x

صلاح فضل يطالب إعلام مصر بالاهتمام بـ«أمير الشعراء» وينادي بمسابقة لشعر العامية

الثلاثاء 22-02-2011 15:08 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : other

 

على هامش المرحلة قبل الأخيرة من مسابقة «أمير الشعراء»، التي تقيمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أشاد الناقد الدكتور صلاح فضل، عضو لجنة التحكيم بالمسابقة، بالثورة المصرية التي كان قادتها من الشبابالذينيملكون الحكمة والرأي السديد.

وأكد «فضل» انحيازه للقصيدة العمودية والتفعيلية، مشيرًا إلى أن الشباب كانوا قد انصرفوا عن الشعر العمودي وشعر التفعيلة قبل هذه الثورة الأخيرة، وتوهَّموا أن مستقبل الشعر في قصيدة النثر، ولكن هذا مسابقة «أمير الشعراء» أثبتت أن «التفعيلة» و«العمودية» لا تزالان قادرتين على الوجود والمنافسة وتقديم نبض جديد للحياة.

وعن استبعاد قصيدة النثر من المسابقة قال: «لا يملك أحد أن يستبعد قصيدة النثر؛ لأنها تجربة بالغة الحيوية والتطوير في الشعرية العربية، لكنها لا تلائم إطلاقًا محافل الإنشاد ولا الأضواء التليفزيونية، فهي قصيدة للقراءة والتأمل وليست للإنشاد أمام الجمهور العريض».

وأضاف أن النصوص العظيمة المكتوبة نثرًا ستدخل دائرة التاريخ الأدبي، مشيرا إلى أنه دعا من قبل إلى إقامة مسابقة أخرى لقصيدة النثر «حتى لا نغفل هذا الفرع الجديد في الشعرية العربية ونحن ندرك أنها تطوير، لكن في كل الشعريات العالمية تظل قصيدة النثر رافدًا جانبيًّا إلى جانب الشعريات المرتبطة بالإيقاع؛ لأن جوهر الشعر هو لغة الموسيقى بأشكالها المختلفة».

وعن شعر العامية قال «فضل»: «العاميَّات العربية لها أهميتها، وهنا في "أبوظبي" يُقام برنامج ضخم تحت اسم "شاعر المليون" لما يُسمى "الشعر النبطي" وهو "العامية الخليجية"، فهم يهتمون بالفعل بعاميَّاتهم، وعلى كل منطقة عربية أن تعنى بشعر عاميتها وأن تشجعه، ولكن مثل هذا البرنامج المهتم بالعامية لا يصلح أن يكون برنامجًا عربيًّا، فعلى سبيل المثال فإن العامية المغربية لا تُفهم في المشرق والعامية الخليجية لا تُفهم في مناطق عربية أخرى».

وأكد أن هناك «عامية واحدة هي التي قُدِّر لها، لظروف تاريخية، أن تكون مفهومة في المشرق والمغرب، وهي العامية المصرية، وأعتقد أنها العامية الوحيدة، التي يمكن أن يُفهم إنتاجها، فإذا قرأ شاعر مثل بيرم التونسي أو صلاح جاهين أو فؤاد حداد أو عبد الرحمن الأبنودي أو سيد حجاب سوف يفهمه كل العرب؛ لأن السينما المصرية ووسائل الإعلام المصرية أسهمت إلى حد كبير في أن تكون العامية المصرية مفهومة».

وعن النقد، الذي وجَّهَه الكثيرون إلى المسابقة نتيجة مشاركة المشاهدين في اختيار صاحب اللقب، قال «صلاح فضل»: «كنت أتحفظ عليها، لكن هناك في النهاية 3 أسباب جعلتني أغير رأيي، السبب الأول أننا في مجال النقد الأدبي نتحدث عمَّا يُسمى جماليات الاستقبال ودور القارئ في إنتاج النص الأدبي، بمعنى أن النص ليس إنتاجًا خالصًا للمبدعين، وإنما يشارك في إضفاء الشعرية عليه والشهادة له بأنه يُشبع الحس الإبداعي لهؤلاء المتلقين، والسبب الثاني أن هؤلاء المتلقين ينصرفون عادة عن الشعر، لكن عندما يكون لهم دور ويدركون أن متابعتهم ستحسم السباق يشاركون، والسبب الثالث هو أن هذا الجمهور لا يستمتع بسماع الشعر فقط وإنما يتلقى ثقافة نقدية من خلال النقد الموجه إلى الشعراء، فكأننا نربي ذائقة عند المستمعين والمشاهدين لتتكون لديهم ثقافة فكرية وشعرية عن طريق حثهم على هذه المتابعة»

وطالب «فضل» التليفزيون المصري بالاعتناء بالثقافة «التي أهملها إهمالا شديدًا»، على حد قوله، مضيفًا أنه على التليفزيون المصري أن يفكر في مسابقة للعامية المصرية، التي يمكن أن تأخذ طابعًا عربيًّا، وأكد أن الأغلبية في مصر الآن للشعراء الكبار من شعراء العامية وليس شعراء الفصحى».

وعاب «فضل» على الإعلام المصري عدم اهتمامه ببرنامج «أمير الشعراء»، مما أدى في رأيه إلى قلة تصويت المصريين في المواسم السابقة وخسارة شعراء جيدين مثل أحمد بخيت وعدم حصولهم على اللقب، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري اكتفى بالهجوم على المسابقة لأن اسمها «أمير الشعراء»، وهو اللقب الذي يُطلق على أحمد شوقي، مُفندًا هذا الاتهام بقوله: «إن المسابقة تمنح اللقب للشعراء الشباب وشوقي لم يكن أميرًا لشعراء الشباب». مضيفًا، وهو يمزح، أن «اللي ممكن يزعل منا هو أحمد رامي؛ لأنه هو الذي كان يطلق عليه شاعر الشباب حتى بلغ التسعين من عمره».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية