خلال برامجها التى كانت محط أنظار ملايين المصريين يوميًا أو أسبوعيًا، لتكشف سيئات جماعة الإخوان وتدعو للثورة عليها.

وضمت قائمة المشاركين فى إسقاط نظام الرئيس المعزول محمد مرسى وجماعة الإخوان، العديد من الإعلاميين أبرزهم باسم يوسف مقدم برنامج «البرنامج»، وإبراهيم عيسى، ويسرى فودة، ولميس الحديدى، وعمرو أديب، ووائل الإبراشى، وتوفيق عكاشة، وأحمد موسى، ويوسف الحسينى، وأمانى الخياط، ومصطفى بكرى، وريم ماجد، وخيرى رمضان، وجابر القرموطى.

وبالرغم من تعدد الوجوه الإعلامية، وقتها، إلا أن بعضهم اختفى تماماً من الساحة الإعلامية فى مصر، والبعض الآخر توجه لقنوات خارج مصر، بينما بقى منهم القليل.

أما قائمة الإعلاميين الذين تركوا منابرهم بعد الثورة، شملت العديد من الوجوه، والتى تنوعت أسباب ابتعادهم ما بين آراء معارضة أو زلات لسان أو إساءات للغير أو بسبب بلاغات قدمت ضد بعضهم، ويأتى فى مقدمتهم الإعلامى والصحفى إبراهيم عيسى، الذى كان يقدم برنامجاً يهاجم فيه جماعة الإخوان على قناة «القاهرة والناس»، وعقب الثورة تنقل بين أكثر من قناة وقدّم أكثر من برنامج، حتى استقر به المطاف إلى قناة «القاهرة والناس» مرة أخرى من خلال برنامج «مع إبراهيم عيسى» إلى أن أبعده عن الشاشة هجومه على النظام الحالى ومجلس النواب عقب حادث الكنيسة البطرسية واتهامه للجميع بالتقصير.

وأعقب ذلك تقدم مجلس النواب ببلاغ للنائب العام ضد إبراهيم عيسى لاتهامه بإهانة المجلس فى جريدته «المقال» التى يرأس تحريرها، بعد أن ذكر فى أحد مقالاته أن مجلس النواب كرتونى وأن أغلب النواب أتى بهم أمن الدولة، ومازال «عيسى» يرأس تحرير «المقال» حتى الآن.

ويأتى الإعلامى الساخر باسم يوسف، الذى مهّد للثورة بشكل كبير من خلال برنامجه «البرنامج» الذى كشف فيه العديد من السلبيات والسيئات فى نظام الإخوان، وكان برنامجه محط أنظار الملايين كل جمعة، ضمن قائمة الإعلاميين الذين اختفوا من الساحة عقب ثورة 30 يونيو، بسبب آرائه وهجومه المستمر على النظام السياسى الحالى، وسخريته المستمرة من الإعلاميين المصريين فى موسمه الذى أعقب الثورة، الأمر الذى تسبب فى وقف برنامجه بسبب هجومه المستمر على الإعلاميين المصريين.

وتوجه باسم يوسف إلى الولايات المتحدة الأمريكية واستقر هناك، وأخذ يطل علينا من حين لآخر عبر موقع «تويتر»، إلى أن ظهر مؤخرًا بتقديم برنامج عبر موقع «يوتيوب».

كما غادر الإعلامى يسرى فودة، قناة «أون تى فى» بعد أن عمل بها فترة طويلة وخلال فترة حكم الإخوان، ودعا من خلالها لثورة 30 يونيو، وتوجه حالياً للعمل بقناة دويتشه فيلة الألمانية، بسبب آرائه المعارضة للنظام عقب الثورة، خاصة بعد أحداث النصب التذكارى.

كما رحلت الإعلامية ليليان داود عن قناة «أون تى فى» بعد تغيير إدارة القناة، وتم ترحيلها إلى بلدها لبنان، كما اختفت الإعلامية أمانى الخياط عن الشاشة بعد أن ذكرت أن الاقتصاد المغربى يقوم على الدعارة، إلى أن عادت مجددًا ببرنامج «بين السطور» عبر فضائية «أون لايف».

ويعتبر الإعلامى توفيق عكاشة من أكثر الشخصيات تأثيرًا فى ثورة 30 يونيو، والذى ساهم فى حشد كبير للثورة، إلا أنه اختفى عقب إسقاط عضويته من مجلس النواب، ما دعا لتوقف قناته «الفراعين» عن البث وعرضها للبيع، وقبلها أصدرت هيئة الاستثمار قرارًا بإيقاف برنامجه بعدما وصف ثورة 30 يونيو بأنها مسرحية وطلبه اللجوء السياسى إلى ألمانيا.

ويقول الدكتور صفوت العالم، الخبير الإعلامى، إن المشهد الإعلامى أحادى الجانب والتوجه، ولا يقدم أى معلومات أو حقائق فى القضايا الحيوية، مشيراً إلى أن هناك الكثير فى الإعلام مسكوت عنه بحجة أن هذا فى صالح الرأى العام.

وبرر العالم ما يحدث من تضييق لبعض الإعلاميين بأن الدولة تتهمهم بالتخوين وعدم الوطنية، وبالتالى حدث نوع من الإقصاء الإعلامى لبعض القنوات والإعلاميين، بشكل تدريجى، مرجعاً ذلك إلى تعدد الانتقادات، وأوضح: «ونتيجة لذلك فإن متخذى القرار فى الدولة يتحسسون الطريق أمام كل رأى مخالف ومعارض.

وقال الخبير الإعلامى الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد إعلام القاهرة الأسبق: «المشهد الإعلامى حدث فيه تغييرات كثيرة بداية من يناير، التى تم فيها هدم جميع قوانين ملكية القنوات والصحف، وانتشرت بعدها قنوات وصحف كثيرة تابعة للإخوان، ثم جاءت ثورة 30 يونيو لتصحح مثار ثورة يناير، فتم إغلاق كثير من القنوات والصحف، وظهرت بعدها قنوات تدعم الدولة وتحاول أن تجعل من الإعلام صوتاً واحداً، وأصبح هناك نوع من الضيق فى أصوات الإعلاميين المعارضين، أو الذين لهم رأى آخر، مما أدى إلى احتجاب عدد من الإعلاميين عن المشهد الإعلامى، وصاحب ذلك ظهور قنوات إعلامية جديدة مثل قناة dmc لكى تحل مكان ماسبيرو، وتحاول أن تكون الصوت الرسمى للدولة، ولكنها لم تنجح فى ذلك حتى الآن».

وأضاف «مكاوى»: «مازال إعلام الدولة يعانى الركود والديون والعجز والشيخوخة، من صحف وقنوات، وفى القطاع الخاص من الإعلام نجد هناك حجباً مقصوداً لكن بشكل غير رسمى، عن طريق ملاك القنوات وليس الإعلاميين أنفسهم، لأن أصحاب القنوات لهم مصالح مشتركة مع الدولة غير الإعلام، ولهم بيزنس بمليارات الجنيهات فى الدولة، فهم يخافون على مصالحهم».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية