يرى الفنان شريف منير أن تقديمه مسلسل «الزيبق» المأخوذ عن ملفات المخابرات المصرية محاولة منه ومن صناع العمل لرد الجميل - بحسب وصفه - لضباط المخابرات الذين أنقذوا مصر مؤخرًا من المؤامرات التى واجهتها، واعتبر نفسه فى مهمة وطنية لتقديم عمل تليفزيونى عن طبيعة المخاطر التى يتعرضون لها، وتوعية الشباب بمخاطر تجنيدهم من قبل أجهزة معادية بإغراءات المال والجنس والمخدرات. وكشف «منير» عن تفاصيل تتعلق باستعداده لتقديم شخصية «خالد صبرى» ضابط المخابرات المصرى، وكواليس تصوير العمل خلال حواره مع «المصرى اليوم»، كما تحدث عن حقيقة ما يثار حول مصير الشخصية، خاصة مع استعداده لتصوير جزء ثان من المسلسل بعد عيد الفطر، وإلى نص الحوار:
■ لنبدأ من ردود الأفعال عن المسلسل.
- صراحة اجتهدنا كثيرًا فى التصوير على مدار شهور، وكنا نصور فى بعض الأيام 17 ساعة متواصلة ولكن بحب، لنقدم عملا حقيقيا بأحداثه، الكل بذل مجهودا مضاعفا، وتركنا النتيجة لله سبحانه وتعالى، لكنى راض تمامًا عن ردود الفعل سواء من المشاهدين أو المتخصصين فى النقد.
■ أحد النقاد أشاد بدورك وقال إنك نجحت فى تحقيق التلون بأدائك عكس كريم عبدالعزيز الذى وصفه بأنه أخفق فى تجسيد شخصيته وجعلها كوميدية.
- كل ممثل يعمل وفق معطيات الشخصية التى يجسدها، وشخصية «عمر» تتطلب من كريم تجسيدها بهذه الطريقة، لأنه شخص مهزار بطبيعته، ويتعامل مع مشاكله بهزل وسخرية، سواء فى حرمانه من ابنه، أو الأزمات المادية التى يواجهها حتى وجد نفسه، وهو ما عبر عنه ضمن جملة فى الحوار «عمر صلاح الدين اللى مكنش أى حد عامله حساب أصبح بهذه الصورة».
■ هل تخوفت من خوض تلك التجربة، خاصة أنها سلاح ذو حدين؟
- لم يكن لدى أى تخوفات، إحساسى أنها حكاية حقيقية، ومن خلال قراءتى الأولى للسيناريو بإيقاعه وأحداثه كان «مطمني» جدًا.
■ ماذا عن اللغط حول نهاية المسلسل وحقيقة استشهاد شخصية «عمر» أو عودتها لأرض الوطن؟
- هناك خبر تم نشره يقول إن نهاية العمل لم يتم الاستقرار عليها وهناك مفاضلة بين الحالتين، لكن هذا الكلام «اختراع» من صاحبه وعار تمامًا من الصحة، والنهاية محددة ومعلومة لصناع العمل وستكون فى الجزء الثانى.
■ وهل ستبدأ بالفعل تصوير الجزء الثانى بعد رمضان مباشرة للعرض فى 6 أكتوبر كما تردد؟
- الجزء الثانى سيعرض فى رمضان 2018، ولن يعرض فى احتفالات السادس من أكتوبر، وهو قرار جماعى لكل صناع العمل.
■ ما الذى خرجت به من مسلسل «الزيبق»؟
- أصبحت هادئا كثيرًا، لأننى فى حياتى شخص عصبى جدًا، زاد ارتباطى ببلدى وأرضى، وألا أتعجل فى اتخاذ قراراتى الشخصية، وأن أكون ثابتا وأركز قبل اتخاذ أى خطوة، وأكون صبوراً ولدى قوة تحمل.
