x

لوموند: ماكرون يبدأ تحديات هيمنته.. وهزيمة تاريخية للحزب الاشتراكي

الإثنين 12-06-2017 15:13 | كتب: مروان ماهر, أ.ف.ب |
ماكرون يلتقط السيلفي مع أنصاره بعد الاكتساح "أ.ف.ب" ماكرون يلتقط السيلفي مع أنصاره بعد الاكتساح "أ.ف.ب" تصوير : اخبار

تمكن تكتل حزب «الجمهورية إلى الأمام»، التابع للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، من «حسم» نتيجة الانتخابات التشريعية في الدورة الأولى، دون الانتظار للجولة الثانية المقررة 18 يونيو المقبل، وذلك وفقًا لتقارير صحيفة، فيما منى الحزب الاشتراكي بهزيمة تاريخية.

ووفق النتائج النهائية التي أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية، فإن حزب ماكرون وحليفه الوسطي حصلا على 32،32%، فيما حصل اليمين على 21,56%، وحزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف على 13,20 %، فيما حصل الحزب الاشتراكي على % 9,511 من الأصوات لأول مرة في تاريخه.

وبلغت نسبة الامتناع عن التصويت مستوى قياسيا قدره 51،299% من الناخبين، بحسب أرقام الوزارة.

ونشرت صحيفة «لوموند» في افتتاحيتها، المقاعد التي سيحصل عليه كل حزب وهم: حزب إلى الأمام والوسطي من 415 إلى 455 مقعد أي الأغلبية المطلقة، موضحة ان الأغلبية تبدأ من 289 مقعد، فيما ستحصل الأحزاب اليمينية وأبرزهم حزب اليمين من 70 إلى 110 مقعد، وتحصل الأحزاب اليسارية وأبرزهم الحزب الاشتراكي من 20 إلى 30 مقعد، واليمين المتطرف من 3 إلى 10 مقاعد فقط.

وقال رئيس الوزراء إدوار فيليب «فرنسا عادت من جديد»، وخرجت الصحف الفرنسية تعلق على التصويت، وقالت صحيفة «لومانيتيه»، بان البرلمان تلون بلون ماكرون، فيما رأت «لوبينيون» أن ماكرون حسم الموضوع وكتبت «ليبراسيون» اليسارية معلقة على النتائج الكاسحة «عرض شراء عام».

وقال الكاتب الفرنسي، بول هنري دو ليمبير في صحيفة «لوفيجارو» «من كان سيصدق ذلك؟ تشكيل سياسي لم يكن موجودا قبل عامين سيطر على جميع السلطات في البلاد، ورأى المحلل السياسي لوران جوفران في صحيفة»ليبراسيون«أن ماكرون بوسعه الإمساك بكل السلطات».

لكن بعض المعلقين يشيرون إلى أن نسبة الامتناع عن التصويت التي سجلت مستوى قياسيا تحول دون الإعلان عن تأييد كامل من الناخبين لمشروع ماكرون.

قال الكاتب نيكولا بيتو، في صحيفة «لوبينيون» فرنسا تعيش وهم اعتناق موجة ماكرون

وحذرت سيسيل كورنوديه في صحيفة «ليزيكو» من حصول ماكرون على غالبية ضخمة، موضحة أن الحفاظ عليها أمرًا معقدا.

وقال مدير تحرير صحيفة «لوموند»، الفرنسية، جيروم فينجولويو، «أعطوا لماكرون الفرصة»، مؤكدًا في تحليل له في الصحيفة أن هناك تساءلات تثير العديد من الجدل حول غالبية ماكرون في البرلمان، قائلاً: «الرئيس الآن سيواجه تحديات الهيمنة».

وأضاف في تحليله أن الشعب لابد أن يسأل الرئيس كل أسبوع عن تنفيذ بعض من سياساته التي وعد بها الشعب، موضحا أن ماكرون لم يجتمع مع أحزاب المعارضة حتى الأن، مؤكدًا أن الضغط عليه سيكون هائل، لافتا إلى ان باقي الأحزاب تحتضر أمامه.

ولفت إلى أنن هناك تشويه لماكرون من قبل أنصار أحزاب المعارضة بسبب تكتيكاته، التي قد تفعل قوته السياسية والاقتصادية في البلاد، موضحا أن الامتناع الكبير للانتخابات الذي وصل إلى 51% قد يعرض ماكرون للمخاطر يجب تجنبها.

و تابع فينجوليو: «يبدو أن ماكرون استطاع التغلب على فرض الأحزاب اليسارية واليمينية على السياسة، والتي كانت تعتبر نقطة ضعف الشعب الفرنسي»، مؤكدًا انه ماكرون أصبح يمثل العاجزين الذين كانوا لا يستطيعون مجابهة تلك الأحزاب.

أما الصحيفة قالت، إن النتيجة من شأنها ستكون محاكاة للمواطن، لافتة إلى أن اليمين المتطرف واليسار بالكاد دخول البرلمان عنوة بمقاعد ضئيلة، مؤكدًا أن النظام الجديد غير مهيأ للتعامل مع تلك الأحزاب.

وقال الكاتب جان جيروم بيرتولوس، في مقال له في صحيفة «لابينون»، إن ملينشون زعيم اليسار الراديكالي، وناتالي كوسكيه، ومريم خمري وزيرة العمل السابقة، ومانويل فالس رئيس الوزراء السابق، والسياسية العربية الاًصل، فريدة عمراني عن الحزب الشيوعي، دخلوا معترك انتخابي قوي داخل البرلمان.

أما جان دومينيك ميرشيه، المحلل السياسي، فكتب مقال في نفس الصحيفة، قائلا: «أظن الآن أن ماكرون هيأ كل حكومته للنجاح من خلال تمرير مشاريعهم عبر البرلمان الذين سيطروا عليه»، وتابع:«عليهم أن يستقيلوا من حكومة فيليب حال فشلوا».

ورأى الخبير في معهد «هاريس إينتراكتيف» لاستطلاعات الرأي، جان دانيال ليفي، أن الفرنسيين ليسوا معجبين تماما برئيس الجمهورية لذلك امتنع أغلبهم عن التصويت«.

وأضاف «في الوقت نفسه، ليس هناك قوة بديلة تثير حماسة كبيرة»، ورأى السكرتير الأول للحزب الاشتراكي جان كريستوف كمباديليس، إن هناك ملل ديمقراطي كبير.

من جهته، دعا زعيم اليمين التقليدي فرنسوا باروان، إلى التعبئة لتفادي «تركيز السلطات بيد حزب واحد».

وقالت زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية، مارين لوبان، أمس، إن نسبة المشاركة المتدنية في الانتخابات التشريعية بفرنسا «مقلقة جداً»، وطالبت المواطنين الذهاب للاقتراع من أحل تغيير موازين القوى حتى لا يسيطر ماكرون ونوابه على السلطات التي في نظرها تعتبر كارثة.

وطالب زعيم الحزب اليساري الراديكالي، جان لوك ميلانشون، الشباب بالتفكير بمسؤولية، والتصويت لنوابه لأنهم سيمثلون المعارضة.

وكانت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أول من هنأ حليفها ماكرون، على النجاح الكبير الذي حققه في الانتخابات التشريعية، وقالت:«تهانينا الحارة لماكرون»، موضحة أن التصويت ليس لماكرون وإنما لإصلاحات التي يريد تنفيذها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية