«أخطأنا وذهبنا لمهاجمة المظاهرات لا لتأمينها. والبقاء لله فى كل شهداء مصر».. هكذا انسابت كلمات الرائد هانى الأعصر، أحد الضباط، الذين شاركوا فى لقاء ضم عدداً من ضباط الداخلية مع وفد من شباب 25 يناير، نظمته جمعية الشرطة والشعب لمصر التى يرأس مجلس إدارتها السفير حسن عيسى الاحد بفندق فورسيزون. فى محاولة لطى صفحة عدم الثقة والمواجهة التى شابت العلاقة بين جهاز الشرطة والمتظاهرين، أثناء ثورة 25 يناير.
بدأ اللقاء بحديث «عيسى» مؤكداً أن ما قام به الشباب فى 25 يناير جعل المصريين يتصالحون مع أنفسهم، وحذر من الثورة المضادة لثورة الشباب التى تدعو للتشكيك فى الآخر، أيا كان، وعدم قبول التعامل مع مؤسسات الدولة بشكل سليم. وأضاف: «هذا لا يعنى أن ننصاع للفكر الذى يروج له البعض حالياً حول مسامحة الفاسدين أو التجاوز عما فعلوا، ولكن يعنى أن الجيش والشرطة والشعب كيان واحد بحاجة للتوحد لمواجهة الأحداث فى الأيام المقبلة والتصدى للفاسدين».
وقال الدكتور مصطفى النجار، أحد شباب 25 يناير، إنهم حضروا اللقاء من أجل المصارحة والمصالحة، وأنهم يعلمون أن جهاز الشرطة به شرفاء وليس جميعهم فاسدين. وأضاف: «نعلم أن الشرطة كانت ضحية نظام فاشل جعلها دائماً فى مواجهة الشعب حينما يغضب أو يطالب بحقوقه التى سلبها النظام.
وتساءل: «هل يعقل أن يقتصر التغيير على نقل مدير أمن الإسكندرية الذى وقعت فى عهده حادثة خالد سعيد، إلى بورسعيد؟ وبالطبع يرفض أهالى بورسعيد توليه المنصب». وأضاف النجار أنهم يحلمون كشباب بشرطة جديدة يتم فيها بناء الإنسان على أسس صحيحة من خلال تعديل المناهج والاختيار الجيد من البداية لفرد الأمن والتوزيع العادل لمخصصات الداخلية على جميع الأفراد.
وقال النجار: «إن المصريين يطالبون باستقلالية جهاز الشرطة وخضوعه للرقابة الشعبية وألا يتبع رئاسة الجمهورية ويكون تحديد مهامها فى الأمن الجنائى لا الأمن السياسى مع إلغاء مباحث أمن الدولة بكل مسمياتها». وقال اللواء ياسين سند إن مصر خلقت النظام الفرعونى وصدرته لكل العالم وطالب بألا يتم تحميل الشرطة أخطاء عهود سابقة لأننا جميعاً بتنا فى حاجة لتغيير سلوكياتنا سواء الشرطة أو المواطنين. ثم خاطب ضباط الشرطة قائلاً: «عليكم الاعتراف بأنكم أخذتم أوامر خطأ نتج عنها 6000 مصاب وما يقرب من 600 شهيد». ثم تحدث ضباط الشرطة مؤكدين تضامنهم مع مطالب الشعب فيما يتعلق بتطوير كيان الداخلية وأسلوب عملها، وقالوا إن الكارثة الكبرى فيما حدث منذ اندلاع مظاهرات 25 يناير كانت فى وجود القرار فى يد القيادات المكتبية التى كانت تتابع ما يحدث فى الشارع عبر اللاسلكى من لواءات الوزارة.
وقال النقيب أحمد الخضرى: «يؤلمنى نظرة الشارع لنا وهى نظرة تخوين، هناك أفراد أخطأوا منا ونحن لسنا ملائكة، والسبب فى قوة المواجهات مع المتظاهرين أننا كنا نمثل لهم الجوع والفقر وأحمد عز والنظام الفاسد. وقيادتنا كانت ترى أنه ليس من حقنا السؤال حتى عن طبيعة المهمة التى نخرج لها فى الشارع. وتركونا فى الشارع أكثر من 12 يوماً دون معلومة، رغم أن كلب الشرطة لا تزيد مدة عمله فى المهمة الواحدة على نصف ساعة».
فى نهاية اللقاء اتفق الحضور ضباط ومتظاهرين ومشاركين على ضرورة إعادة تأهيل فرد الأمن وأن يكون الشعار الحقيقى للشرطة «نخدم ونحمى».