x

حرب: حكومة عصام شرف ضعيفة.. ولا أعرف من اختاره فى التحرير «2-2»

الأحد 02-10-2011 17:28 | كتب: محمود مسلم, محمد غريب |
تصوير : تحسين بكر

قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، الرئيس السابق لحزب الجبهة، إن حكومة الدكتور عصام شرف ضعيفة، مؤكدا أهمية أن تكون حكومة ما بعد الثورة انعكاسا للقوى الثورية.


وأكد «حرب»، فى الجزء الثانى من حواره مع «المصرى اليوم»، موافقة البرادعى على سيناريو أن يكون رئيسا للوزراء، على أن يقوم المجلس العسكرى بمهمة رئيس الجمهورية فى هذه الفترة الانتقالية.


وتوقع أن تقع أحداث مؤسفة فى انتخابات نقابة الصحفيين المقبلة، مشيرا إلى أن الوضع فى الصحف القومية كارثى.. وإلى نص الحوار:


■ ما تقييمك لحكومة الدكتور عصام شرف؟


- حكومة ضعيفة بالطبع. كنت أتمنى أن تكون حكومة ما بعد الثورة انعكاسا للقوى الثورية، ولا أعرف من اختار «شرف» فى التحرير.


ما حدث أنه بعد تنحى مبارك، وإدارة الجيش لشؤون البلاد أراد أن يغير حكومة أحمد شفيق، ولم يجد أمامه إلا الشباب ليتواصل معهم، وبعد أن اجتمعوا واتفقوا على أن هناك وزراء محترمين فى النظام القديم، ذهبوا للمجلس وفى جيوبهم 3 أسماء: عصام شرف، وأحمد جويلى، وحازم الببلاوى. ورغم ذلك لا أستطيع أن أقول إن شرف كان قائدا فى ميدان التحرير، فبعد أن تولى الوزارة بدأت الأمور «تميع» رغم أنه أصبح يمتلك سلطات مهمة جدا. ومع تقديرى له، هو ليس الشخصية التى تنقل مصر من مرحلة ما قبل الثورة إلى ما بعدها، وأنا سألت نفسى لماذا: لم يأت الشباب بـ«البرادعى»؟، وكانت الإجابة أنهم كانت لديهم أوهام أن يكون البرادعى رئيسا للجمهورية.


■ هل تعتقد أن البرادعى من الممكن أن يكون رئيسا للجمهورية؟


- البرادعى لو جاء سيكون جيدا جدا، ولكن فى الظروف الحالية يصعب تصوره، كما يصعب تصور أن تؤول الأمور ببساطة لرئيس جمهورية، إلا بعد وضع الدستور ورحيل المجلس العسكرى.


ومازلت أرى أن السيناريو الأفضل هو وضع الدستور، وتحديد وضع خاص للجيش فيه، على أن يتولى المجلس العسكرى الحكم، ويعين البرادعى رئيسا للوزراء، وهو ليس لديه مانع من هذا السيناريو.


■ هل ترى أن تغيير أعضاء حكومة شرف مرتين صنع فارقا؟


- لا، فكل المشاكل مازالت موجودة.


■ حتى فى وجود «السلمى» و«الببلاوى»؟


- هما من الشخصيات المحترمة، ويشرفنا أنهما من حزب الجبهة. و«الببلاوى» إضافة جيدة جدا، لكن المشكلة أن وزارة الاقتصاد تحتاج إلى وقت حتى يشعر الناس بنتائجها.


■ كيف تنظر إلى الإضرابات الفئوية الآن مثل إضرابات المعلمين والأطباء؟


- شىء منطقى جدا، لأن الثورة فجرت توقعات لدى الناس، لكن الإمكانيات المتاحة أقل من أن تحقق تلك التوقعات، وستظل المشكلة موجودة لفترة طويلة.


■ تحدثت عن التحدى الأمنى والاقتصادى، ولم تذكر الانفلات الإعلامى؟


- ليس لدى هذا الانطباع بـ«الانفلات الإعلامى».


■ ألا تشعر أن الإعلام يلعب دورا غير إيجابى فى المرحلة الحالية؟


- الإعلام الرسمى كارثة، وأسوأ مما سبق، خاصة القنوات الرسمية للتليفزيون المصرى، لأن العناصر الجادة تركته، وانتقلت إلى أماكن أفضل، وبقيت العناصر السيئة، وهذا أعطى فرصة جيدة لإعلام آخر لأن يتواجد.


■ كيف ترى أزمة قناة الجزيرة مباشر مصر، خاصة أنك ذكرت بعد حرب غزة انك فقدت الثقة فى الجزيرة لانحيازها طوال الحرب؟


- ملاحظاتى وقتها بسبب تحيزها لـ«الإخوان» و«حماس»، لكن بالتأكيد الجزيرة نسبيا تلعب دورا أساسيا فى العالم كله، وأصبحت مصدرا أساسيا للمعلومات عن الثورات العربية.