■ لماذا فكرت فى تقديم عمل مأخوذ من ملفات المخابرات المصرية؟
- بعد نجاحى مع كريم فى فيلم «ولاد العم» بدأنا معًا رحلة البحث عن عملية استخباراتية حديثة تحقق لنا التغيير، لسيناريو معاصر يتناسب مع الظروف الحالية التى تعيشها مصر، وتواصلنا مع جهاز المخابرات المصرية، وعرضنا عليهم الفكرة، وحصلوا على وقت للبحث لأنهم يعملون وفق قانون خاص يقتضى أن تكون العملية قد مر عليها 16 عاما تقريبًا، لأن بعض العمليات لا يكون مسموحا الكشف عنها، وبالفعل عرضوا علينا 4 قصص، واجتمعت وكريم على «الزيبق الأحمر»، لأنها قوية ودسمة وفيها رسالة قوية للشباب وتوعيتهم من عدم التورط مع أجهزة معادية بطرق ملتوية يصعب عليهم الخلاص منها، وإغرائهم إما بالأموال أو الجنس أو المخدرات، وبدأت بعد ذلك رحلة وليد يوسف ووائل عبدالله فى الكتابة، وبعدما عرضنا عليهم أول 5 حلقات، لاحظوا تعمق الحكاية فى الحياة الشخصية لضابط المخابرات من خلال شخصية «خالد صبري» التى أجسدها فى علاقته مع زوجته التى تعانى من العقم، ووالده ووالدته، وأقنعناهم بأن ذلك مهما فى الدراما ويجذب المشاهد، لكنهم أشرفوا بعد ذلك على الكتابة دون أى ملاحظات، ولم يتدخلوا فى أى شىء، واعتبرت نفسى أمام مهمة وطنية تحيى فكرة الانتماء لدى الشباب بشكل مشرف وإلا جاءت نتيجتها عكسية.
■ هل قاموا بطلب حذف أى مشاهد؟
- بالفعل مشهد واحد دون كشف تفاصيله، طلبوا حذفه دون إخلال بالسياق الدرامى.
■ هل حرصت على معايشة أحد ضباط المخابرات قبل التصوير؟
- هذا ليس منهجى فى العمل، وأعتمد على مذاكرتى للشخصية وأكوّن لها تاريخا وخيالا نفسيا، واشتغلت على الشكل والتكوين النفسى لـ«خالد»، ولكن كان ضروريا أن أحتك بأحد الضباط فى الجهاز، واكتشفت كيف أنه هادئ ورزين ويتمتع بثبات انفعالى ونظراته ثاقبة، مركز فى عمله، مرتب، كل خطوة لديه بحساب، وحاولت أن يكون شكله الخارجى جديا ومحترما، لديه هيبة.
■ لكن البعض انتقد زيادة مساحة الاجتماعيات، وهو ما قد يفقدها عنصر التشويق؟
- بالفعل مساحة العلاقات الاجتماعية عريضة فى الجزء الأول من المسلسل، وهو مقصود، لكن الجمهور لم ينزعج منها وتفاعل معها، لأن الإطار المخابراتى متواجد بشكل متواز، بعكس أن يكون ضابط المخابرات مشغولا فى عمله ويركز فيه رغم أنه يعانى من مشكلة شخصية، لكن الجزء الثانى سيكون مختلفا تمامًا، وسيكشف مدى ضخامة العملية التى يقوم بها «عمر» ودور الجهاز فيها.
■ هل شخصيات الأسماء فى العمل حقيقية؟
- بالطبع لا، وهى طبيعة الأعمال الدرامية التى تنتمى لهذا النوع ألا يتم الكشف عن اسم الشخص الذى نفذ العملية، إضافة إلى أن القصة فى أساسها قائمة على شخص خائن وعميل تم القبض عليه.
■ هل كان مقصودا من البداية أن تقسم حلقات العمل إلى جزءين؟
- لا لم يكن مخططا ذلك، ولكن مع انتهاء كتابة الحلقة الـ 19 اكتشفنا أن الأحداث ستتعرض للتكثيف فى حال تقديمها فى 30 حلقة، وقرر وليد ووائل أن تقدم من خلال 60 حلقة، لأن العمل مليء بالسفريات عكس كل أعمال المخابرات التى سبق تقديمها من كبار النجوم، وفيه مزج وتشعب بين الخطوط الدرامية، وهو ما سيتم كشفه فى الحلقات الأخيرة من الجزء الأول والحلقات الأولى من الجزء الثانى.. ما أريد قوله إن المتفرج عاش مع كل الأماكن المرتبطة بالشخصيات وتدخلهم فى القصة، ولكن دون ملل أو تطويل.
■ هل العلاقات بين الشخصيات وعائلاتها كانت متواجدة فى القصة الحقيقية؟
- لا، الدراما الاجتماعية ليست من واقع الرواية، واجتهد فى كتابته ومعالجته السيناريست وليد يوسف ووائل عبدالله، والقصة الحقيقية تشمل شغل المخابرات فقط لا غير.
■ تصوير العمل انتهى قبل أسبوع.. لماذا التأخير كل هذه الفترة؟
- السيناريو كان جاهزا منه 21 حلقة قبل رمضان بـ 8 شهور على الأقل، لكن التصوير تم تأجيله شهرا لأسباب إنتاجية.
