أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية «هيلارى كلينتون» أن الإدارة الأمريكية فى واشنطن مستعدة للتعامل مع حكومة مصرية بها أعضاء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأشارت كلينتون إلى أن الإدارة الأمريكية تؤيد وبشدة استمرار المعونة الأمريكية سواء مدنية أو عسكرية دون أى شروط من خلال الحزبين الجمهورى والديمقراطى، معبرة بوضوح عن رفض إدارة أوباما ورفضها الشخصى أى مساس بها، ووصفت الدعوات بقطعها بأنها «أمر غير لائق».
وقالت «هيلارى» فى لقاء خاص أجراه الإعلامى شريف عامر فى واشنطن لبرنامج «الحياة اليوم» وأذيع مساء «السبت» على قناة (الحياة1): «نؤمن بأهمية الدعم والمعونة العسكرية لمصر دون أى شروط من أى نوع، وهو ما حرصت على إيضاحه وتأكيده فى حديثى مع وزير خارجية مصر كامل عمرو».
وقالت «كلينتون» تعليقاً على تقييمها للثورة المصرية: «نحن معجبون بما يحدث فى مصر الآن، ونعلم أنها مرحلة انتقالية صعبة وعلى التاريخ العظيم لمصر فهى أيضا لحظة مهمة وعظيمة من تاريخكم». مضيفة أنه من الجوهرى أن ننظر جميعاً لما تم إنجازه خلال الشهور الثمانية الأخيرة، وأشارت إلى أن الانتخابات ستجرى وفق الجدول الزمنى لطبيعة تلك المرحلة الانتقالية، وتابعت بقولها: «الطريق مفتوح أمام هذه التغيرات الديمقراطية الرائعة، وهذا أمر مشجع للغاية، ونظن أنكم على الطريق الصحيح». مؤكدة أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة يتولى مسؤولية - خلال الفترة الانتقالية - لم يتوقع تحملها، مشيرة إلى أن التحرك نحو الانتخابات أمر جوهرى، وقالت: «أتوقع أن يفوا بعهودهم تجاه الشعب المصرى، لأنه لا يمكن أن تنال الحكم الديمقراطى الرشيد دون انتخابات حرة، مفتوحة، وشفافة تمكن المصريين الذين تم انتخابهم».
وبالإشارة إلى دور حركات الإسلام السياسى بعد الثورة والدور الإقليمى لمصر، قالت كلينتون: «من المهم أن يحظى صوت الناس بمنابر مفتوحة للحديث والتعبير والمشاركة فى النظام السياسى، لكننى أيضا أعتقد أنه لابد من التزام واضح باحترام حقوق الإنسان، حرية العقيدة، حرية التعبير، حقوق المرأة ويجب أن يكون هناك اتفاق حقيقى وواضح حول مجموعة من التفاهمات التى تمكن مصر من حيث هى الآن لما أود أن تكون عليه مصر. وأضافت: «أؤمن فعلاً بأن مصر هى قائدة فى العالم العربى، ويمكن لمصر أن تكون قائدة على المستوى الدولى، وهذا هو الفارق، وهو ما يمكن أن يتحقق بالإصلاح الاقتصادى والسياسى الذى سيجعلها أحد أهم القوى الاقتصادية العشرين فى العالم، بل وحتى ضمن العشرة الأوائل».
وأشارت الوزيرة الأمريكية إلى عدد من التخوفات فى حال تأخر الانتخابات أو عدم إتمامها، منها استمرار الحكم العسكرى أو حدوث الانتخابات مرة واحدة فقط تمكن مجموعة ما لا ترغب فى الاستمرار فى تحقيق التقدم للمجتمع بأكمله، وترفض حقوق وأفكار المصريين لصالح وجهة نظر واحدة، مؤكدة ضرورة انتباه الشعب المصرى لخطورة هذه الأمور من أجل الحفاظ على التعددية السياسية والاحترام للجميع بغض النظر عن الانتماءات أو الأفكار وأن يكون الحكم مدركاً لكل الحقوق. وأن يحترم قوانين الدولة والدستور وحقوق المواطنين.
وأوضحت كلينتون أنها على استعداد للتعامل مع حكومة بها أعضاء من الإخوان المسلمين، أو أى حركات إسلامية أخرى يلتزم أعضاؤها بعدم اللجوء للعنف، وملتزمون بحقوق الإنسان، والديمقراطية التى أظن أنكم طالبتم بها فى ميدان التحرير، والتى تعنى احترام الأقباط، والمرأة، وأصحاب الآراء المختلفة ضمن إطار الإسلام. مشيرة إلى توقعها أن تصل الديمقراطية الوليدة فى مصر لما وصل إليه الأمريكيون، وأوضحت أن هناك دعائم أساسية للديمقراطية: الصحافة الحرة، حرية التعبير، السلطة القضائية المستقلة، حماية حقوق الأقليات، وحقوق الإنسان.
وقالت: «سيكون الأمر بين الشعب بالأساس طبعاً حول تنظيم أنفسهم فى هذه الانتخابات، لكن لابد أيضا من أن أشير إلى أنه لو أن هناك حزباً إسلامياً قوياً منظماً، و٤٠ حزبا آخر، وجميعها تتشارك الأصوات، فسيكون هناك حزب مؤثر، وقد تحدثت خلال زيارتى للقاهرة قبل شهور مع كثير من النشطاء الشباب، وسفارتنا فى القاهرة أيضاً تتطلع نحو الجميع. أعنى أنه من الصعب التحول من متظاهرين من أجل الحرية إلى سياسيين مؤهلين. لذلك نريد أن نساعد الناس على تنظيم أنفسهم، وأن يكونوا قادرين على المشاركة الفعالة، ومرة أخرى بشرط الالتزام بعدم العنف وكل ما ذكرته لك الآن. ولكن مجدداً ليست بشروط خاصة من جانبنا».
وأوضحت كلينتون أنه فى فترات الانتقال الديمقراطى يكون هناك كثيرون من الراغبين فى العمل السياسى ولا يعلمون كيف يتم تسجيل الناخبين، كيف يتم تشكيل أحزاب، لم يكن هذا جزءاً سابقاً من خبرتهم أو حياتهم اليومية كمصريين. مشيرة إلى أن لديهم جزءاً من المؤسسات التى عملت فى أرجاء العالم المختلفة، لنقل هذه الخبرات دون اتخاذ أى مواقف ضد أو مع فرد أو حزب. وقالت إنها ذكرت لوزير الخارجية المصرى: «أنتم تعلمون أننا موجودون على الأرض، وإننا نقول للناس نحن نرغب فى المساعدة فى تعليم الناس كيف يديرون الانتخابات، ونعلم أن هناك دولاً ومجموعات تغدق بالمال داخل مصر، ولا أحد يعلم عنها شيئاً، بينما أنتم تعلمون ما نفعل، وسنكون على أعلى قدر من الشفافية، لكن أطلب فقط أن يعلم المصريون بأننا - الأمريكيين - موجودون للمساعدة فى معرفة كيف ننتخب، بينما آخرون يعملون من أجل أن ينتخب المصريون أشخاصاً محددين».