x

«زى النهاردة».. افتتاح الجامع الأزهر في 21 يونيو 972

الخميس 22-06-2017 21:09 | كتب: ماهر حسن |
الجامع الأزهر الجامع الأزهر تصوير : آخرون

حين أراد العباسيون النيل من الفاطميين لم يجدواسوي الطعن في نسبهم،وأنهم يدّعون نسبهم لفاطمة الزهراء، وظلت مسألة النسب هذه تثورفى وجه الفاطميين منذ أسسوا مُلكهم في شمال أفريقيا ولاحقهم منذ وطئوا مصر.

وذكرابن خلكان، أن المعز حينما أصبح على مشارف مصر وخرج الناس للقائه اجتمع به بعض الأشراف فسأله واحد منهم: إلى من ينتسب مولانا؟ فقال له المعز: سنعقد لكم مجلسًا ونسردعليكم نسبنا، فلما استقر المعز بالقصر جمع الناس في مجلس عام وجلس لهم ثم قال: هل بقى من رؤسائكم أحد؟ فقالوا: لم يبق معتبر إلا وحضر، فاستل المعز سيفه، وقال: هذا نسبى، ثم نثر عليهم ذهبا كثيرا، وقال: وهذا حسبى، فقالوا جميعًا: سمعنا وأطعنا، ومن يومها ظلت هذه المقولة متداولة في التدليل على الإغراء والعقاب«سيف المعز وذهبه».

وتفرض هذه الواقعة نفسها علينا حينما نتحدث عن الدولة الفاطمية في مصر وتأسيس المعز لمدينة القاهرة، أو حينما نعرض لقصة بناء الجامع الذي صارجامعة ومنارة الإسلام في العالم الإسلامى ليكون مقرًا للشعائر الإسلامية على المذهب الشيعى، وكان يطلق عليه في بادئ الأمر جامع القاهرة، ثم أطلق عليه اسم الأزهر لازدهار العلوم فيه، وقيل أيضا إنه سُمّى بالأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء، وقد وضع جوهر حجر أساس الجامع الأزهرفى ١٤رمضان سنة ٣٥٩هـ/٩٧٠م. واستغرق بناؤه عامين وأقيمت فيه أول صلاةجمعة في ٧رمضان ٣٦١هـ الموافق ميلاديا «زى النهارده»فى ٢١يونيو ٩٧٢

ويعد الجامع الأزهر أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، بالرغم من أنه أنشئ لغرض نشر المذهب الشيعي عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر،إلا أنه حاليا يدرس الإسلام حسب المذهب السني وكان صلاح الدين الأيوبي الذي أطاح بالفاطميبن عام 1171 معادياً لمبادئ التعاليم الشيعية في الأزهر فأهمل المسجد خلال حكم السلالةالأيوبية لمصر،وحظر القاضي صدرالدين بن درباس المعين من قبل صلاح الدين الأيوبي الصلاة فيه أمرصلاح الدين الأيوبي أيضا إزالة شريط فضة أدرجت فيه أسماء الخلفاء الفاطميين عليه من محراب المسجد وتعرضت مكتبة الأزهر التي كانت مجهزة بشكل جيد للإهمال، ودمرت مخطوطات تعاليم الفاطميةالتي عقدت في الأزهروشجع الأيوبيون تدريس الفقه السني بمدارس بنيت في القاهرة وسُحِبَ تمويل الطلاب واضطر الأساتذة الذين قد ازدهروا في ظل الفاطميين إلى للبحث عن أعمال أخرى

ويعد العصر المملوكي من أزهى وأفضل العصور التي عاشها الأزهر الشريف حيث تسابق حكام المماليك في الاهتمام بالأزهر طلابًا وشيوخًا وعمارةً وتوسعوا في الإنفاق عليه والاهتمام بل والإضافة إلى بنيته المعماريةوأما في العصر العثماني فقد أبدى سلاطين آل عثمان احتراما كبيرا للمسجد وأهله بالرغم من مقاومته لهم ووقوفه مع المماليك خلال حربهم مع العثمانيين، إلا أن هذا الاحترام لم يترجم عمليا في صورة الرعاية والاهتمام بعمارته أو الإنفاق على شيوخه وطلابه إلا أن الجامع خلال تلك الفترة قد أصبح المكان الأفضل لدى عموم المصريين والأولى بتلقي العلوم والتفقه في الدين من خلاله.

وأصبح مركزا لأكبر تجمع لعلماء مصر كما بدأ في تدريس بعض علوم الفلسفة والمنطق لأول مرة وخلال الحملة الفرنسيةعلى مصر كان الأزهرمركزا للمقاومة وفى رحابه خطط علماؤه لثورة القاهرة الأولى وتنادوا اليها،وتحملوا ويلاتها وامتهنت حرمته، وفى أعقاب ثورة القاهرة الثانية تعرض كبارعلماء الأزهرلأقسى أنواع التعذيب والألم،وفرضت عليهم الغرامات الفادحة،وبيعت ممتلكاتهم وحلي زوجاتهم الذهبية استيفاء لها، وعقب مقتل كليبر فجع الأزهر في بعض طلبته وفي مقدمتهم سليمان الحلبي.

وبينما كان الاحتلال الفرنسي يلفظ أنفاسه الأخيرة حتى صدرت الأوامرباعتقال شيخ الأزهر الشيخ عبدالله الشرقاوي وهكذا ظلت تخيم أزمة عدم الثقة بين الأزهروسلطات الاحتلال الفرنسي حتى آخر أيامه ورحيله عن البلاد وبعد انسحاب الفرنسيين من البلاد عيّن محمدعلي باشا نفسه والياً على مصراستجابة للشعب ويعدّ مؤسس الأسرة العلويةالتي حكمت مصر من 1805 إلى 1952وسعى إلى توطيد حكمه من خلال التقرّب إلى علماء الأزهر، وسار على نهجه أبناؤه وأحفاده، والذي كان آخرهم الملك فاروق الذي تنازل عن العرش الملكي بسبب ثورة 1952، وفي أعقاب ذلك وفي عام 1961 ووفقاً للقانون الصادر في نفس العام تمّ إعلان قيام جامعة الأزهر رسمياً وإنشاء العديد من الكليات

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية