وصف قادة الأحزاب تصريح المشير حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فى الفيوم الذى قال فيه: «إنه لم يُطلب منه ضرب المتظاهرين بالنار» بأنه شهادة حق يحاسب عليها أمام الله، مؤكدين أن الرئيس السابق تقع عليه المسؤولية الأدبية فى قتل المتظاهرين باعتباره رئيساً للسلطة التنفيذية.
قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، إن تصريحات «المشير» حسمت ما أثير من لغط فى الآونة الأخيرة حول شهادته فى قضية «قتل المتظاهرين»، ويجب أن تكون محل تقدير واحترام من جميع الأحزاب والقوى الثورية، فليس مطلوباً منه أن يقول إلا ما يراه أو يسمعه فقط، وأضاف: «كلمة المشير واضحة ولا تحتمل تأويلاً أو لغطاً أو جدلاً سياسياً جديداً وعلينا جميعاً تقبلها، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة فى أول لقاءاته مع رؤساء الأحزاب قال بالحرف الواحد: «لم يطلب منا ضرب النار والرئيس السابق قال للمشير نزل الجيش واتصرف فقط».
وأوضح «السعيد»، أنه لا يتخيل فى دولة بحجم مصر أن يأمر رئيسها بضرب المتظاهرين والمحتجين بالنار، واستشهد بانتفاضة الأمن المركزى فى الثمانينيات، حيث لم يأمر «مبارك» بضرب المتظاهرين، وكذلك انتفاضة 18 يناير فى السبعينيات حيث لم يأمر «السادات» بضرب المحتجين، ولكن الرئيس يتحمل المسؤولية الأدبية عن نتائج وآثار مواجهة المظاهرات والاحتجاجات.
وحول جولات وزيارات «المشير» الأخيرة قال «السعيد»: «زيارة طبيعية ويقوم بها بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة والمكلف بإدارة شؤون البلاد».
ووصف ياسين تاج الدين، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد الشهادة بـ«الصادقة»، وأنها لا تحمل الكذب أو الادعاء، موضحاً أن التصريحات لا تحمل جديداً ومعروفة مسبقاً، لأن الجيش أعلن فى أكثر من مناسبة أثناء الثورة وبعدها أنه لن يطلق الرصاص على المتظاهرين، وتابع: «المشير يتحدث من منطلق المسؤولية الوطنية ويتكلم بصدق ولا تخضع كلماته للمزايدات أو نفاق شعب».
ولفت «تاج الدين» إلى أن جولات المشير وافتتاحه للعديد من المصانع تستهدف تشجيع الإنتاج وتدوير عجلة الاستثمار، وإرسال رسالة واضحة للخارج «اطمئنوا مصر بخير».
وأشار أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، إلى أن تصريحات «المشير» فى الفيوم يحاسب عليها أمام الله وحده، وأى محاولات لتجريح الشهادة تعد عملاً باطلاً وابتزازاً ووقاحة مرفوضة. واستطرد: «تصريحات المشير لا تعنى تبرئة مبارك».
وقال «حسن» إن زيارات وجولات المشير طبيعية فى المحافظات لطمأنة المواطنين وتشجيع العاملين فى المصانع والشركات.
واكتفى عبدالغفار شكر، وكيل مؤسسى حزب التحالف الشعبى، بالتعليق على تصريحات المشير قائلاً: «لا جديد فيها لكنها تحسم الأقاويل التى تتردد من وقت لآخر حول قيام الرئيس السابق بإصدار أوامر بضرب المتظاهرين، وإن كانت تحتاج إلى مناقشة لما ستثيره من جدل فى الفترة المقبلة»، وتابع: «المشير يفتتح المصانع والشركات بهدف سياسى واضح وهو الترشح للانتخابات الرئاسية، وعدم تركها للمرشحين الآخرين».