x

درب النور: ميت دمسيس.. هنا ربيب «على» وابن الصديق

الإثنين 05-06-2017 20:04 | كتب: غادة عبد الحافظ |
ضريح محمد بن أبى بكر ضريح محمد بن أبى بكر تصوير : محمود الحفناوي

«مدد يا ابن الصديق مدد»، «مدد يا ربيب على مدد»، بهذه الكلمات يتبرك رواد مسجد محمد بن أبوبكر الصديق، بقرية ميت دمسيس التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، حيث يزوره الآلاف من داخل مصر وخارجها سنويا للتبرك، خاصة فى فترة المولد الذى يقام سنويا من 1 إلى 15 أغسطس.

ويعد ضريح محمد بن أبى بكر، أحد الأعتاب والمزارات الخاصة بالشيعة فى مصر وغيرهم من مختلف دول العالم، بسبب تربيته على يد الإمام على بن أبى طالب، حتى أطلق عليه المؤرخون والزوار «ربيب الإمام على».

والمسجد ذو طراز معمارى متميز، ويقع الضريح أسفل المسجد على بعد 6 أمتار من سطح الأرض، ومساحة الضريح لا تتجاوز المتر، وعرضه نصف متر، وحوله مكان واسع حوالى 150 مترا محيطا بالضريح أسفل صحن المسجد، وبجوار الضريح توجد صخرة بطول وعرض الضريح ويشاع أنها تتحرك مع حلقات الذكر.

والقبر الأساسى للضريح ما زال موجودا، وتم اكتشافه عام 1950، لكن لم يقم أحد بفتح المقبرة وتم بناء هيكل خشبى فوقها وتوجد للمقبرة عين صغيرة يطل منها الرواد للحصول على البركة.

ويقول الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف، إن الضريح يعود إلى الإمام محمد بن أبى بكر الصديق، الذى كان واليا على مصر فى عهد على بن أبى طالب، واستشهد على يد معاوية بن خديج، والذى قتله بأوامر من معاوية بن أبى سفيان.

وأضاف: «القبر تم اكتشافه عام 1950، عندما كان يتم تجديد المسجد، وأثناء الحفر لإقامة المئذنة، كانت تهدم تلقائيا فى اليوم الثانى للبناء، فقاموا بالحفر لمسافة أكبر حتى وجدوا صخرة كبيرة، واكتشفوا القبر، ولم يتم فتح القبر، ويقال إن الجسد كله موجود به والبعض الآخر يؤكد أنها الرأس فقط، كما تم اكتشاف لوحة خشبية عليها اسم محمد بن أبى بكر الصديق بالخط الكوفى، بجوار القبر وحصلت عليها هيئة الآثار الإسلامية».

ويقول الشيخ فكرى عبد المنعم بدر، إمام وخطيب مسجد الشهيد محمد ابن أبوبكر الصديق بميت دمسيس، إن المسجد الأثرى القديم يضم بين ثناياه رفاة صحابى جليل من أصحاب الرسول، وهو محمد بن أبى بكر الصديق، ابن الخليفة الأول رضى الله عنه، وولد فى العام العاشر من الهجرة، وأمه أسماء بنت عميس، التى تزوجت من أبوبكر الصديق بعد موت زوجها جعفر ابن أبى طالب، ولما مات أبوبكر الصديق، كان محمد ما زال فى المهد، وتزوجت أمه أسماء بسيدنا على بن أبى طالب، فتربى محمد بن أبى بكر الصديق فى كنف ورعاية الإمام على، حتى لقبه المؤرخون بـ«ربيب الإمام على»، وعاش الصحابى الجليل فى ريعان شبابه مع الحسن والحسين، وتعلم الشجاعة والعلم من الإمام على.

وأضاف: «الصحابى الجليل كان أحد حكام مصر، حيث حكم مصر 6 أشهر فقط، وبعدها حدثت مناوشات بين الإمام على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان، واستشهد الصحابى الجليل محمد بن أبى بكر فى إحدى المعارك على يد قائد من قوات معاوية، وكان يسمى معاوية بن خديج، ووقعت المعركة فى مكان قريب من قرية ميت دمسيس، كانت تسمى قديما قرية المثناة، قرية متشنا الآن، وتبعد عن ميت دمسيس بحوالى 4 كيلومترات فقط، وبعدها انتقلت رفاته من هناك إلى هذا المكان، ودفن ولم يعرف له أثر، وكان أحد الأتراك بنى هذا المسجد وكان يسمى بالمسجد الكبير بالقرية، وأرادوا أن يبنوا له مئذنة ترفع عليها الشعائر، وأثناء البناء وجدوا صخرة كبيرة ما زالت موجودة حتى الآن بالمسجد، وبعد أن أخرجوها وجدوا لافتة خشبية مكتوبا عليها بالخط الكوفى هذا قبر محمد بن أبى بكر الصديق، وكان ذلك فى عام 1950، ومن وقتها عرف هذا المكان باسم الصحابى الجليل، ويأتى إليه الزوار من كل مكان سواء من مصر أو خارجها، حيث يأتون لزيارة الضريح والتبرك».

وقال محمد إبراهيم عبدالله، مفتش أول المساجد بإدارة أوقاف أجا، إن محمد ابن أبوبكر، ولد عام 10 وتوفى سنة 38 هجرية، أى عاش 28 سنة، وجاهد فى سبيل الله، وملأ الدنيا بعمله وعلمه حتى استشهد على يد معاوية بن خديج، وفى أيام المولد فى شهر أغسطس من كل عام يأتى الناس من كل مكان لزيارة الضريح والتبرك بالحجر، لأنه مكتوب عليه اسم الشهيد، وهو من أولياء الله الصالحين وله كرامات عديدة.

ويؤكد عدد من أهالى قرية ميت دمسيس، أن مسجد وضريح الإمام محمد بن أبوبكر الصديق يأتى إليه زوار من باكستان والسعودية والعراق وتركيا والكويت، كما قام أحد العراقيين ويدعى عبدالخالق ناصر العامرى، بإحضار لوحة تشرح تاريخ مولد واستشهاد صاحب الضريح، وتم وضعها بجوار الضريح، وتؤكد أنه استشهد سنة 38 هجرية فى ميت دمسيس.

وأضافوا أن عددا من المواطنين، خاصة السيدات ، يأتين ويشعلين الشموع والبخور أمام الضريح تبركا به، وبعضهن أكدن كرامات الإمام الشهيد بعد زيارتهم للضريح.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية