ناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة «الأطراف الليبية حكومة وشعباً» العمل سريعاً على حقن الدماء، ومنع سقوط المزيد من الضحايا. وأكد المجلس أنه يتابع أوضاع الجالية المصرية وسلامتها هناك، مطالبا الحكومة الليبية بـ«اتخاذ التدابير اللازمة لحماية وتأمين المصريين والحفاظ على سلامتهم»، فيما تلكأت السلطات الليبية فى منح مصر تصاريح طيران إضافية لإعادة المصريين العالقين بها.
وخصصت القوات المسلحة 270 أتوبيساً و8 رحلات قطار إضافية لاستقبال العائدين من ليبيا، الذين بلغ عددهم 17 ألف مواطن، فضلا عن عودة 1114 شخصا على الرحلات الجوية حتى صباح الأربعاء، وتم توفير معسكرات لاستقبالهم، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغذائية بلاقيود إلى الجانب الليبى من الحدود.
وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى بيانه رقم «11» على الصفحة الرسمية له على موقع «فيس بوك» العائلات المصرية المتواجدة فى مدينة «غدامس» الليبية على الحدود الجزائرية بموافاتهم بأرقام التليفونات المتوفرة لديهم لتحقيق الاتصال معهم وتوجيههم إلى الحدود، حيث يتم حاليا إنهاء جميع إجراءات استقبالهم مع السلطات الجزائرية.
فى سياق متصل، أكد السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن الوزارة حصلت على موافقة مجلس الوزراء لاعتماد مالى إضافى تم وضعه تحت تصرف البعثة الدبلوماسية المصرية فى ليبيا، سواء الموجودة فى طرابلس أو بنغازى، لاستخدامه فى تأجير أتوبيسات لنقل المواطنين المصريين من داخل ليبيا خاصة فى المنطقة الشرقية إلى الحدود المصرية، حيث تنتظرهم عند منفذ السلوم أتوبيسات أخرى لنقلهم إلى مدينة مرسى مطروح.
وقال «زكى»، فى تصريحات صحفية، إن اتصالات تجرى حاليا بين مصر وتونس لنقل المصريين المقيمين فى غرب ليبيا إلى تونس، منوها بأن «الإخوة فى تونس أبلغوا مصر بأن لديهم رغبة مماثلة فى نقل الرعايا التونسيين المقيمين فى شرق ليبيا إلى مصر»، مشيراً إلى أنه جار الاتفاق حاليا بين الجانبين لفتح الحدود التونسية الليبية أمام الجالية المصرية، والحدود المصرية الليبية أمام الجالية التونسية.
من جانبها، رفضت سلطة الطيران المدنى الليبى منح نظيرتها المصرية تصاريح وتصديقات كافية لتنظيم رحلات طيران إضافية للمطارات الليبية لإعادة المصريين العاملين العالقين بليبيا، ففى الوقت الذى تقوم فيه بالموافقة على أى طلبات تقدمها شركات الطيران التابعة للدول العربية والأجنبية الأخرى، تلكأت فى منح شركة مصر للطيران تصديقات إضافية ولم تسمح إلا برحلتين إضافيتين فقط من أصل 35 رحلة طلبتها سلطة الطيران المدنى المصرية.
وطلبت وزارة الطيران المدنى من وزارة الخارجية التدخل لدى نظيرتها الليبية، للحصول على تصاريح إضافية للرحلات. وقال الطيار أيمن نصر، رئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للخطوط الجوية، إن الشركة خصصت 30% من أسطولها لتنظيم جسر جوى بعدد 35 رحلة طيران إضافية يومية إلى الجماهيرية الليبية.
فى سياق متصل، أعلنت وزارة النقل حالة الطوارئ القصوى لنقل المصريين العائدين من ليبيا، وذلك بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومحافظة مرسى مطروح والقوات المسلحة، مع تعليمات بالنقل المجانى لجميع الركاب وتحذير شديد من مخالفة التعليمات.وتعهدت وزارة النقل بنقل 50 ألف مصرى يومياً إذا لزم الأمر لدى وصولهم منفذ السلوم قادمين من الأراضى الليبية.
من جهته، اتفق حسين مجاور، رئيس اتحاد عمال مصر، ومحمود الزنيطلى، رئيس اتحاد المنتجين فى الجماهيرية الليبية «عمال ليبيا»، عبر اتصال هاتفى، الأربعاء، على قيام الاتحاد الليبى بتقديم جميع التسهيلات التى تحتاج إليها العمالة المصرية من أجل العودة إلى القاهرة فى ظل الظروف التى تشهدها ليبيا فى الوقت الراهن.
إلى ذلك وفرت محافظة مطروح معونات إلى الجانب الليبى شملت 76 طن دقيق و130 طن مياه معدنية و45 طن بنزين وسولار و20 طن أغذية وألف بطانية وألف كيس دم وعربات إسعاف.