x

«المصرى اليوم» تنقل صرخات ضحايا «البلطجية» وتجار المخدرات فى القاهرة

الخميس 17-02-2011 20:36 | كتب: عمر حسانين |
تصوير : other

 

يعيش سكان العزب والمناطق الموجودة على أطراف القاهرة حالة من الرعب بسبب غياب السيطرة الأمنية، حيث قال المواطنون إن أرباب السوابق والهاربين من السجون وأقسام الشرطة انتشروا فى الشوارع بصورة ملحوظة واحترف بعضهم فرض الإتاوات والسرقة بالإكراه، كما انتشرت تجارة المخدرات وتعاطيها بصورة علنية، بينما تحول عدد كبير من سائقى السيرفيس وسيارات ربع نقل التى تستخدم فى نقل الركاب بمناطق المرج ومساكن عين شمس ومدينة السلام إلى بلطجية، حيث رفع عدد منهم أجرة الركوب واعتدى آخرون بالضرب على الركاب لاعتراضهم على زيادة الأجرة أو تقسيم خطوط السير إلى مراحل متعددة.


ولم يكن بعض أصحاب المخابز أقل عنفا من غيرهم فبعضهم باع كميات من حصص الدقيق المدعم واستعانوا بأشخاص يحملون الأسلحة البيضاء والشوم فى تهديد المواطنين وضربهم إذا لزم الحال، «المصرى اليوم» تجولت فى هذه المناطق ونقلت التفاصيل.


لم تنقطع الاتصالات والاستغاثات طوال الأيام الماضية بالجريدة تطالب بعودة الأمن لإنقاذ البسطاء من أعمال الاستغلال والبلطجة، انتقلنا إلى منطقة مساكن عين شمس، تبين لنا أن الشارع الموازى لشريط السكة الحديد تحول إلى ساحة من الفوضى، عشرات من السائقين يسيرون عكس الاتجاه ، شتائم ومشاجرات كثيرة وصفها أبوالرجال سمير «48سنة» عامل، بأنها «عيشة بالدراع» وقال إنه منذ اختفاء رجل الشرطة من الشارع والحياه هنا تسير بطريقة فرض القوة، فموزع أسطوانات البوتاجاز يبيعها بالسعر الذى يفرضه وصاحب المخبز يوزع الخبز حسب مزاجه ويخرج أجولة الدقيق المدعم علنا ويبيعها فى السوق السوداء، ومن يعترض على ذلك يتم تأديبه عن طريق الرجال الذين يحملون الشوم والسنج ويقفون إلى جوار صاحب المخبز.


وقال السيد محمد بخيت، موظف، إن النواصى والمناطق المتطرفة يقف فيها البلطجية والهاربون من السجون يضايقون المارة ويدخنون المخدرات علنا وبعضهم يمارس فرض الإتاوات والسرقة ولا يجد الضحايا من ينقذهم، كما لا يجد اللصوص من يردهم، وطالب بسرعة انتشار الشرطة السرية والدوريات التى كانت ترغم كل مجرم على الاختباء فى جحره.


وقالت أمل مصطفى عطوة «32سنة»، ربة منزل، إنها تستقل سيارات ربع النقل التى تنقل الركاب من جوار سور مترو المرج إلى عين شمس يوميا وتشاهد السائقين يتشاجرون مع الركاب ويعتدون عليهم بالضرب وأن بعضهم يتوقف فى نصف الطريق ويرغمنا على النزول أو دفع الأجرة مضاعفة، وأن هذا لم يكن يحدث من قبل عندما كانت الشرطة موجودة فعلا، أما الآن فلا أحد يخشى من أحد.


أما فى موقف سيارات نقل الركاب من المرج إلى الخصوص بالقليوبية، فالسيارات عبارة عن عربات ربع نقل الغالبية العظمى منها دون لوحات يقودها صبية صغار يحميهم عدد من البلطجية المسلحين يعتدون على الركاب بالشتائم، بعضهم يدخن المواد المخدرة داخل السيارات التى تنتظر دورها.


لم تستطع نوال إبراهيم إخفاء دموعها وهى تقول إنها كادت أن تتلقى علقة ساخنة وقد تتعرض لأبعد من ذلك حين عاتبت سائقا كاد أن يدهسها وأنه سبها بأبشع الألفاظ فى أهلها وعرضها وعندما حذرته بإبلاغ الشرطة أشار إليها بأحد أصابعه «الوسطى» يسب الشرطة، وطالبت بسرعة إرسال أحد أفراد الشرطة إلى هذا المكان لحمايته لأن هذه السيارات تنقل يوميا ما لا يقل عن مليون مواطن من الخصوص إلى محطة مترو المرج، متوجهين إلى أعمالهم.


وفى مدينة السلام كشف ألفونس صبرى أن صغار تجار المخدرات يبيعونها علنا والحبوب المخدرة تنتشر بصورة كبيرة والمنطقة القريبة من نفق الطريق الدائرى أصبحت بؤرة شديدة الخطورة، تتم فيها السرقات وبيع المخدرات والمشاجرات اليومية، ولا أحد يسأل حتى الآن والسبب فى ذلك أن الشرطة لم تعد موجودة. ووجه المواطنون نداء إلى اللواء محمود وجدى، وزير الداخلية وقيادات الأمن فى القاهرة بضرورة الإسراع فى عودة الشرطة بكامل قوتها إلى الشوارع، لأن الجيش يتواجد فى الأحياء الراقية فقط، أما المناطق الشعبية والعشوائيات بصفة خاصة التى يسكنها البسطاء أصبح الحكم فيها بالقوة وفرض النفوذ، وأن استمرار الوضع على هذا الحال قد يحولها إلى بحور من الدماء فلم يعد المواطن يأمن على أطفاله وزوجته إذا تركهم وذهب إلى عمله، بل إنه لم يعد يأمن على نفسه فى الطريق.


وقالت مصادر أمنية فى قطاع أمن القاهرة إن أجهزة البحث بإشراف اللواء أمين عزالدين ، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، متواجدة بشكل دائم ولم تغادر الشارع لكنها تحتاج إلى دعم أكبر وثقة أكثر من المواطن بسبب الصورة «غير الحقيقية، السيئة» التى أصبحت قناعة فى رأس المواطن، وأضاف المصدر أننا نعى رسالتنا جيدا ولم نتوقف عن تأديتها وأن أى تجاوزات كانت تحدث من قبل لم تتكرر، ونطلب من المواطن أن يثق فى رجل الشرطة ويتعاون معه، وأن الذين يحاولون التعدى على حقوق المواطنين هم من محترفى الجريمة وسوف نطاردهم فى كل مكان حتى يعم الأمن كل حارة وكل شارع.


وأضاف المصدر أن اللواء حسن عزت، نائب مدير أمن القاهرة يجرى اجتماعات مستمرة ويتفقد أقسام الشرطة وإدارات المرور لضمان تنفيذ توجيهات وزير الداخلية، للحفاظ على أمن المواطن وحسن معاملته.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية