فى أول ذكرى رحيل للرئيس الأسبق جمال عبدالناصر بعد ثورة 25 يناير، شهد الضريح، الاربعاء، توافد العشرات لقراءة الفاتحة على روحه. وتقدم الضيوف المشير محمد حسين طنطاوى، القائد العام للقوات المسلحة، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى وضع إكليلا من الزهور على القبر وقرأ الفاتحة ترحما على روحه.
كما التقى المشير طنطاوى أسرة الزعيم الراحل، معربا لهم عن تقديره وتقدير الشعب المصرى للمواقف والإنجازات التى حققها الرئيس الأسبق وتفانيه فى خدمة مصر والأمة العربية ودعمه القضايا العربية والإقليمية والأفريقية، متمسكا بالمبادئ والقيم التى حققت لمصر والأمة العربية كرامتها وعزتها التى سيظل التاريخ شاهدًا عليها وستظل نموذجًا تحتذى به الأجيال القادمة.
حضر المراسم عدد من قادة القوات المسلحة وكبار الشخصيات العامة وأسرة الرئيس الراحل، والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، وحمدين صباحى المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، ومن قيادات التيار الناصرى الوزير الأسبق محمد فائق وكمال أبو عيطة رئيس النقابة العامة المستقلة للضرائب العقارية، وأمين إسكندر القيادى بحزب الكرامة الناصرى، والإعلامى حسين عبدالغنى، وجورج إسحق القيادى بالجمعية الوطنية للتغيير.
وتعليقا على الزيارة، قال الدكتور زكى البحيرى، أستاذ التاريخ الحديث فى كلية الآداب بجامعة المنصورة، إن زيارة المشير محمد حسين طنطاوى إلى قبر عبدالناصر بعد الثورة لها مدلول سياسى يتلخص فى رغبة المشير فى أن يقترب من فكرة الزعيم الذى أحبه الشعب المصرى والعربى كله.
وأضاف: «المشير يريد أن يعطى للناس انطباعا بأن الزعيم الراحل جمال عبدالناصر يمثل له الأب الروحى الذى يريد أن يسير على دربه»، واستدرك «البحيرى»: لكن استمرار المجلس العسكرى فى الحكم من شأنه إحداث ثورة جديدة أكبر من ثورة 25 يناير، لأن الشعب المصرى يريد دولة مدنية يحكمها رئيس مدنى، مطالبا الجيش بالعودة الى ثكناته فور انتهاء مهمته الوطنية».
وأكد «البحيرى» «أن الرئيس الراحل كان زعيما قوميا وقائدا عسكريا يتمنى الجميع أن يكون مثله، لأنه شخصية مسيطرة على عقول وطموحات الشعب العربى كله، وجاء مبارك ليصيب هذه الطموحات بنكسة كبيرة وسدد لها ضربة فى مقتل، فأضاع القومية العربية وأضاع الدول الأفريقية من يدنا إضافة إلى أنه أفقد المصريين كرامتهم بسبب سياساته».
وأكد الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الخلفية العسكرية بين عبدالناصر والمشير طنطاوى مختلفة تماما ولن يكون المشير مثل عبدالناصر، فالأخير قاد ثورة وأسس نظاماً غير ديمقراطى ورئاسة أبدية لا تنتهى إلا بموت الرئيس، ورضخ الشعب المصرى وقتها، بخلاف وضع المشير الذى لم يتقدم صفوف الثورة وإنما وّكله الشعب المصرى لإدارة شؤونها حتى انتخاب رئيس للجمهورية، فى ظل استمرار الاحتجاجات فى الشارع المصرى. وأضاف: «المجلس العسكرى لم يطح بمبارك وبالتالى فإنه ينفذ الإرادة الشعبية ويتولى إدارة شؤون البلاد حتى الانتهاء من الانتخابات»، مشيرا إلى إعتقاده بأن زيارة المشير البروتوكولية إلى الضريح باعتباره رئيس المجلس العسكرى، توضح الرغبة فى التهدئة بعد القرارات غير الشعبية التى اتخذها المجلس، مثل: مد العمل بقانون الطوارئ دون استفتاء، والإعلان الدستورى السرى. وقال الدكتور أحمد أبوبركة القيادى الإخوانى والمستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة إن زيارة المشير للضريح تهدف لتهدئة الشارع بعد شهادته التى تم تسريبها، بالإضافة للإعلان الدستورى الجديد الذى أثار الجدل حول طريقة إعلانه وقانون الطوارئ المخالف الإستفتاء على الدستور.