رفضت قيادات حزبية وسياسية أسلوب «الأمن المركزى» فى فض الاعتصام الذى أعلنه بعض النشطاء بميدان التحرير، صباح السبت، مؤكدين أن ما حدث إعادة إنتاج لممارسات النظام السابق فى انتهاك حرية الرأى والتعبير والتظاهر السلمى، مشيرين إلى أنهم يرفضون فض الاعتصام بالقوة، رغم أنهم لم يكونوا مؤيدين للاعتصام، حيث لم يحدث توافق بين القوى السياسية عليه، وهو ما أدى لتواجد عدد قليل من المعتصمين فى الميدان، ما سهل على قوات الأمن المركزى فضه بالقوة.
قال الدكتور أحمد دراج، المنسق العام المساعد للجمعية الوطنية للتغيير، إن فض الاعتصام أمر مرفوض تماما لكنه لم يكن موافقا عليه من الأساس حيث لم يحدث توافق بين القوى السياسية، خصوصا إذا كانت السلطة الحاكمة، متمثلة فى المجلس العسكرى، تتصرف بشكل عشوائى، وكان من الواجب أن يكون الاعتصام بشكل أقوى ليعبر عن مطالب الثورة بالشكل اللائق بها لأن الاعتصام ليس هدفاً لكنه وسيلة لتحقيق أهداف الثورة، واصفاً فض الاعتصام بإعادة إنتاج نظام مبارك، حيث يمارس النظام سياسة إغلاق العين عن الحقيقة ويمارس عنفا ضد معارضيه.
وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم التجمع، إنه لم يكن مؤيداً للاعتصام من الأساس، خصوصا أنه لم يكن مرغوباً من قبل المواطنين العاديين وليس فقط القوى السياسية لكن أسلوب فض الاعتصام بالقوة لم يحدث منذ ثورة 25 يناير والتى كان أبرز مكاسبها حرية التظاهر والتعبير عن الرأى، مشيرا إلى أنه كان من الواجب أن يتم التفاوض مع المعتصمين لفض اعتصامهم وليس استخدام القوة.
قال أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، أنه طالب فى تنسيقه مع القوى السياسية بالتظاهر فقط فى الميدان وعرض مطالبها فى رسالة للمجلس العسكرى، وأوضح أن الاعتصامات والاضطرابات الفئوية أصبحت مسيئة لشكل الدول خارجيا، ومعطلة لعجلة الإنتاج والاقتصاد، وتتسبب فى تراجع مناخ الاستثمار والسياحة، وتابع: «الاعتصامات فى الميدان لا تعبر فى الوقت الحالى عن إرادة الأغلبية من الشعب المصرى».
وأعرب توحيد البنهاوى، الأمين العام المساعد للحزب الناصرى، عن رفض الحزب فض قوات الأمن المركزى للاعتصام بميدان التحرير، وقال: «لم نؤيد المطالب بالاعتصام فى الميدان، ولكنه حق مشروع للمواطنين ونتيجة لتعنت المجلس العسكرى والحكومة الانتقالية فى الاستجابة لمطالب الأحزاب والقوى الثورية».
وأعلنت الفنانة تيسير فهمى، رئيسة حزب المساواة والتنمية، عن رفضها الاعتصام فى ميدان التحرير لما وصفته بمحاولات المندسين والمخربين والبلطجية وبقايا النظام السابق القيام بأعمال تخريبية تشوه صورة الثورة والثوار، وأضافت: «تظاهرنا الجمعة الماضى وأعلنت مطالبنا، والاعتصام غير مبرر».
وأوضحت رئيسة حزب المساواة والتنمية، أنها ترفض أيضاً توجه المئات من جنود المركزى بهذا الشكل المخيف، لفض اعتصام 100 شخص وقالت: «الحشود الكبيرة للأمن المركزى وفض الاعتصام بالإرهاب والحشد والقوة، تزيد الاحتقان والفجوة وتزيد من فقدان الثقة بين الشعب والشرطة».
وقال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذى لائتلاف شباب الثورة، إن فض الاعتصام بشكل عنيف يعود بنا إلى عصور مبارك، خصوصا أن المعتصمين كان عددهم قليلاً ولم يغلقوا الميدان أو يعطلوا المرور.
فيما قال محمود عفيفى، المتحدث الرسمى لحركة شباب 6 أبريل جبهة أحمد ماهر إنه كان لابد من حدوث توافق بين القوى السياسية حول الاعتصام، وهو ما لم يحدث لكن استخدام القوة ضد المتظاهرين أمر مرفوض. من جانبه قال محمد سعيد، عضو المكتب التنفيذى لاتحاد شباب الثورة: إن الاتحاد لم يدع للاعتصام من الأساس، وكل من كانوا فى الميدان شباب لا ينتمون لحركات سياسية.