■ إلى أى مدى كان مسموحا لك الإضافة لشخصية «خالد»؟
- التزمت بالورق بدرجة كبيرة جدًا، واشتغلت على «خالد» على أنه شخص طبيعى، إنسان يطغى عليه فى النهاية حبه لوطنه وعمله، ومن خلال احتكاكى بعناصر جهاز المخابرات اكتشفت كيف أن وقتهم ليس ملكهم، ويقضون معظمه فى عملهم على حساب أسرهم، وحاولنا نرد لهم اعتبارهم لأنهم من أنقذوا مصر مؤخرًا من المؤامرات التى واجهتها، والحمد لله حصلت على إشادة من ضباط متخصصين قالوا لى «عملت دور الضابط وكأنك شغال فى الجهاز منذ فترة».
■ هل سيكون العمل سلسلة لمجموعة من الأعمال المخابراتية خلال الفترة المقبلة؟
- بالفعل هناك توجه لتقديم عمل من واقع ملفات حقيقية كل عام، بغض النظر كنت سأشارك فيه أم لا.
■ هل كان مقر العملية فى اليونان كما صور العمل؟
- لم يكن فى اليونان، ولكن كان فى مكان الأجواء فيه قريبة إلى حد كبير.
■ أنت مع أم ضد العرض الحصرى لأحداث المسلسل؟
- هذه مهمة المنتج، كونه مسؤولا عن تسويق العمل، والأمر إنتاجى بحت، والمستقبل متجه نحو العرض الحصرى لأنه يضمن للمنتج الحصول على جزء كبير من ميزانية المسلسل من جهة واحدة وبمبلغ لا يعرضه للخسارة، لكنى لا أشغل نفسى بهذا الأمر وإن كان مع «الزيبق» تحديدًا كنت أتمنى أن يعرض العمل على كل القنوات، وإن كان اليوتيوب حاليًا قد سهّل الكثير على المشاهد فى أنه يستطيع أن يتابع أى حلقة عبر الإنترنت.
■ أنت مع أم ضد التصنيف العمرى للدراما التليفزيونية؟
- إيجابى، لكن من وجهة نظرى نتائجه ليست عملية، ويجب على كل صانع مسلسل أن يراعى ويحترم «الأسرة» بأطفالها ومراهقيها، والحرص فى تناول الألفاظ والمشاهد الجريئة، وغياب الرقابة الفعلية على الدراما التليفزيونية تقصير، رغم أن التدخل يرد عليه بأنه تقييد للحريات.
■ ما سر ارتباط أعمالك فى السنوات الأخيرة بكريم عبدالعزيز؟
- لأننا أصدقاء فى الأساس، ولأنه شخص مهذب ومريح فى التعاون معه وملتزم جدًا ويقدس الوقت، مذاكر جيد، ويحرص على أن يظهر الممثل الذى أمامه بأفضل أداء وأنا كذلك، وتلك العلاقة أنجحت شكل العلاقة بين خالد صبرى وعمر طه ضمن أحداث «الزيبق».
■ متى يعرض برنامجك الجديد «السهرة»؟ ولماذا أقبلت على تلك الخطوة؟
- سأبدأ تصويره بعد أسبوعين من عيد الفطر وسيعرض فى شهر سبتمبر، وكان من المفترض عرض جزء قبل رمضان ونستأنفه بعد رمضان، لكنى طلبت من إدارة قنوات سى بى سى تأجيل عرضه، ومنذ فترة لم أقدم برنامجا وكنت أبحث عن فكرة مبهجة تسعد الجمهور، وحينما جاء النصيب توكلت على الله ونفذتها، وأستضيف خلاله عددا كبيرا من الشخصيات العامة، وسأستأنف كذلك برنامج «كلمتين وبس»، وأعتبره برنامجا يمثل طاقة للمتلقى يعكس العديد من الإيجابيات والسلبيات.
■ ما حقيقة تحضيرك لفيلم جديد؟
- بالفعل، أحضر وكريم عبدالعزيز لفيلم ندرس فكرته حاليًا، وتردد فى بعض المواقع أنه من إخراج وائل إحسان، وهذا حتى الآن ليس صحيحًا وسيشاركنا فيه وائل عبدالله.
■ لماذا دائما ترفض الظهور فى برامج المقالب؟
- لن أظهر فى برامج المقالب، لأنه يقلل من قيمة الفنان ولو مقابل الملايين لن أشارك بها، ففيها إهانة و«تهزيء».