هل تخيلت يوماً أن تستضيف رئيس الجمهورية فى منزلك وأن تتناولا الطعام على مائدتك بعد أن أعددت له الأصناف التى تفضلها؟ هل فكرت فى تفاصيل حوار سيدور بينك وبين الرئيس وهو يجلس على أريكة منزلك ويشرب الشاى؟.. فى أيام الشهر الكريم، أطلق لخيالك العنان واكتب سيناريو «عزومة الرئيس»، حضر مائدتك و«المشاريب» وأسئلتك بل مطالبك أيضاً فالخيال مسموح والمطالب مشروعة، ويمكن للخيال أن يصبح حقيقة.
داخل شقتها المتواضعة بمنطقة الأميرية، تتخيل اعتماد عبدالفتاح سيناريو عزومة الرئيس، فى بيت العائلة ومع أخواتها، فكما معتاد ستفترش اعتماد الطعام على الأرض ليضم «مكرونة بالصلصة والبانية المحمر، والمشاريب عرقسوس وتمر هندى وشاى.. مش هتكون حاجة مخصوصة، زى ما بنعمل فى العادى هعمل» وذلك تحت شعار «الجودة بالموجود».
تعيش اعتماد، التى تبلغ من العمر 57 عاماً، وتعمل موظفة بالقطاع الحكومى ومحامية سابقة، فى بيت العائلة، مع أشقائها الذكور والإناث، الذين اعتادوا أن يجتمعوا على طاولة واحدة فى رمضان، وكما جرت العادة، ستدعوهم فى وجود الرئيس ليكونوا معها وينقلوا إليه شكواهم.
عانت «اعتماد» منذ نحو 12 عاماً من فقد شقيقها فى حادثة عبارة السلام 98، وتولت مسؤولية رعاية أطفاله، فشعرت بمعنى البطالة وعاشت معاناة البحث عن فرصة عمل مناسبة معهم، لذا أزمة التعيين والعمل هى أولى أولويات «اعتماد» فى حديثها مع الرئيس.
«اللى معندوش واسطة مش بيلاقى شغل»، تقولها اعتماد وهى تعد على أصابعها عدد الشباب والشابات من أقاربها فقط الذين لم يجدوا فرصة عمل مناسبة لطبيعة دراستهم حتى الآن، وترى أن تعيين الشباب مرتبط بالحد من الجرائم، وتبعث رسالة للرئيس: «احتضن الشباب عشان ميلجأوش لسكة غلط». قررت اعتماد ألا تبدأ الحديث فى أى مشاكل أو شكاوى إلا بعد الانتهاء من الإفطار، وأثناء شرب الشاى قبل صلاة التراويح، وتقول: «ساعة الفطار هنتفرج على رامز تحت الأرض عشان أولاد أخويا وأختى بيحبوه، وبعدين نتكلم قبل التراويح عشان ما يمشيش بعد الصلاة من غير ما نتكلم، أكيد هتكون عنده مشغوليات».
بعد انتهاء الإفطار والحديث عن شكوى اعتماد الأولى، قررت أن تقدم له حلويات بدون مكسرات، لأن «المكسرات غالية»، وستنتهز هذه الفرصة لحديثها عن المشكلة الثانية وهى الأسعار. تقول اعتماد: «بقت غالية جداً ومبقتش تناسب الفقير ولا حتى الغنى، الناس بتكلم نفسها».
فى الطريق لأداء صلاة التراويح، وأثناء التجول فى الشارع ستتحدث اعتماد عن مشاكل الشارع، وتتمثل فى أزمة الأمن والأمان وخطف الأطفال، وتقول: «بنخاف نمشى العيال فى الشارع عشان الخطف، لازم نوديهم ونجيبهم، ملف الأمن الداخلى دلوقتى أهم حاجة يا ريس».