دوماً تحظى هوليوود بقوة جذب وتأثير كبير على الأمريكيين الذين يريد الرئيس «باراك أوباما» كسب أصواتهم فى معركته الانتخابية للفوز بفترة رئاسة ثانية، ولم يجد «أوباما» وسيلة أفضل من التقرب من نجوم هوليوود ومغازلتهم لدعم حملته والوقوف إلى جواره، مثلما فعل فى معركته الانتخابية قبل 4 أعوام، مما يؤكد امتزاج الشهرة والسياسة، وبالتأكيد المال فى تلك المدينة المؤثرة، التى لم تقم على صناعة السينما فقط، بل تجاوزتها لترسم خططا سياسية واقتصادية، وتنشر الثقافة الأمريكية داخل وخارج الولايات المتحدة.
وفى محاولاته لكسب مؤيدين من نجوم هوليوود نظم «أوباما» مؤخراً حفلين كبيرين لجمع التبرعات لحملته الانتخابية حضرهما مشاهير من ممثلى ومنتجى ومخرجى هوليوود، منهم نجوم من ذوى البشرة السمراء مثل «إيفا لونجوريا» و«جيمى فوكس»، الذى يعد من أكبر نجوم هوليوود المؤيدين لـ«أوباما»، كما حضر كل من «دانى ديفيتو» و«ريا بيرلمان» و«كوينسى جونز» و«جود أباتاو» والمنتج «جون لاندون»، وأقيم أحد هذين الحفلين فى «هاوس أوف ذا بلوز»، برعاية «جيفرى كاتزنبرج»، أحد منتجى شركة «دريم ووركس» الشهيرة، وبلغت قيمة تذكرة الدخول (التى تعد تبرعاً) 250 دولاراً، وحضر الحفل ما يقرب من 110 من نجوم ومشاهير الإعلام الأمريكى، وشهد التفاف ما يزيد عن ألف شاب أمريكى فى العشرينيات والثلاثينيات من العمر حول قاعة الحفل، حيث تابعوا خطبة «أوباما» للحضور على شاشات ضخمة. وقال المنتج «جون لاندون»: أعتقد أن «هوليوود» إيجابية جداً نحو «أوباما»، وستقف إلى جواره وتدعمه بكل نجومها وطاقة الجاذبية التى يتمتعون بها لدى المواطنين. ويأتى لجوء «أوباما» لسحر هوليوود ونجومها استمراراً لخطته فى استغلالها لدفعه للمقعد الرئاسى، فقبل أربع سنوات استخدم نفس السلاح، وكان من أبرز الداعمين له نجوم شباك لهم نفوذهم فى هوليوود، ومن أصحاب البشرة السمراء مثل «هال بيرى» و«ويل سميث»، كما ظهر مع الإعلامية «أوبرا وينفرى» فى برنامجها الشهير «أوبرا».
وأثار حفلا جمع التبرعات اللذان أقيما لصالح «أوباما» الكثير من الجدل والانتقادات فى الأوساط الإعلامية الأمريكية، كان أبرزها خفوت نجم «أوباما» خلال الحفلين مقارنة بحفلات مماثلة فى حملته الانتخابية الأولى، نظراً لعدم تحقيقه كثيراً من الوعود التى تعهد بها قبل توليه الرئاسة، وإصابة كثير من النجوم مثل المواطنين تماماً بحالة إحباط كبيرة بسبب عدم تنفيذ «أوباما» لخططه فى مجالات البيئة وسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وغلق معتقل جوانتانامو.
وانتقد الصحفى الأمريكى «نك آلان» بصحيفة «ذا تليجراف» استغلال «أوباما» لهوليوود، مشيراً إلى أنها كانت بمثابة آلة ضخ الأموال لدعمه فى حملته الانتخابية الأولى، استمراراً لدور المدينة فى الدعم المالى للمرشحين الديموقراطيين. أضاف «آلان»: الحفلان شهدا غياب عدد من النجوم الذين أيدوا «أوباما» فى حملته الانتخابية الأولى ومنهم «مات دايمون»، الذى تساءل مؤخراً فى أحد حواراته الصحفية «لم أكن سعيداً بما يقوم به أوباما، وأنتظر منه الكثير للقيام به»، وهو الموقف نفسه الذى اتخذه الممثل والمخرج «روبرت ريد فورد»، الذى أكد إحباطه من عدم اتخاذ «أوباما» أى قرارات تتعلق ببيئة وهواء نظيف خلال الأربع سنوات الماضية، وقال «ريد فورد»: كنا جميعا معه فى تطلعنا للمستقبل، لكن إلى متى سننتظر دون اتخاذ أى فعل، هل سننتظر إلى الأبد؟ لم يعد الرجل المناسب الذى اخترناه وأملنا معه فى غد أفضل، ما إن تحدثت إلى أحد إلا ووجدته محبطاً.