لم تكن إصابة ياسمين غيث بمرض السرطان في أول أدوارها الفنية بمسلسل «حلاوة الدنيا» سوى واقع عاشته الفنانة، حيث أصيبت في الحقيقة بسرطان الثدي أواخر عام 2016، وتمكنت بإصرارها وعزيمتها من هزيمته.
أخبار متعلقة
شاركت حفيدة الفنانين الراحلين عبدالله وحمدي غيث في مسلسل «حلاوة الدنيا» بطولة هند صبري وظافر عابدين، وهاني عادل.
ورغم تخلي هاني عادل خطيب ياسمين «هند صبري» عنها في المسلسل عقب إصابتها بالسرطان إلا أن زوج ياسمين فعل العكس فقد وقف بجواز زوجته حتى تمكنت من هزيمة المرض.
تحكي «ياسمين»، التي تسكن بمنطقة الشيخ زايد، لـ«المصري اليوم»، عن حياتها الشخصية، وسبب اختيارها للمشاركة في مسلسل «حلاوة الدنيا»، وكيف جاء ترشيحها خاصة أنها في الأساس تعمل في مجال بعيد عن الفن، إضافة لقصتها مع السرطان، قائلة إنها تخرجت في كلية الإعلام جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، ولم تعمل في مجال الإعلام على الإطلاق، ولكنها عملت بإحدى المدارس الدولية لمدة 9 سنوات، إضافة لعملها كمصممة أزياء.
«محش هيحس بيا غير اللي عنده نفس المرض، إحساس مميت مالوش وصف، يهد أي حد»، بهذه الكلمات بدأت «ياسمين» حديثها عن فترة مرضها، حيث قالت إن رحلتها مع مرض السرطان بدأت في سبتمبر 2016، «فعلمت بمرضي عن طريق الصدفة، حينما لاحظت وجود ورم بالثدي فقررت عمل فحص وفوجئت بإصابتي بسرطان الثدي، وأصابتني الصدمة في بادئ الأمر غير أنني صممت على محاربة المرض».
وتضيف «ياسمين»، لـ«المصري اليوم»: «بدأت بتلقي العلاج الكيماوي بعد معرفتي بالمرض بأسبوعين وأخذت 15 جلسة، والبيت فجأة تحول إلى مستشفى من ممرضين وأدوية وطوارئ وحالة رعب طول الوقت، وعلى الرغم من وجود أهلي وأصحابي جنبي إلا إني كنت بفضل أقعد لوحدي في حجرتي، أنا شخصية قوية مكنتش بحب حد يشوفني ضعيفة، وكل اللي بيشوفني كان بيتأثر بيا أوي، الوقت مكنش بيعدي خالص، وفترة الكيماوي عدت عليا كأنها عمر تاني».
وحول الحديث كيفية اختيارها للمشاركة في مسلسل «حلاوة الدنيا»، قالت: «أثناء فترة مرضي، فضلت الخروج للعالم، من خلال الحديث عن تجربتي مع المرض لتوعية الناس من خلال موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ومن ثم بدأت قصتي تنتشر وبدأت العديد من القنوات التليفزيونية وشركات الأدوية الشهيرة التواصل معي، وشاركت في العديد من حملات التوعية العالمية لهذا المرض، وهو ما لفت نظر منتج العمل محمد مشيش، الذي عرض عليها المشاركة كنموذج لحالة حقيقية».
وأشارت «ياسمين» إلى أن مشاركتها في المسلسل فرصة لتدعيم رسالتها التي تحرص على أن تصل للكثيرين، مضيفة أنها تعافت من المرض، ولكن هناك مراحل علاجية ستستمر لمدة سنوات لتضمن عدم عودة المرض من جديد.
وتحكي الفنانة العشرينية أنها بدأت تصوير دورها في مسلسل «حلاوة الدنيا» أثناء تلقيها علاج الكيماوي، وعلى الرغم من مرضها إلا أن قوتها وعزيمتها كانت سببًا في استمرار حياتها ودفعها للأمام، مضيفة أن المخرج ساعدها كثيرًا في التدريب على التمثيل وكيفية أداء دورها باحترافية، ولم تحصل إطلاقًا على أي دورات تدريبية في مجال التمثيل كما يقال، مضيفة: «كنت بشعر بالقلق والرعب والخوف نظرًا لوقوفي أمام عمالقة التمثيل ظافر وهند، لكنهم شجعوني ودعموني».
وحول مشهد نزع «الباروكة» في المسلسل، قالت إنها أصرت أن تظهر كما هي لتشجيع مرضى السرطان وإرسال رسالة بأن هذا المرض لم يقلل أبدًا من أنوثة أي فتاة، ويجب على الجميع أن يتقبلهم كما هم.
وذكرت أن مشاهد دخول «أمينة» التي تجسده هند صبري إلى المستشفى لتلقي العلاج للمرة الأولى، هي مشاهد حقيقية تعرضت لها في بداية مرضها، كما أن هناك تفاصيل أخرى رفض مخرج العمل إظهارها على الشاشة نظرًا لمأساويتها.
وعن الأشخاص الداعمين لها خلال فترة مرضها، قالت «ياسمين» إن زوجها كان من أكثر الداعمين لها بداية من رحلتها مع المرض ودخولها عالم التمثيل، وتحمس الجميع من أسرتها وأقاربها وأصدقائها لخوض تلك التجربة، كما إنها تلقت اتصالات عديدة من أصدقائها المقربين يعبرون عن اندهاشهم من قدرتها على نقل تجربتها مع مرض السرطان إلى الشاشة بهذه السلاسة.
وقال حسين أسامة، زوج ياسمين، الذي يعمل في مجال العقارات، إنه تزوجها نهاية 2010 بعد قصة حب، مضيفًا أن «بداية مرضها كانت صعبة على الجميع، فبدأ بالقراءة عن المرض وكيفية علاج، وأرسل ملفاتها الصحية لكثير من المستشفيات حول العالم في فرنسا وإنجلترا وكندا، وحالتها النفسية كانت سيئة قبل تلقيها علاج الكيماوي بأسبوعين، وتم الاستعانة بأطباء نفسيين لمساعدتها».
وأضاف «أسامة» أن إصرار ياسمين على مواجهة العالم بمرضها دفعه أيضًا لتقبل رحلتها مع المرض، وكان يراها جميلة في كل الأحوال.
وعن دخولها التمثيل ودورها في «حلاوة الدنيا»، ذكر أن زوجته لديها حس فني عالي في الكثير من الأمور منذ بداية معرفته بها سواء في الرسم أو ملابسها وفي تصميميها وديكورات البيت، و«دورها في المسلسل كان تكملة لرسالتها»، خاصة وأن شخصيتها في المسلسل لم تختلف كثيرًا مع شخصيتها الحقيقة، مؤكدًا أنه كان داعمًا لها منذ بداية كتابة قصتها على «فيس بوك»، إلى دورها في المسلسل.
بدورها، قالت دينا الجندي، والدة ياسمين، إنها شعرت بالصدمة منذ سماعها خبر مرض نجلتها، مضيفة أن «ياسمين تحملت فترة علاجها الصعبة، وكانت صبورة جدًا ومؤمنة بقدرها، وقوية أمام المرض برغم من صغر سنها».
وأضافت المحامية دينا، عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس القومي للمرأة، وسفيرة لنوايا الحسنة، وهي تبكي: «كنت بقول يارب يجيلي المرض وهي لأ، صدمتي خلتني مش عارفة أعمل حاجة ومش عارفة أجمع أعصابي وحالتي النفسية كانت صعبة ومكنتش بعرف أكلمها ولا قادرة أبصلها، ولكن الكل قالي تماسكي، وكنت بدعي ربنا ليل نهار أنه يقويني ونعدي المحنة دي على خير».
وتابعت: «لم يتخلى أحدًا من أسرتها عنها، ووقف الجميع بجانبها حتى تحسنت حالتها، والكل كان داعمًا لها منذ بداية المرض وحتى خوضها تجربة التمثيل».
وحول مشاركته «ياسمين» في التمثيل، ذكرت أنها «لم تتفاجئ من موهبة ياسمين في التمثيل خاصة وأنها من عائلة فنية ومن صغرها وهى تعشق التمثيل ولديها موهبة الفن، ولاحظت ذلك من خلال تمثيلها في حفلات المدرسة وغنائها مع فرق الكورال وتقليدها للممثلين»، مضيفة أنها أنها «لم تفارقها وقت تصوير المسلسل، فكانت تذهب معها لمكان تصوير، لتشجعها وتدعمها وحيث ظهرت عليها جينات جدودها في عالم الفن».
وذكرت أنها «لم تشاهد المسلسل خاصة وأن دور هند صبري متشابه كثيرًا مع ما مرت به ياسمين في الواقع، الأمر الذي يجعلها تنهار من البكاء وتسترجع أصعب ذكريات ابنتها مع المرض»، لكنها أكدت أنها تكتفى بمشاهدة دور ياسمين فقط، حسب قولها.
وتقول «الجندي» لـ«ياسمين»: «إنتي قوية وصبورة وحمولة ومؤمنة بالله، إنتي أقوى منى، خليكي زى ما أنتى اجمدي وحاربي وخليكي مثل لكتير من الناس، أنا فخورة بيكي وفخورة إنى أمك».
