x

رمضان الأقصر.. «بوظة وفول نابت»

الجمعة 16-06-2017 16:27 | كتب: محمد السمكوري, محمد السيد سليمان |
بيع الكنافة البلدى يشهد رواجاً كبيراً فى رمضان بيع الكنافة البلدى يشهد رواجاً كبيراً فى رمضان تصوير : اخبار

رمضان فى الأقصر له طابع خاص ومتفرد، لما تتمتع به المحافظة من مظاهر جمالية وروحانيات خاصة تستمر طوال أيام الشهر الكريم، ويبدأ الاستعداد للاحتفال برمضان قبل بداية الشهر بأيام قليلة، إذ تجهز العائلات والقبائل «دورة رمضان» والتى يخرج فيها الآلاف من الشباب والشيوخ فى تجمعات كبيرة حاملين الأعلام والدفوف والرايات والعصى، ويطوفون الشوارع الرئيسيّة والميادين الكبيرة ويتجمعون فى نهاية الدورة بميدان سيدى أبوالحجاج، ويتسابق الشباب على ركوب الخيل، فرحًا بقدوم رمضان.

ويقول الباحث فى التراث محمد أبوصالح، إن مناطق عدة بالأقصر تحتفظ بالعديد من العادات والتقاليد الخاصة بالشهر الكريم، ومنها طقوس خاصة للحفاظ على الوحدة والمشاركة المجتمعية، لافتاً إلى أن سيدات عدد من قرى الغرب يحرصن على تجهيز «البوظة» فى المنزل، وتتطوع إحدى السيدات لتوزيعها على الجيران، وتتكرر هذه العادة بين نساء القرى حتى ينتهى الشهر، كما أن كثيرا من مناطق إسنا وقراها ما زال يتناول أبناؤها طبق «الفول النابت بالليمون» والخبز المحمص، عقب الانتهاء من صلاة التراويح.

وأضاف: «للأطفال أيضا عادات، منها المدفع الحديدى الصغير الذى يتم حشوه بالكبريت ويضربه الأطفال وقت أذان المغرب، كما يحرص عدد من الأئمة على تجميع الأطفال عقب صلاة العصر فى حلقات لحفظ القرآن ومراجعته لهم طوال الشهر، وهى من العادات والتقاليد الموجودة والمستمرة طوال أشهر السنة».

ويقول الإذاعى، محمد فتحى، إن للساحات الصوفية والدينية فى الأقصر طابع خاص، باعتبارها «أماكن تمُسح فيها دمعة الباكى، ويفك فيها أزمة المهمومين، وتفريج كروب الأهالى، فضلا عن دورها الاجتماعى والدينى والذى يظهر بشكل خاص فى رمضان، فيتوافد عليها الأحباب والمريدون، من مراكز الأقصر والمحافظات المجاورة للقاء فى الساحات، ومنها الساحة الرضوانية، وساحة الطيب، والساحة الجيلانية، وساحة الشيخ مرتضى، وساحة سيدى أبوالحجاج، وغيرها من الأماكن التى تشتهر بالروحانيات الصوفية الخالصة، والتى تميز الأقصر عن الكثير من المحافظات، حيث تتحول فى نهاية اليوم لمجالس ذكر».

وأضاف أن للساحات الصوفية فى الأقصر دور كبير فى نشر مفاهيم الإسلام الصحيحة ومحاربة التطرّف والغُلو، كما تشهد الساحات بشكل دورى عشرات المحاضرات لكبار علماء الإسلام، بالإضافة إلى مجالس العلم وحلقات الذكر، مشيرا إلى أن هناك عادات اجتماعية أخرى لمساعدة الفقراء ونصرة المظلومين، وإتمام المصالحات بين المتخاصمين قبل بدء الشهر الكريم.

وتابع «فتحي» أن أهل الأقصر فى مثل هذه المناسبات لا ينسون الأقارب، ويزورن أولادهم ويجهزون لهم «ياميش رمضان»، فضلا عن اللحوم والطيور، احتفالا بقدوم الشهر الكريم، بالإضافة إلى أن الدواوين تقام فيها موائد الإفطار الجماعية، لاستقبال الأهل والأصحاب، ويتواجدون فى الديوان بعد صلاة التراويح للاستماع إلى القرآن، على مدار الشهر فى سهرات رمضانية روحانية يكثر فيها الذكر والصلاة على النبى.

انتشرت أفران الكنافة البلدى، فى محافظة الأقصر، خلال شهر رمضان الجارى، بعد ارتفاع تكاليف الفرن الآلى، ولذا قرر عدد من الشباب اللجوء إلى الأفران البلدى.

فى مركز إسنا بجنوب الأقصر، انتشرت أفران الكنافة البلدى، ويقول على حسن، صاحب فرن، إن الكنافة البلدى لها طعم آخر، ويطلقون عليها فى الأقصر «حلوى الفقراء» فى شهر رمضان، فهى لا تحتاج لأى تجهيزات سوى قطعة سمن وسكر، ما جعل الأهالى يقبلون على شرائها.

وأضاف أنه مع مجموعة شباب يقسمون العمل فيما بينهم على مدار اليوم، ويكون فى كل وردية 3 شباب على الأقل، حتى يكون العمل فى الفرن طوال اليوم ما بين تحضير العجين، والوقوف أمام الفرن لرش الكنافة على الصاج، والثالث يتولى مسؤولية البيع ووزن الكميات المطلوبة، فيما ذكر على طايع، صاحب فرن بلدى، أن مشروع الكنافة البلدى من المشاريع ذات التكلفة القليلة ومع مرور الوقت يمكن أن يحقق أرباحا ممتازة تعوض الوقوف والسهر والتعب، لافتا إلى أن المشروع لا تيتاج إلا إلى مساحة من 12 إلى 15 مترا، ويتم بناء فرن بالطوب اللبن، ووضع صاج عليه، وتوصيله بأسطوانة بوتاجاز، ووضع موقد نار أسفل الصاج، بجانب كوب مثقوب يستخدم فى رش العجين.

ويرى إبراهيم صديق، موظف، أن أهالى الجنوب دائما ما يقدمون على شراء الكنافة البلدى لسهولة تجهيزها وتحضيرها، بعد ارتفاع أسعار الكنافة الآلى، التى تعدت الـ15 جنيها للكيلو الواحد، فيما لا يزال سعر الكنافة البلدى لا يتعدى الـ7 جنيهات.

واوضح حسين على، موظف، أن إقبال الشباب على مثل هذه المشروعات خلال الـ5 سنوات الأخيرة، نتيجة الركود الذى عانت منه المحافظة خلال السنوات الأخيرة، وضعف الإقبال السياحى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية