x

صحفى أمريكى: ما حدث فى مصر لم يصل إلى حد الثورة رغم سقوط مبارك

الثلاثاء 22-02-2011 18:53 | كتب: سها السمان |
تصوير : other

قبل أيام من اندلاع ثورة 25 يناير عقد معهد (ويدروويلسون) للدراسات السياسية والشؤون الدولية بالعاصمة واشنطن ندوة للمفكر الصحفى الأمريكى «ديفيد أوتواى» حول أزمة القيادات التى لا تتغير لسنوات طويلة فى العالم العربى، وجاء اختيار «أوتواى» لخبرته الطويلة مع المنطقة حيث أمضى أكثر من 15 عاما كمدير لمكتب صحيفة «واشنطن بوست» فى عدد من العواصم العربية، وخلال الندوة تحدث «أوتواى» عن طبيعة السلطة الحاكمة فى كل من مصر والسعودية بالتحديد، كما تحدث عن احتمالات حدوث اضطرابات سياسية بسبب فكرة الخلافة للقيادات الحالية، كما تطرق إلى الدور الذى ربما تلعبه جماعة الإخوان المسلمين فى حالة إبعادها الدائم عن المشاركة فى العملية السياسية، وعقب الندوة أجرت «المصرى اليوم» حوارا مع «أوتواى» عبر الإنترنت تحدث فيه عن عدم تعامل نظام مبارك مع المشاكل بصراحة وعدم توسيع قاعدة المشاركة الجماهيرية، كما ذكر أن مبارك والحزب الوطنى يقومان بكل ما هو ممكن لإبعاد الإخوان المسلمين عن العملية السياسية، وقبل نشر الحوار تسارعت الأحداث بسرعة فى مصر خارج أى توقعات وتجاوزت الحوار السابق، ولكن بعد نجاح الثورة فى دفع مبارك للتنحى عدنا مرة ثانية للمفكر الأمريكى «ديفيد أوتواى» نسأله عن قراءته السياسية كخبير يرى المشهد من الخارج.


■ هل توقعت قيام الثورة المصرية فى هذا التوقيت؟


- بالطبع لم أكن أتوقع، ولم يكن أحد يتوقع على الإطلاق أن تقوم انتفاضة بهذا الحجم وتسقط مبارك فى 18 يوما، وأعتقد أنه حتى المتظاهرين أنفسهم لم يتوقعوا هذا النجاح، حيث فاقت النتائج كل التوقعات، ومع ذلك لدى بعض التردد فى تسمية ما حدث «ثورة» فحتى الآن، ورغم سقوط مبارك، لم نر أى تغيير ملموس فى النظام الحاكم لأن النخبة الحاكمة فى عهد مبارك لا تزال موجودة فى أماكنها.


■ فى حوارك السابق معنا تنبأت بأن عمر سليمان وأحمد شفيق سيمثلان عقبة أمام وصول جمال مبارك للحكم، هل أدهشك مدى الولاء الذى ظهر منهما لمبارك أثناء الثورة؟


- لا، فعمر سليمان من أقرب الناس لمبارك وأقرب المساعدين له وكذلك أحمد شفيق جاء من نفس الخلفية العسكرية، لكن ما أدهشنى حقيقة هو اكتشاف أن عمر سليمان شخص ذو تكتيكات سياسية سيئة جدا كما كان يطلق تصريحات استفزازية، مثلما حدث فى الوقت الذى كان يحاول فيه فتح حوار مع الجماعات الداعية للديمقراطية ويطلق تصريحا فى الوقت نفسه أن مصر فى هذا الوقت ليست مستعدة للديمقراطية.


■ كيف ترى الطريقة التى تعامل بها نظام مبارك مع المتظاهرين؟


- لقد تعامل بنفس الطريقة الحمقاء التى كان يتعامل بها دوما، ولم يدرك أن الظروف كلها قد تغيرت خاصة فيما يتعلق بإصرار المحتجين، وانتشار كاميرات التليفزيون والموبايل فى كل مكان، وتواجد عدد ضخم من المراسلين الأجانب الذين نقلوا وصوروا كل حجر تم إلقاؤه وكل طلقة تم إطلاقها على المتظاهرين، لقد شاهد العالم بأسره بلطجية مبارك وهم يهاجمون المتظاهرين فى ميدان التحرير، خطأ آخر قام به أنصار مبارك وأفراد الشرطة وهو ملاحقة الصحفيين الأجانب والقبض على عدد منهم وهو ما جعل المراسلين الأجانب يرفضون الذهاب لتغطية أى مظاهرات مؤيدة لمبارك، لم يستطع مبارك أن يقدم أحدا ذا مصداقية ليتحدث عنه لذلك كانت أخبار المتظاهرين هى المهيمنة والأكثر مصداقية.


■ الولايات المتحدة وأوروبا لديهما دوما مخاوف من وصول الإسلاميين إلى الحكم، وقد شارك الإخوان المسلمون فى المظاهرات لكنهم تحدثوا رسميا عن عدم رغبتهم فى القفز على السلطة، كيف ترى هذا الموقف وما توقعاتك للدور الذى يمكن أن يلعبه الإخوان فى الحكم؟


- فى الحقيقة لعب الإخوان المسلمون دورا جيدا جدا فى الثورة من خلال بقائهم فى الخلفية رغم توافر الكثير من الدعم والمتطوعين للاحتجاجات، وكان الهدف إثبات أنهم مؤيدون للعملية الديمقراطية وراغبون فى التعاون مع الآخرين، وأعتقد أن الإخوان المسلمين سوف يلعبون هذا الدور وسيسعون لتأسيس حزب سياسى للمشاركة بشكل قانونى وشرعى فى العملية السياسية، كما أنهم لن يحاولوا الفوز بعدد كبير من المقاعد فى مجلس الشعب الجديد لتجنب إخافة الأطراف الأخرى والحكومات الأجنبية، وأعتقد أنهم سيكونون جزءا من أى حكومة ستنبثق فى مصر مستقبلا.


■ انتشار الثورات الشعبية فى المنطقة هل هو مؤشر على نهاية عصر القيادات المسنة فى العالم العربى؟


- هذا صحيح على الأغلب فى الجمهوريات العربية، لكنى لست واثقا من الحال فى الأنظمة الملكية التى يعود تاريخها إلى مئات السنين. دول الخليج لديها ثروات هائلة، لكن تعداد السكان بها صغير وهو ما يسهل احتواء حالة الاستياء، ونحن الآن نراقب الأوضاع فى المملكة السعودية التى تعد الأكبر بين دول الخليج فى عدد السكان وتتصاعد داخلها حالة الاستياء بين الجيل الجديد من الشباب. السعودية لديها الثروة، لكن هل يملك القادة السياسيون هناك مهارة سياسية لتلبية المتطلبات الديمقراطية المتزايدة للشباب هناك؟! لست متأكدا من هذا الشأن.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية