فى الماضى كان «سى السيد» والآن الرومانسى الحنون هو فارس أحلام الفتيات.
أصبحت كل الحقوق لها وأصبح كل ما سعت إليه بين يديها فهل نالت ما كانت تسعى إليه؟ هل فازت فوزا عظيما؟! أم أصبحت أنثى بلا هوية.. أنثى فى ثياب رجل.. حَمَل وديع اشترى مخالب لتُعينه على العيش بين حيوانات مفترسة من فصيلة الرجال أسوة بهم أو دفاعا عن نفسه!!، قد تكون المخالب قد حمته لفترة ولكنها أنسته حقيقة وجوده وهويته الحقيقية.. فهو مازال يحمل قلب حمل.
حين استطاعت المرأة أن تحصل على مقعد فى البرلمان وحين تدرجت لتصبح قاضية ووزيرة، قوى عودها وأصبحت مثل النخلة باسقة الطول، تظن أنها تناطح السحاب ولكنها فى الأصل خُلقت لتطرح تمرًا.. وفى خضم النزاع والسعى وراء القوة تكاسل الرجل وألقى بالعبء على أكتافها، فقد أرادت جزءًا من المسؤولية فها هو يلقى المسؤولية كاملة على عاتقها ويُخلى سبيله بضمان محل الإقامة..بمنتهى البساطة تبدلت الأدوار واختلطت المسؤوليات فأصبحت المرأة مسترجلة وأصبح الرجال أشباه رجال.
تغيرت كل القوانين والتشريعات ولكن يبقى شىء واحد لم تستطع يد الزمان تغييره.. إنه الحب.. فالمرأة مهما تدرجت فى المناصب ومهما علا صوتها أو صلب عودها يقبع دائما بداخلها قلب هش قابل للكسر وقابل للحب، فهى بالرغم من كل الحرية التى حاربت من أجل الحصول عليها مازالت تحلم برجل يسلبها حريتها ويأخذها أسيرة إلى بلاط حياته.. إنه العشق الذى يُجبرها على تقديم التنازلات، والزواج هو المشروع الوحيد الذى تقرر الدخول فيه شريكا برأس مال أقل من 51%، فلا يصبح لها الحق فى الإدارة.. هذه هى بعض الكلمات المأخوذة من إحدى اللوحات الأدبية الموجودة بكتاب «يعنى إيه راجل ؟» للكاتبة د. رشا سمير.. الكتاب هو رابع مجموعة قصصية للأديبة، صادر عن دار نشر «ميم»، الكتاب يشمل عددًا من المقالات واللوحات الأدبية التى هى فى الحقيقة رؤية ثاقبة للكاتبة عن العلاقة بين الرجل والمرأة على مر السنين، كما تطرقت د. رشا للمعنى الضمنى لكلمة «رجل» أو المعنى الحقيقى الذى تاه وسط التعريفات الكثيرة، مفهوم الكلمة كما تراه كل امرأة وكما تتمناه كل أنثى فى إطار ساخر، ولكنه يمس الوجدان بكلمات مُعبرة وواضحة..