x

بنغازى «المستقلة»: مدينة غاضبة ومغضوب عليها

الإثنين 21-02-2011 20:33 | كتب: اخبار |
تصوير : أ.ف.ب

إنها الحرب فى بنغازى التى أعلنت وحدة من الجيش الليبى المنشق استقلالها الأحد.. كتائب أمنية مسلحة، ومعارك طاحنة، وأصوات الرصاص الحى تدوى، ووحدات من القناصة المرتزقة تحصد الرؤوس.


من بنغازى، المدينة الغاضبة والمغضوب عليها دائما، انطلقت شرارة الثورة الليبية.. شباب عقد العزم على التغيير ولن يتراجع عن مطلبه، وهو خلع العقيد معمر القذافى، الذى يدرك جيدا اللُّحمة القوية بين قبائل بلاده. ويفسر عنصر القبلية فى ليبيا حالة الهلع التى تعتمل النظام الحاكم، والتى انعكست فى التهديدات المباشرة التى أطلقها سيف الإسلام القذافى فى كلمته التليفزيونية مساء الأحد، خوفا من التحام الجيش مع قبائلهم، وهو ما تم بالفعل فى بنغازى.


ولمواجهة مخاوف انضمام ضباط الجيش إلى قبائلهم وتزويدهم بالسلاح، سعى النظام الليبى إلى استجلاب كتائب المرتزقة الأفارقة، الذين استأجرهم من تشاد ومالى، ولا يزال مطار «معيتيقة» العسكرى يستقبلهم فى طائرات عسكرية خاصة.


ووسط التعتيم الإعلامى، وقطع خدمات الهاتف المحمول والأرضى، بالإضافة إلى قطع خدمات الإنترنت، نفذ المرتزقة مجزرة بنغازى، ثانية أكبر المدن الليبية، لكن روائح الدماء فاحت فى أرجاء الجماهيرية الليبية. وامتدت الاحتجاجات إلى تخوم العاصمة طرابلس لتتحرك «مصراتة»، ثالث المدن الليبية المعروفة بنضالها، ليسقط حتى الآن ما لا يقل عن 200 قتيل، برصاص قوات الشرطة والجيش والمرتزقة.


لم تكن هناك طريقة للوصول إلى أهالى بنغازى سوى الاتصالات الأرضية التى تمكن البعض من إجرائها مع المقيمين داخل المدينة المحاصرة. وفى اتصال هاتفى مع «المصرى اليوم»، قالت «ع. السنوسى»: «ما يحدث هو قتل جماعى وعزل للمدن.. ظهر الجمعة الماضية دفنا 40 شهيدا فى مقبرة واحدة، وبالأمس سقط أكثر من 60 قتيلا أمام عينى أحصيتهم مع رفاقى، والمستشفيات تعج بالجرحى الذين هم بحاجة أكيدة للدم.. أغيثونا يرحمكم الله».


ومن بنغازى أيضا، أكد المصور الصحفى «ف. ع» أن ما حدث «تجاوز كل الخطوط الحمراء.. بنغازى شيعت قوافل من الشهداء عقب مجزرة السبت عندما فتحت عليهم كتيبة الفضيل النيران مستعملة أنواع متطورة جدا من الأسلحة المميتة».


شاهد عيان آخر من «درنة» أكد لـ«المصرى اليوم» «أن قصفا جويا فوق أسطح المناطق السكنية تم فى المدينة بالقذائف الصاروخية، وأن هناك مرتزقة يستخدمون الرصاص الحى لتفريق المتظاهرين». وأضاف، المسؤول البارز مفضلا عدم ذكر اسمه، أن «بلداً عائدات نفطه 5 مليارات شهريا و60 ملياراً سنويا يتظاهر شبابه ضد الفقر والمحسوبية يطرح أكثر من سؤال.. ليبيا لمن لا يعلم يعد ثالث منتج أفريقى للنفط، ورابع منتج أفريقى للغاز الطبيعى.. أين التوزيع العادل للثروات؟». وفى السياق ذاته، أفاد مصدر ليبى آخر بأن «عائدات النفط الضخمة يتم استغلالها لشراء مرتزقة أفارقة لقتل أبناء الشعب الليبى، ولا توزع على العاطلين أو فقراء ليبيا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية