x

الإفطار على شاطئ بورسعيد.. «عادة رمضانية» و الكرسى بـ«5 جنيه»

الإثنين 12-06-2017 21:02 | كتب: حمدي جمعة |
رواج بين المطاعم والكافيهات المطلة على البحر رواج بين المطاعم والكافيهات المطلة على البحر تصوير : محمد راشد

اجتماع الأسر على شاطئ البحر لتناول طعام الإفطار، عادة بورسعيدية بدأت فى الانتشار والتوسع، منذ عام ٢٠٠٠، وقبل هذا التاريخ لم يكن مسموحا بتواجد الأهالى على شاطئ البحر بعد غروب الشمس، تنفيذا لقرار اتخذه الاحتلال البريطانى أثناء الحرب العالمية الثانية، والغريب أن القرار ظل ساريا رغم انتهاء الحرب العالمية، واندلاع ثورة يوليو، وجلاء الاحتلال البريطانى، ولم ينتبه للقرار ويلغيه سوى المحافظ الأسبق دكتور مصطفى كامل عام ٢٠٠٠.

كما قرر إنارة الشاطئ وزيادة الإضاءة بطول الساحل، ومنذ 17 عاما تقريبا، تتناول عدة أسر إفطار رمضان على شاطئ البحر.

فضل، 38 سنة، مؤجر شماسى، قال إنه منذ أن ألغى اللواء «كامل» قرار منع التواجد على الساحل، بدأت بعض الأسر تتوافد على الشاطئ لتناول الإفطار فى رمضان، وبدأنا تجهيزات الشاطئ بعد انتشار هذا التقليد، وكل أسرة تأتى بطعامها ومشروباتها، ويبدأ التوافد بعد صلاة العصر، ويؤجرون الكراسى والطاولات من عندنا، ويحتفظون بالمشروبات والعصائر فى ثلاجة جهزناها لهم ونكتب على الزجاجات اسم صاحبها، وقبل المغرب بنصف ساعة من يريد أن يسخن طعامه نوفر له بوتاجاز، وكل ذلك مقابل إيجار للكرسى، خمسة جنيهات.

وعن تجهيزات الإفطار على الشاطئ، قال جابر فضل، محام بالنقض، وابن مؤجر الشماسى: «فى موسم رمضان أترك مكتبى، وأنزل مع والدى لمساعدته، لأن أعداد الزبائن أصبحت كبيرة، وقبل المغرب ننظم دورى فى كرة القدم، والكرة الطائرة لمن يرغب من الزبائن، وبعض الزبائن يفضّل قراءة القرآن من مصحف، ويأخذ مقعدا ليختلى بشاطئ البحر».

ويضيف: «يؤدى الزبائن صلاة المغرب جماعة وكذلك العشاء، وبعدها تبدأ فرقة السمسمية أو التخت الشرقى، فى الغناء لزبائننا حتى بعد منتصف الليل، وبعض الزبائن تبقى حتى الفجر لتشاهد شروق الشمس فى مشهد بديع».

ويقول السيد فهمى، أحد رواد المكان: «ليس أجمل من قضاء الفترة من صلاة العصر إلى المغرب فى خلوة على شاطئ البحر، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الموج ونسيمه العليل»، بينما تؤكد إيمان عبدالرحيم، من رواد المكان: «المنظر هنا ممتع جدا، وأنت تشاهد غروب الشمس وكأنها جمرة حمراء تسقط بعيدا داخل البحر حتى تنطفئ»، فيما تشير فاطمة الإمام، من زوار الشاطئ: «تعودنا على الإفطار على شاطئ البحر، نجهز طعامنا فى منزلنا مبكرا، ونأخذ الأكل والأطباق، ونتوجه إلى الشاطئ، ونؤجر طاولة وكراسى بعددنا، ونجلس فى جو صاف يساعدنا على روحانيات رمضان».

تجمعات من الأسر فى انتظار مدفع الإفطار

وبينما تتناول الأسر طعام الإفطار يتوالى سير دوريات حرس الحدود لتأمين الشاطئ ويظل عمال تأجير الشماسى والكراسى منتظرين تلبية رغبات الزبائن، وبعدها يتجمعون لتناول إفطارهم ثم جمع مخلفات الزبائن، وداخل المدينة تنتشر عادات رمضانية، مزيج من عادات المحافظات المصرية وبعض لمسات الأجانب.

يقول الشاعر والباحث فى التراث الشعبى محمد عبد القادر: «مع حفر القناة توافد على أرض بورسعيد كل أبناء المحافظات المصرية، خاصة من الصعيد ودمياط والدقهلية، ومعهم عادات بيئتهم الأصلية، إضافة إلى الجاليات الأجنبية، وحدث تأثير وتأثر بين المصريين والأجانب، لذلك تجد العادات الرمضانية مزيجا من عادات البيئات المصرية المختلفة، وأبرز العادات البورسعيدية المميزة هى سبيل الماء الرمضانى، لأن الماء كان عزيزا فى بدء نشأة المدينة.

وفى كل حارة بورسعيدية يتطوع أحد أبنائها بعمل السبيل، وهو عبارة عن مدرج من الخشب أو الحديد ترص عليه قلل فخار قبل أذان المغرب، وتتعطر بماء الورد وماء الزهر ويتوسطها طبق مملوء بالبلح، وكل عابر سبيل أثناء أذان المغرب يفطر على تمرة وجرعة ماء».

ويقول محمد عزام، (بمبوطى): «من تراث الأجانب الذى لم يزل باقيا فى بورسعيد، الخبز الأفرنجى، الذى تتعدد أنواعه فى رمضان، مثل الرغيف الفرنساوى بحجمه الكبير، وطعمه المميز، والخبز المصنوع على هيئة كعكات مضفرة، وأصبح تقليدا رمضانيا نحرص على شرائه. أما مساجد بورسعيد الرئيسية فتتزين بالإنارة الملونة، وأبرزها المجمع الإسلامى ببورفؤاد المطل على الضفة الغربية للقناة، ومسجد السلام المطل على الضفة الشرقية للقناة، ويشاهد ركاب وبحارة السفن العابرة لقناة السويس وهم يلتقطون الصور للمسجدين وزيناتهم».

ويقول صلاح إسماعيل، مستخلص جمركى: «هناك مساجد معينة يرتاح لها الناس وتشهد إقبالا فى رمضان بالذات، ربما لأن فيها عبق بورسعيد القديمة، مثل المسجد العباسى والتوفيقى بحى العرب ومسجد الرحمة وعَبَدالرحمن لطفى فى حى الشرق، وهناك مساجد يرتادها الناس لحلاوة صوت إمامها، والبعض الآن يفضّل الصلاة فى المساجد المكيفة».

ويضيف: «وفى أسواق المدينة خصوصا فى أسواقها القديمة كالحميدى وشارع البازار تنتشر سرادقات بائعى الياميش والتمر والمخلل التى تنتشر فى رمضان، بينما تنصب محلات الحلويات الشرقية والمخابز الإفرنجية سرادقا كبيرا أمام كل محل ومخبز، وتشهد تلك السرادقات زحاما شديدا فى فترة ما قبل المغرب، والأكلات البورسعيدية المشهورة البط فى إفطار أول يوم رمضان».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية