x

مخاوف من «ثورة مضادة» يقودها النظام و«الإخوان»

الأحد 20-02-2011 17:10 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : محمد معروف

بعد مرور نحو عشرة أيام على نجاح ثورة 25 يناير في إزاحة الرئيس السابق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود في الحكم بدأ الكثير من المفكرين والإعلاميين وأيضا الشبان الذين أطلقوا شرارة هذه الثورة يحذرون من سيناريو ثورة مضادة يدللون عليه خصوصا بالإبقاء على حكومة تضم العديد من رموز النظام السابق.

ومن هؤلاء الصحفي الكبير والمفكر المعروف محمد حسنين هيكل الذي حذر في حديث تلفزيوني مساء السبت من محاولة النظام القديم الانقضاض على هذه الثورة بتوجيهات من شرم الشيخ؛ حيث يقيم الرئيس السابق عبر الاستعانة بعناصر خارجية وإقليمية وأيضا محاولة بعض القوى الاستيلاء على الثورة وخاصة جماعة الإخوان المسلمين.

ويقول الصحفي والمحلل جمال فهمي إن هذا المخطط بدأ مبكرا وكانت بدايته في جريمة «موقعة الجمل» بميدان التحرير التي استخدمت فيها الأساليب المعهودة لنظام مبارك من جلب البلطجية والمأجورين بتمويل من رجال الأعمال المستفيدين منه.

وأضاف في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «أعقبت ذلك ثورة المطالب الفئوية التي أصبح من شبه المؤكد أن الذين يحركونها عناصر تابعة للنظام السابق وخصوصا في اتحادات العمال الحكومية التي تبوأت مواقعها من خلال سطوة الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز مباحث أمن الدولة».

واعتبر فهمي أيضا أن «وجود مبارك في مصر جعله بؤرة استقطاب لكل القوى المستفيدة من نظامه؛ حيث شكل مجلس قيادة للثورة المضادة من شرم الشيخ بمساعدة قوى خارجية على رأسها إسرائيل».

من جانبه، قال نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية: «هناك محاولة حقيقية للانقلاب على الثورة من خلال الاكتفاء بما تحقق ثم محاولة استرداد ما فقد».

وأشار إلى أن ذلك يتضح من إصرار رئيس الوزراء أحمد شفيق وهو من رموز النظام السابق وصديق لمبارك على الاكتفاء بتعديلات وزارية جزئية بدلا من تغيير الحكومة كلها، إضافة إلى عدم مطالبة حكومة شفيق بتجميد ممتلكات آل مبارك.

كما أشار إلى الإصرار على تعديل بعض بنود الدستور الحالي الذي أصبح جثة هامدة بعد سقوط النظام، معتبرا أن النظام يستعين في هذا المخطط بالإخوان المسلمين، والدليل على ذلك أن لجنة تعديل الدستور لا تضم سوى عنصر من الإخوان دون باقي القوى السياسية والأحزاب والعناصر المستقلة، كما أن رئيس اللجنة المستشار طارق البشري، معروف أنه ذو توجهات فكرية إسلامية.

وأكد عبد الفتاح أن هناك صفقة سياسية غامضة بين الإخوان وبقايا النظام القديم، مضيفا: «الإخوان يحاولون الاستيلاء على الثورة وقد اتضح ذلك من استدعاء الشيخ يوسف القرضاوي ليؤم المصلين في ميدان التحرير بالقاهرة الذي غص بأكثر من مليون شخص في جمعة «الانتصار والاستمرار».

وأكد عبد الفتاح أن بعض قيادات الإخوان سيطروا على الميدان ومنعوا شخصيات قبطية وشبابية من الكلام على المنصة ومن بينهم وائل غنيم المدون الشهير الذي منعه حراس القرضاوي من اعتلاء المنصة لإلقاء كلمة في الحشود فما كان منه إلا غادر المكان وقد غطى وجهه بعلم مصر.

ويؤيد الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية عماد جاد هذا الرأي معتبرا أن الإخوان هم الأداة الرئيسة للثورة المضادة.

وقال جاد إن «مشهد القرضاوي وهو يخطب في الميدان يشبه مشهد استقبال الأمام الخميني»، وهذا معناه أن «النظام يريد أن يوجه رسالة إلى الخارج تقول إما نحن أو الإخوان»، متسائلا عن دور الجيش في ذلك وإصراره على نقل السلطات خلال ستة أشهر فقط، وهي فترة غير كافية لترتيب الأوضاع وتنفيذ مطالب الثورة.

واعتبر جاد أن هناك «مخططا جهنميا لأنصار النظام السابق حتى لو كان الثمن حرق البلد».

من جانبه اعتبر شادي الغزالي حرب، أحد القياديين الشباب للانتفاضة الشعبية أن الانجاز الوحيد حتى الآن هو رحيل مبارك»، مؤكدا أن «كل رموز النظام موجودة من عمر سليمان (نائب الرئيس السابق) إلى زكريا عزمي (مدير ديوان رئيس الجمهورية السابق) وكذلك كل القيادات الإعلامية التي كانت مع النظام السابق والتي تسعى الآن إلى المحافظة على مواقعها بركوب موجة الثورة.

وأكد شادي أن «التظاهرات ستستمر كل يوم جمعة إلى أن تتحقق مطالبنا» محذرا من أن كل شيء قابل للتصعيد إذا ما استمر الوضع الحالي.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية