«4 ساعات مصيرية» فى تاريخ التحالف الديمقراطى، الذى يضم نحو43 حزبا سياسيا، الاحد، هى مدة اجتماع أحزاب التحالف بمقر حزب الوفد، بعد أن أعلن الأخير انتهاء التحالف الانتخابى، وخوضه الانتخابات البرلمانية على جميع المقاعد بقوائم منفصلة منذ أيام، وكان قد سبق اجتماع التحالف اجتماع آخر فى مقر حزب الحرية والعدالة، ضم 7 أشخاص يمثلون لجنة التنسيق الانتخابى، وأسفر عن رفض فكرة وجود قائمتين للتحالف، وأنه لا معنى لأكثر من قائمة، واتفقت اللجنة على وجود قائمة موحدة للتحالف، أما الاجتماع الأخير فشهد عمليات شد وجذب انتهت إلى إعداد قائمة موحدة أو التنسيق الانتخابى بين أحزاب التحالف، إلا أن الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، أشار بإصبعيه فى نهاية المؤتمر الصحفى الذى عقد عقب الاجتماع إلى «اثنين» فى إشارة منه إلى «قائمتين انتخابيتين» بعد سؤال «المصرى اليوم» له ماذا تعنى «قائمة موحدة» أو«تنسيقاً انتخابياً»، ومن المقرر حسم هذا الموضوع اليوم فى خلال اجتماع التحالف بمقر حزب الحرية والعدالة.
وسبق لقاء التحالف الاحد ، اجتماع استمر 20 دقيقة فى مكتب الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، مع الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والدكتور محمد سعد الكتاتنى، أمين عام الحزب، ليخرج البدوى صامتاً ويتوجهون جميعاً إلى غرفة الهيئة العليا، التى كان ينتظر بها باقى أحزاب التحالف وبعض الأحزاب التى من خارجه، ليبدأ «البدوى» كلمته ويتحدث بشكل مباشر عن فكرة القائمة والقائمتين لخوض الانتخابات بالقول إن التحالف السياسى مستمر من أجل صياغة المرحلة السياسية المقبلة، ومن هنا كانت وثيقة التحالف الديمقراطى التى صدرت وتؤسس لدولة ديمقراطية حديثة وعادلة، وكانت سابقة على كل الوثائق وتعتبر برنامج حكم مصغراً للبرلمان والحكومة، مضيفاً أن التحالف الديمقراطى خطا خطوات عظيمة، وأصبحت له كلمة مؤثرة على صناع القرار، وهذا ظهر فى اجتماع التحالف الديمقراطى مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأكد الدكتور السيد البدوى أن التحالف السياسى مستمر مع دراسة آليات التنسيق فى الانتخابات المقبلة.
فى حين أن محمد مرسى بدأ حديثة مؤكداً استمرار التحالف حتى ولو استمر حزب واحد معه، وأن هذا التحالف ولد ليعيش وسيستمر، ثم انتقل إلى لقاء الأحزاب مع المجلس العسكرى، وأخذ يشرح ما تم الحصول عليه فى هذا الاجتماع من مكاسب للتحالف، الذى أكد أكثر من مرة أنهم كانوا يمثلونه فى الاجتماع، ولا يمثلون أحزابهم فقط، وفى نهاية حديثه تطرق إلى مسألة القائمة والقائمتين، وما يتردد عن انتهاء التحالف الانتخابى بين حزب الوفد والتحالف، وأن التحالف السياسى قائم، فقال «مرسى» لا يوجد شىء اسمه تحالف سياسى فقط، فأى تحالف يكون «انتخابياً» و«سياسياً» معاً، مشدداً على استمرار التحالف فى قائمة واحدة، وهو ما قابله رؤساء أحزاب التحالف التى حضرت اللقاء بارتياح كبير.
وخارج غرفة الهيئة العليا التى كان بها اجتماع التحالف، شهد حزب الوفد أحاديث رافضة لعودة الحزب إلى قائمة موحدة مع حزب الإخوان، وشعر أعضاء حزب الوفد، الذين رحبوا بقرار فض التحالف الانتخابى مع حزب الإخوان، بأن الجماعة تريد توريط «الوفد» ليعود عن قراره، وبالتالى يخسر سياسيا فى الشارع، بعد اجتماع لجنة التنسيق الانتخابى بمقر حزب الإخوان، الذى رفض فكرة قائمتين للتحالف، وبالتالى أصبح أمام الوفد إما الموافقة على العودة إلى قائمة موحدة للتحالف، وإما النزول بقائمة خاصة به، لكن دخول فؤاد بدراوى، سكرتير عام الحزب، إلى الاجتماع ومطالبته بتأجيل قرار «الوفد» حتى الرجوع إلى المكتب التنفيذى ومؤسسات الحزب أعطى مجالاً لخروج «الوفد» من المأزق الذى كان يواجهه رئيسه.
وخلال الاجتماع طالب محمد عبده إمام، عضوالهيئة العليا لحزب الفضيلة السلفى، بأن تكون للتحالف إدارة منتخبة من الأحزاب، لحسم أى خلافات تحدث مسبقا، وقال لـ«المصرى اليوم»: إن الحزب سيقدم نحو20 مرشحا فى الانتخابات البرلمانية المقبلة.
من جانبه، قال مجدى قرقر، أمين عام حزب العمل: «إن فكرة أكثر من قائمة للتحالف مرفوضة، وإذا رفض (الوفد) ذلك، فعليه النزول بقائمة خاصة به وليس تابعة للتحالف».
وأضاف: «إنه خلال 48 ساعة سيتم الحديث عن قائمة التحالف الانتخابية»، مشيرا إلى أن حزب العمل سيقدم 65 مرشحا رغم ظروف التجميد التى تعرض لها.
وقال أيمن نور، مؤسس حزب الغد الجديد: «إن الحزب يرفض فكرة أكثر من قائمة للتحالف، وإن وجود فكرة خلافات داخل التحالف واردة لوجود 43 حزبا سياسيا، وخلال 72 ساعة سيعلن التكوين النهائى للتحالف ومرشحيه».