الشاعرحلمي سالم هو أحد الوجوه البارزة في جيل السبعينيات كما كان أحد العناصر الفاعلة بجماعة «إضاءة»فى أواخر سبعينيات القرن الماضي، والتي كرست لتيار شعري حداثي كما أسس «إضاءة»77 وأسهم في مجلة «أدب ونقد» وقد ترأس تحريرها خلفا للناقدة والصحفية فريدة النقاش.
يذكر أن حلمي سالم مولود في المنوفية في 1951 وهوحاصل على ليسانس صحافة من آداب القاهرة وعمل صحفيا بجريدة الأهالي لسان حال حزب التجمع وجاء مديرا لتحرير مجلة أدب ونقد ثم رئيسا لتحريرمجلة قوس قزح الثقافية وحصل على جائزة التفوق في الآداب للعام 2006 عن مجمل أعماله وتوفي يوم 28 يوليو 2012 وكانت «المصري اليوم» قد نشرت له عددا من القصائد في ملحق إبداع في أعقاب ثورة 25 يناير 2011.
وكان الشاعر حلمي سالم قد خاض مواجهة عنيفة بسبب قصيدة له نشرت في مجلة «إبداع»وهي قصيدة «شرفة ليلى مراد» وما أن نشرت هذه القصيدة حتي تعالت أصوات تحرض على محاكمة الشاعر وسحب جائزة التفوق التي كان قد حصل عليها وخاض سالم معركة ضارية مع خصوم الإبداع وعدد من المؤسسات الدينية في مصر وانتهى الأمر بإغلاق مجلة «إبداع» التابعة لهيئة الكتاب، والمطالبة قضائيًا بسحب كل الجوائز التي حصل عليها «سالم».
وعلى خلفية نشر القصيدة أصدرت محكمة القضاء الإدارى حكمًا بإلغاء ترخيص المجلة جاء فيه: إنّ المجلة الصادرة عن الهيئة العامة للكتاب ويرأس تحريرها الشاعر أحمد عبدالمعطى حجازى قامت بنشر قصيدة بعنوان «شرفة ليلى مراد» للشاعر حلمى سالم، تتضمّن إساءة للذات الإلهية وثبت لدى المحكمة -كما جاء في حيثيات قرارها- «أن القصيدة وردت بها ألفاظ تسيء إلى رب العالمين، وأن هذا الفعل يباعد بينها وبين رسالة الصحافة، ومن غير المعقول أن يكون هذا العمل قد نشر عبثًا دون أن يمر على القائم على هذه المجلة، الأمر الذي يؤكد أنّ بعضهم لديه القناعة والاستعداد لنشر مثل هذه الإسفافات المتطاولة على ربّ العالمين».
وقد جاء الحكم بناء علي دعوى المحامى سميرصبري، جاء فيها: «إذا كانت الصحافة حرّة في أداء رسالتها إلا أنّ هذه الحرّية يجب أن تكون مسئولة وألا تمسّ بالمقوّمات الأساسية للمجتمع المصرى والأسرة والدين والأخلاق» كما أرسل الأزهر تقريرًا إلى المحكمة، اتّهم فيه الشاعر حلمى سالم بالكفر، معتبرًا أنّ القصيدة تتضمّن مساسًا بالذات الإلهية، وخاصة في مقطعى الأحرار والطائر كما أقام الشيخ يوسف البدرى دعوى قضائية لسحب جائزة التفوّق التي حصل عليها الشاعر حلمى سالم عام 2006 واسترداد قيمتها المادية حيث وجه الشيخ البدرى إنذارًا قضائيًا لكلٍ من وزير الثقافة فاروق حسنى، ورئيس المجلس الأعلى للثقافة على أبوشادى، آنذاك، طالبهما فيه بسرعة تنفيذ الحكم الصادر لصالحه من محكمة القضاء الإدارى بتاريخ 1 أبريل 2008 بسحب جائزة التفوق في الآداب التي سبق أن منحها المجلس لصاحب القصيدة وقيمتها 50 ألف جنيه وأمهل البدرى في إنذاره الوزير ورئيس المجلس الأعلى للثقافة ثمانية أيام لتنفيذ الحكم، مهددًا بمقاضاتهما بتهمة الامتناع عن تنفيذ حكم قضائى واجب النفاذ وإهدار المال العام.
وكان الشاعر حلمي سالم على أثر هذه الأزمة قد أصدر الشاعر كتابا بعنوان «محاكمة شرفة ليلي مراد» عن دار «المحروسة» للنشر ويتضمن كل ما كتب ونشر من حوارات دارت حول هذه الأزمة تضمن الكتاب بعض الأخبار والتحقيقات، والمقالات والآراء المتباينة التي تناولت هذه المشكلة بما فيها قصيدة عمودية في 99 بيتا للشاعر عبدالله شعبان الجعيدى يسب فيها حلمى سالم وقصيدته، وكذلك البيانات والوثائق الخاصة بالقضية ونص بلاغ الشيخ يوسف البدري والأحكام القضائية التي صدرت بإلغاء ترخيص مجلة إبداع وسحب جائزة الدولة من حلمي سالم كما ضم القصيدة (الأزمة) نفسها وأكد حلمي عزمه رفع قضية ضد من كفروه واتهموه بالعمالة وتشويه الدين الإسلامي وطالب بتضامن كل من اتهموه بالكفر لرفع قضية واحدة وانتقد ما وصفه بالرؤية الدينية للعالم وحذرمن التوجه للدولة الدينيةوما تمثله من خطروقال أن أفكارسيد قطب تظهر في أداء وتصور الفقهاء السلفيين الذين يعتقدون أن(الدين هو الوطن) وليس العكس(الدين لله والوطن للجميع)وقال أنه سيصدر كتابا آخر بعنوان التصويب على الدماغ يتناول جميع مقالاته التي نشرها خلال 15 عامًا تتضمن قضايا المصادرة والمنع