كونه موظفاً فى جهاز التعبئة العامة والإحصاء ومتطوعاً فى المشاركة بالعملية الإحصائية التى تشهدها البلاد حالياً لم يغن ذلك «أشرف مرزوق»، عن كونه مواطنا فى المقال الأول والأخير، لابد أن يخضع كغيره لعملية تدوين البيانات الإحصائية الخاصة به وبأسرته.
استقبل «مرزوق» معاونة التعداد التى تعمل تحت إشرافه كمفتش فى منزله، وطلب منها تدوين بيانات الاستمارة المطولة، ليكون قدوة لأهالى قريته الريفية «بلتان»، الواقعة بمركز طوخ محافظة القليوبية، وللتأكيد على سرية أى بيانات يدلى بها، مهما طالت الأسئلة.
يرى أن التعداد هو نموذج مماثل لجلوس الأب مع أبنائه وأفراد أسرته لمعرفة احتياجاتهم، فيتم بناء عليها ترتيب أولوية توفيرها، حسب المخصصات والميزانية المتاحة.
رغم علم الأسر ببعضها البعض فى القرية الصغيرة إلا أن سمر عبدالخالق، معاونة التعداد بالقرية التزمت بارتداء غطاء الرأس والكارت التعريفى اللذين يحملان علامة الجهاز ويوثقان تبعيتها للجهاز، كأحد أهم شروط العملية التعدادية.
بدأت أسئلة الاستمارة بالتعرف عليه وعلى رقمه القومى والجنسية، وتطرقت لعدد من الأسئلة منها لأول مرة تحديد الديانة، وعدد من الأسئلة التفصيلة عن الأسرة، تبدأ بالحالة الاجتماعية والتعليمية.
كما احتوت الاستمارة المطولة على جدول كامل عن حالات التسرب من التعليم، إن وجدت، وأسبابها، ومنها كره التعليم، أو بعد المدارس، أو عدم رغبة الطفل، أو الأسرة نفسها، أو انفصال الوالدين، ولم يكن بين أسرة «أشرف» من ينطبق عليه تلك الحالات.
كما تتطرق الاستمارة لحالات الهجرة داخل البلاد، وفيها يتم سؤال المواطن عن سبب نقل السكن، سواء بغرض التعليم، أو العمل، أو مرافقة الزوجة أو الزوج، والمدة التى هاجر إليها داخل المحافظات.
ومجموعة الصعوبات، سواء الذهنية أو الحسية أو الحركية، ودرجتها فى كل أسرة، ولم ينطبق هذا البند على أحد من أفراد أسرته.
يتولى الحاسب تلقائياً حذف إجابات لأسئلة فرعية، فى حالات عدم الإجابة على سؤال رئيسى، ومنها على سبيل المثال إذا ما كانت الإجابة عن عمر أحد الأبناء أنه طفل فى سن 4 سنوات، يتم حذف الأسئلة الفرعية المتعلقة بإعالته لأسرة أو أبناء، لكونه فى مرحلة عمرية لا تتيح بالطبع أن يكون متزوجا.
ويخشى الكثيرون من الأهالى الإجابة على سؤال ما إذا كان يمتلك سيارة من عدمه، ويفسر «مرزوق» مدلوله أنه يرغب فى معرفة عدد السيارات لمقارنتها بحالة الطرق وسعتها، وقدرتها على استيعاب هذا القدر.
أما حالة المسكن فأكد أنه يعيش فى وحدة سكنية خاصة به، فى منزل يمتلكه والده، وبالتالى تعتبر نوعية الحيازة هبة من الوالد.
كما تتطرق الاستمارة لمعرفة نوعية مصدر المياه، ومنها «الحنفية العامة، أو حنفية داخل المنزل»، أو الطرمبة، أو مياه الأمطار، والآبار، والمياه المعبأة، واختار «مرزوق» الحنفية داخل السكن.
ومثلها مصدر الإضاءة إذا ما كانت شبكة عامة، أو بوتاجاز، أو كيروسين، أو طاقة شمسية، وما إذا كان يستخدم لمبات موفرة أم عادية، لمعرفة مدى استجابة المواطنين لحملات التوعية، وتتبعها نوعية الأجهزة، لقياس ضغوط الأحمال، ولم يكن يمتلك سوى الغسالة الأتوماتيك والثلاجة، والسخان يعمل بالغاز.
أما الصرف الصحى فتعددت مصادره فى اختيارات الاستمارة، ما بين شبكة عامة أو أهلية، أو طرنش، أو أرض فضاء، وكذلك كيفية التخلص من القمامة، بإلقائها فى الشارع أو الطرق، أو عن طريق متعهد جمع القمامة، أو بالصندوق، أو دفنها أو استخدامها كسماد.
رغم كونها استمارة مطولة إلا أنها لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة، كانت المعاونة ترسل بياناتها أولا بأول، وكان متاحا لديها استرجاع البيانات للتعديل. وعلى هامش التعداد تحدث «مرزوق» عن حاجة أهالى قريته الملحة لمدارس فى مختلف مراحل التعليم، حيث يضطر الأطفال للسير يومياً قرابة 8 كيلو مترات ذهاباً وعودة من المدرسة، التى تعمل بنظام الفترتين، لاستيعاب أعداد الطلبة، التى تجاوزت الـ80 طالبا. وتعد الدراجة البخارية وسيلة الانتقال الوحيدة الداخلية فى قلب القرية، رغم كونها غير آمنة لكبار السن والمرضى والأطفال فى شوارع أغلبها غير ممهدة لسير المركبات، وهى أهم المشكلات التى يأمل أن تساهم بيانات التعداد التى سيتم جمعها عن القرية فى وضع خطط تنموية تراعى ما رصده المعاونون.