■ كيف رأيت قرار الإيقاف؟


- كنت حزيناً لأنه قرار ينتمى إلى العهد السابق، وليس لمصر الثورة، ويسىء لها وكان يمكن توجيههم بطريقة ما.


■ كيف ترى وضع الصحف القومية حاليا؟


- الصحافة القومية إحدى المشكلات الكبرى، التى ترهق أى حكومة أو مسؤول، ووضعها كارثى وتحتاج إلى مجموعة قومية تعمل على إيجاد حل لمشكلاتها.


■ هل ترى أن القيادات الجديدة للمؤسسات القومية تلبى مطالب المرحلة


- هى بالتأكيد أفضل من القديمة لكنها لا تلبى مطالب المستقبل، ولكن الأهم هو ترتيب الأوضاع القانونية والمالية للمؤسسات القومية.


■ لماذا رفضت الترشح لمنصب نقيب الصحفيين؟


- على المستوى الشخصى هى مسألة فات أوانها، فأنا الآن عمرى 64 عاما، واهتماماتى منصبة على الأوضاع السياسية بشكل عام، وليست مهنية أو نقابية.


■ ولكن قيل إنك طلبت أن يحدث توافق لو ترشحت نقيبا؟


- لم يكن الأمر فى ذهنى إلى أن اتصل بى سعد هجرس وحلمى النمنم، وقالا لى إن هناك كلاما عن النقيب و«نريد ترشيح شخص من الأهرام.. وعايزينك ترشح نفسك». فى البداية وافقت خاصة أنهما أبلغانى بالأمر وكأنه مهمة قومية، واشترطت عليهما ألا أدخل معركة ولكن بعد تفكير رفضت الفكرة.


■ كيف ترى انتخابات النقابة فى ظل أوضاع الصحف المصرية الحالية والحالة السياسية العامة؟


- ستكون انتخابات «مؤسفة»، وسيكون هناك استقطاب إخوانى وآخر علمانى، وهذا أمر مؤسف للصحافة المصرية. والأمر الثانى ومع تقديرى للمرشحين يحيى قلاش وممدوح الولى فهما أقرب إلى أن يكونا عضوين فى مجلس النقابة وليسا نقيبين. ومع صعوبة أن يكون «قلاش» محل توافق، خاصة أنه من خارج الأهرام، وأرى أن الوضع سيقسم الصحافة بشكل حقيقى، وكنت أتمنى أن تكون هناك شخصية توافقية، ولو من خارج الأهرام.


■ ما موقفك بعد خسارة مرشحك لرئاسة حزب الجبهة محمد منصور؟


- كنت أفضل أن يكون منصور رئيسا والسعيد كامل أمينا عاما، ولكن هذه هى الديمقراطية، ويجب أن أسلم- حتى هذه اللحظة- بالنتيجة.


■ هل تعتبر خسارة «منصور» خسارة لك؟


- كنت أتمنى منصور رئيسا.


■ هل سيضعف ذلك سيطرتك على الحزب؟


- ليست مسألة سيطرة فأنا أعتبر نفسى بعيدا عن الحزب الآن، وعلاقتى به رمزية.


■ ما دورك القادم فى الحزب؟


- طلبوا منى أن أكون رئيسا شرفيا أو زعيماً للحزب، ولا توجد مشكلة فأنا أسهمت جيدا فى إنشاء الحزب الذى لعب دورا جيدا فى الحياة السياسية خلال الفترة الماضية.


■ حزب الجبهة هو من قاطع الانتخابات، وكانت له مواقف حادة وعنيفة وخرج منه مجموعة كبيرة من شباب الثورة، وهو من أخرج 3 نواب لرئيس الوزراء، ومع ذلك كله ليس له انعكاس فى الشارع؟


- لأنه كما وصف منذ اللحظة الأولى حزب نخبة، وليس جماهيريا، ولا يوجد به عمال وفلاحون، وهو حزب الطبقة المتوسطة بمعنى الكلمة و«مدينى» وليس «ريفيا».


■ فى رأيك ما هى الأسباب التى أدت بمبارك إلى هذه النهاية؟


- لأنه استمر فترة أطول من اللازم، وترك أسرته تتحكم فى البلد. ومبارك نموذج للشخصية التى لم تكن لإرادتها أى دور فاعل فى تحديد مصيره، فهو القائد الذى أسهمت الصدفة فى صياغة حياته، وهو لم يسع إلى أن يكون نائب رئيس الجمهورية، فالسادات هو من استدعاه وأبلغه بالمنصب ومبارك نفسه لم يكن يتوقع ذلك، وقال من قبل «كنت أتخيل أن آخر ما سأصل إليه هو رئاسة مصر للطيران». إذن هو لم يقاتل من أجل الرئاسة أو حتى حلم بها، والصدفة الثانية هو لحظة مقتل السادات، وهو لم يصب فيها وهذه صدفة غريبة، و«نزل تحت الكرسى»، وبعد أن خرج من أسفله وجد نفسه رئيسا لمصر، بالإضافة إلى أن تراث مصر الفرعونى ساعد فى أن تتقبله الناس.


