دخل الرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة فى فترة نقاهة جديدة، بعد خضوعه لفحوصات طبية بفرنسا، أجراها منتصف الشهر الحالى، ليعيد بذلك الجدل الذى أثاره سابقا حول صحته ومدى قدرته على ممارسة مهامه.
وتفسر فترة العلاج التى باشرها منذ 10 أيام، سبب غيابه عن أشغال الدورة الـ66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وعدم حضوره افتتاح الصالون الدولى للكتاب بالجزائر العاصمة.
ذكرت مصادر عليمة لصحيفة «الخبر» الجزائرية، الأربعاء، أن بوتفليقة سافر إلى فرنسا يوم 14 سبتمبر الحالى لإجراء فحوصات طبية، ذات علاقة بالعملية الجراحية التى أجريت له فى نوفمبر 2005 بمستشفى فال دوجراس بباريس. وجرت الفحوصات، حسب المصادر، فى عيادة خاصة بضواحى العاصمة الفرنسية ودامت أسبوعا. وعاد الرئيس بعدها إلى الجزائر، ليبدأ فترة نقاهة جديدة ستبعده عن إدارة الشأن العام، لفترة حددها له الأطباء، حسب نفس المصادر، التى أوضحت أن حالة الرئيس الصحية كانت سببا فى غيابه عن أعمال الاجتماع الـ66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التى بدأت يوم 22 سبتمبر. وكانت أيضا سبب تخلفه عن الموعد التقليدى السنوى المتعلق بافتتاح الصالون الدولى للكتاب بالجزائر العاصمة، يوم 21 سبتمبر.
وقد سافر الرئيس إلى فرنسا مع وفد يتكون من 4 أشخاص هم: شقيقه عبدالرحيم، ومسؤول التشريفات برئاسة الجمهورية عمار رقيق، وضابط برتبة جنرال من دائرة الاستعلام والأمن، وضابط عسكرى آخر برتبة مقدم من الحرس الرئاسى الخاص. معروف أن السعيد بوتفليقة شقيق ومستشار الرئيس، كان مرافقه الأساسى فى الفترة التى أعقبت العملية الجراحية.
وأوضحت المصادر أن البعثة الرئاسية طارت إلى باريس من المطار العسكرى فى بوفاريك جنوبى العاصمة. ولم تذكر المصادر مدة ابتعاد الرئيس عن الشأن العام، واكتفت بالقول إنه «سيخلد إلى الراحة التى نصح بها الأطباء الذين يتابعون حالته الصحية منذ إصابته بنزيف فى المعدة».
وبدا رئيس الجمهورية متعبا كثيرا، فى خطاب 15 أبريل الماضى، الذى أعلن فيه نيته إجراء إصلاحات سياسية. وأثار ظهوره بتلك الصورة الجدل من جديد حول قدراته الجسمانية على إكمال عهدته الرئاسية الثالثة، ويجرى فى اجتماعات، تعقد على مستوى ضيق بالعاصمة، حديث عن التحضير لمرحلة ما بعد بوتفليقة بمناسبة الانتخابات الرئاسية المنتظرة فى «ربيع 2014».
ويعود الحديث عن «صحة الرئيس» بصفة دورية، كلما اختفى عن الأنظار مدة طويلة. كان بوتفليقة يتعمد الظهور إلى العلن، كلما اشتد التعاطى مع الموضوع، محاولا التأكيد على أنه لايزال قادرا على إدارة دفة الحكم.