كان البناء للمستقبل هو الهدف الرئيسي للمدير الفني يواخيم لوف في قيادة المنتخب الألماني ببطولة كأس القارات 2017 لكرة القدم المقامة حاليًا في روسيا، وبعد انتهاء منافسات دور المجموعات، بدت خطة المدرب في طريقها إلى النجاح المنشود.
فقد اعتمد لوف بشكل أساسي على اللاعبين الشبان، وفضل إراحة العديد من نجوم المنتخب الألماني بطل العالم، لمنحهم فترة راحة أطول قبل انطلاق منافسات الموسم المقبل، الذي يشهد إقامة بطولة العالم 2018 بروسيا، والتي تشكل الهدف الأهم لدى لوف.
وعلى مدار المباريات الثلاث لألمانيا بدور المجموعات، استثمر اللاعبون الشبان الفرصة بشكل هائل وأثبتوا جدارتهم بثقة المدير الفني، وربما كان أبرزهم تيمو فيرنر مهاجم لايبزيج.
فقد تألق اللاعب وسجل ثنائية للمنتخب في المباراة التي انتهت بالفوز على نظيره الكاميروني «3-1»، أمس الأحد، في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة الثانية، والتي تأهل المنتخب الألماني من خلال تصدرها إلى الدور قبل النهائي حيث يلتقي نظيره المكسيكي يوم الخميس المقبل في سوتشي.
وقال فيرنر عقب التسجيل للمرة الأولى بقميص المنتخب «ببساطة كان لدينا الإصرار والعزيمة على الفوز بالمباراة. وأنا سعيد بتسجيل أول هدفين لي (مع المنتخب). الجميع رأوا أننا فريق جيد وقادر على التحدي».
وكان فيرنر، البالغ من العمر 21 عامًا، قد واجه بداية صعبة في مشواره مع المنتخب الألماني حيث وجهت له صيحات الاستهجان خلال مباراة سان مارينو ضمن تصفيات كأس العالم.
وقال فيرنر، في تصريحات لمجلة «كيكر» الألمانية قبل انطلاق كأس القارات: «هدفي هو أن تشعر الجماهير الألمانية بالسعادة لرؤيتي بقميص المنتخب. أن يقولوا إنهم سعداء لتواجد هذا اللاعب الذي سجل، على سبيل المثال، هدف الفوز للمنتخب في الدور قبل النهائي بكأس العالم».
ولا يزال فيرنر أمامه طريق طويل لضمان المشاركة ضمن المنتخب في كاس العالم 2018 بروسيا، ولكن المؤشرات المبكرة تتجه نحو أنه ربما يمثل الحل الذي يبحث عنه لوف منذ اعتزال هداف المنتخب الألماني ميروسلاف كلوزه.
فهو أكثر مهارية من ساندرو فاجنر كما أنه مهاجم صريح أكثر من لارس ستيندل، ويصب صغر سنه في مصلحة فرصه على المدى البعيد.
وقال لوف: «تيمو (فيرنر) اثبت خطورته وحسه التهديفي. كلا الهدفين كانا رائعين، وكانت اللمسة الأخيرة مميزة. لقد قدم عملا هائلا واستحق تسجيل الثنائية».
واحتاج فيرنر إلى أربع مباريات دولية لتسجيل أول أهدافه بقميص المنتخب، ولكن هذه المعاناة البسيطة يمكن أن تصب لمصلحته أيضا.
وقال أوليفر بييرهوف، مدير المنتخب الألماني «من المهم بالنسبة لنا خلال هذه البطولة أن نرى كيفية رد الفعل في المواقف الصعبة. أن نرى قدرة اللاعبين على المضي قدما عندما لا تسير الأمةور بشكل جيد».
ولم يكن فيرنر هو المتألق الوحيد من بين العناصر الشابة في صفوف الالمنتخب الألماني، فقد استغل ستيندل أيضا الفرصة وسجل في المباراتين أمام استراليا وتشيلي كما سجل لاعب خط الوسط ليون جوريتسكا في شباك أستراليا.
واستغل لاعب خط الوسط كريم ديميرباي فرصة مشاركته للمرة الأولى ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب، وسجل الهدف الأول في شباك الكاميرون في مباراة أمس.
ورغم أن الهدف الرئيسي للمنتخب الألماني لا يزال يتمثل في الحفاظ على لقب كأس العالم في العام المقبل، أبدى اللاعبون الشبان بالمنتخب الألماني حماسا شديدا خلال البطولة الحالية وطموحا حقيقيا في التتويج بلقبها.
وقال فيرنر: «نحن لسنا هنا من أجل المركز الثاني أو الثالث أو الرابع.. إننا الآن نتطلع للفوز في الدور قبل النهائي وكذلك النهائي».