بداية كروية عاصفة لموسم 2011-2012، حيث سجلت بطولات الدوري الكبرى نتائج قياسية عريضة في أسابيعها الأولى، تارة تهتز الشباك بستة أهداف، وتمزقت أخرى بسبعة وثمانية أهداف، ولم تقتصر تلك النتائج العريضة على فرق صغيرة أو صاعدة، بل امتدت لتهز عرش أسماء لها ثقلها في عالم كرة القدم العالمية.. ويبدو أن تلك البداية تنذر بموسم تاريخي وقياسي في أغلب بطولات الدوري في العالم كله.
البداية «كالعادة» ساخنة في الدوري الإسبانى بسبب المنافسة الشرسة بين فريقى ريال مدريد وبرشلونه بما يمتلكانه من أشهر وأغلى لاعبي العالم، فالفريقان يلاحقان بعضهما البعض، فيفوز الملكي في افتتاح مباريات الدوري بسداسية نظيفة في مرمى سرقسطة (الأسبوع الثانى - بعد تأجيل الأسبوع الأول بسبب الإضراب)، ويرد النادي الكتالونى الخيالي بخماسية خالصة هو الآخر في مرمى فياريال، ثم يسحق ميسى ورفاقه الضحية الجديدة أوساسونا في الأسبوع الرابع بثمانية أهداف بلا مقابل، ليعود الريال مرة أخرى ويهز شباك رايو فاليكانو ست مرات في الأسبوع السادس من الدورى الإسباني ، فى الوقت الذى يفوز فيه برشلونه بخماسية نظيفة على أتلتيكو مدريد في نفس الأسبوع، قبل أن يحقق النادى الملكى الفوز برباعية فى آخر مبارياته بالأسبوع السابع على إسبانيول.
ويتواصل الصراع بين كبيرى الدوري الإسباني، حيث كفلت تلك النتائج العريضة لبرشلونة احتلال المركز الأول في البطولة حتى الآن بفارق نقطة واحدة عن ريال مدريد، ولم يتمكن أى فريق آخر من الاقتراب من أرقام الفريقين التهديفيه الساحقة، حيث سجل برشلونه حتى الآن 23 هدفاً، بمعدل يكاد يقترب من أربعة أهداف في المباراة، وأحرز الريال 20 هدفاً هو الآخر بمعدل يزيد على 3 أهداف في المباراة.
أما بعيدًا عن صراع الأهداف بين ليونيل ميسي وغريمه اللدود كريستيانو رونالدو، حيث أحرز كلاهما «هاتريك» مرتين حتى الآن، فإن هاتريك آخر قاد فريق مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزى لتحقيق فوز تاريخي على منافسه أرسنال العريق في الأسبوع الثالث بثمانية أهداف مقابل هدفين، وهو للاعب الإنجليزى الأشهر واين روني، والذي أحرز نفس الهاتريك مجددا أمام بولتون في مباراة الأسبوع الرابع التي انتهت بفوز الشياطين الحمر بخماسية نظيفة.
وساهم 24 هدفاً هى حصيلة يونايتد في تربعه على قمة الدورى بالتساوي مع مانشستر سيتي، بينما لم تنجح سداسية فولهام في مرمى كوينز بارك رينجرز بالأسبوع السابع في انتشاله من المركز الثانى عشر، والطريف أن فولهام لم يحرز سوى 4 أهداف فقط في أول 6 مباريات له بالدورى قبل تلك السداسية الأخيرة.
وتتواصل النتائج القياسية العريضة لتصل إلى الدوري الألماني، الذي يحتل قمته بالتخصص بايرن ميونيخ، بفارق 3 نقاط عن أقرب منافسيه وبرصيد تهديفى هو الأغزر بـ21 هدفاً، وحقق الفريق فوزاً كبيراً للغاية على فريق فرايبورج بنتيجة 7-0 في الأسبوع الخامس، وكان قبلها في الأسبوع الثالث قد سحق هامبورج بخماسية نظيفة، لينفرد بالقمة بفضل أهدافه الغزيرة هو الآخر.
ورغم نتائج بى اس في أيندهوفن الهولندي العريضة المتتالية في الدوري إلا أنها لم تساعده حتى الآن على قنص القمة من فريق إى زد ألكمار البعيد بأربع نقاط كاملة، وسجل أيندهوفن حتى الآن 25 هدفاً في 8 مباريات كأقوى خط هجوم بالدوري الهولندي، حيث سحق فى الأسبوع الرابع فريق إكسليسيور بستة أهداف مقابل هدف واحد، قبل أن يمزق شباك فريق رودا كيركرادة بسبعة أهداف مقابل هدف في الأسبوع السابع.
الغريب أن الدوري الإيطالى الشهير ظهر بعيد تماما عن تلك الأهداف الغزيرة والنتائج العريضة التي انتشرت في أغلب الدوريات العالمية الأخرى، الأقل شهرة وقوة منه، فحتى الدوري الفرنسي شهد في أسبوعه السابع فوزاً كبيراً لفريق رين على حساب سوشو بنتيجة 6-2 إلا أن الفائز وصاحب أقوى خط هجوم حتى الآن بالدورى الفرنسي بـ18 هدفاً لم تساعده غزارة أهدافه في التخلى عن المركز السابع بعد مرور تسعة أسابيع.
أما فريق جينت، صاحب أقوى خط هجوم في الدوري البلجيكي بـ22 هدفا، ففاز على فريق أود هيفرلى في الأسبوع التاسع من الدورى البلجيكى بنتيجة 6-1 ساعدته في احتلال المركز الثاني بعد فريق أندرلخت وبفارق نقطة واحدة فقط عنه.
ومع اقتراب ضربة البداية للدوري الممتاز المصري 2011-2012 ، يطرح سؤال إجباري نفسه، هل تستعير الفرق المصرية تلك الغزارة التهديفية لتشهد ملاعب الكرة المصرية نتائج قياسية تاريخية لا تنسى؟