وكل كوارث مبارك تجسدت فى الفترتين الأخيرتين من حكمه لأنه أصيب بالملل لأن يقدم أى إبداع أو أفكار جديدة، كما أنه لم يكن يرى أى معارضة من أحد طوال فترة حكمه.


■ قيل إنك كنت مرشحاً لتلعب دور أسامة الباز مع جمال مبارك عندما يتولى الحكم؟


- هذا غير صحيح، وتعرفى على «جمال» جاء عندما كنا فى لجنة كتابة تاريخ مصر، التى كانت تضم زكريا عزمى وجمال مبارك وأسامة الباز وأنا و4 لواءات جيش لتوثيق كل وثيقة أو صورة أو فيلم منذ 1952 وحتى الآن، وقمنا بتجميع كمية هائلة من الوثائق لا نعرف أين ذهبت؟


■ هل كنت ترى أن جمال مبارك جاد فى موضوع التوريث؟


- بلا شك وما ساعد على ذلك موقف النخبة المصرية المحيطة به. وما جعلنى أستقيل من لجنة السياسات أننا كنا نحضر اجتماعات مع جمال مبارك، ونجد الجميع يقفون انتباهاً أمامه، ويعرضون تقاريرهم عليه وعقب الاجتماعات يلتقى بالصحفيين ويبلغهم بما دار فى الاجتماع ليدرب نفسه على دور الرئيس، على الرغم من أن اجتماعات «السياسات» كانت شكلية، وعبارة عن تمثيلية كبيرة يتدرب فيها جمال على الحديث مع الناس.


■ كيف ترى ما يقوم به مرشحو الرئاسة حاليا، وهل تؤيد البرادعى أم تؤيد غيره؟


- اختياراتى لمرشح الرئاسة تنحصر فى البرادعى وعمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح، لكن موسى ينظر إليه على أنه من النظام القديم، وأبوالفتوح مع تقديرى له إلا أنه ينظر له على أنه من الإخوان، رغم أننى أرى أنه يختلف جذريا عن الإخوان، وبالتالى يكون الأمثل هو البرادعى، والباقون هم شخصيات جيدة ستدخل الانتخابات وتنافس.


■ هل تقترح أن تتوقف حملاتهم الانتخابية الآن؟


- «الرئاسة» ليست مسألة عاجلة الآن، ولا مانع من أن يستمر المجلس العسكرى فترة أطول.


■ ما تقييمك لأداء المجلس العسكرى؟


- حتى الآن يتصرف بمنتهى الحكمة، وعندما أمسك بالحكم تصرف بطريقة جيدة، وانحيازه للثورة كان أعظم مفاجآتها.


■ هل أنت مع تطبيق قانون الغدر؟


- هو قانون وضع للمعاقبة على الفساد السياسى، وهو تهمة شديدة المرونة، فقانون الغدر فى عام 1952 لم يكن فاعلاً بشكل حقيقى.


■ هل أنت مع فكرة العزل السياسى؟


- طبعاً، لكن يجب أن تكون مدروسة ويجب تحديد أى مستوى فى الحزب الوطنى الذى سيتم العزل فيه، مع التأكيد على ضرورة عزل كل أعضاء برلمان 2010، وكذلك أعضاء لجنة السياسات بالكامل.


■ ما رأيك فى الدور الأمريكى فى الثورات العربية؟


- أمريكا ليس لها أى دور، وأنا ضد هذه الفكرة، لأن الأمريكان أثبتوا مدى محدودية دورهم فى المنطقة، خاصة فى الثورة المصرية.


■ ما رأيك فى الحديث عن الدعم المالى الذى تلقته بعض القوى السياسية والمنظمات، وأن «الجبهة» إحدى هذه المؤسسات؟


- «لم نأخذ مليماً واللى عنده حاجة يطلعها». هناك «عك كتير» فى هذا الموضوع، لأن كل المنظمات فى مصر تأخذ دعماً من جهات كثيرة، وليس فقط من الولايات المتحدة، ولكن كل ذلك يتم من خلال وزارة التعاون الدولى.


■ هل ترى أنه سيكون للولايات المتحدة دور فى صياغة مستقبل مصر السياسى؟


- أمريكا قوة عظمى بشكل استثنائى حتى لو لم يكن لها دور فى الثورة، فهى بالتأكيد تراقب الوضع وستشجع خطوات معينة من خلال حوافز، وسيكون لها دور غير مباشر، وعلاقتها جيدة بالجيش المصرى، وأعتقد أنها تريد مصر ديمقراطية.


■ ما رأيك فى فتح قنوات حوار بين أمريكا والإخوان المسلمين؟


- الولايات المتحدة تسعى لأن يكون لها تواجد فى كل مكان، وتتواصل مع كل القوى، والإخوان شأنهم شأن أى قوة سياسية يهمها التواصل مع الأمريكان.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية