x

رمضان يحييكم من «دمياط».. بط وفوانيس وإفطار على البلاج

الإثنين 05-06-2017 20:04 | كتب: عماد الشاذلي |
موائد الإفطار الجماعية تنتشر فى شوارع دمياط موائد الإفطار الجماعية تنتشر فى شوارع دمياط تصوير : اخبار

لكل محافظة فلكلورها وعاداتها التى لا تنقطع طوال شهر رمضان، وتتوارثها المجتمعات جيلا بعد جيل، حتى تصبح جزءا أصيلا من تاريخ المحافظة.

المشهد الرمضانى فى دمياط أكثر زهوا واحتفاء بالشهر الكريم، حيث تتزين الشوارع والميادين والمحلات بشكل كثيف، وذلك لجذب أكبر عدد من الزبائن، ويبرز ذلك فى الأسواق الكبيرة بشارع التجارى بدمياط وشارع السوق بفارسكور والزرقا وكفر سعد، وأيضا شارع النيل برأس البر، حيث تتزين المحال التجارية والكافيتيريات بأنواع مختلفة من الزينات والإضاءة المتنوعة فيما يشبه الكرنفال لجذب الزبائن خاصة عقب صلاة التراويح، وكذلك شارع البحر بمدينة دمياط وشارع النيل وشارع بورسعيد بامتداد منطقة اللسان التى تشهد أمواجا من البشر الذين يقومون بالتنزه جماعات للاستمتاع بوقتهم.

عزومات البط الدمياطى أول ما يميز البيت الدمياطى فى أول أيام شهر رمضان، تتنافس السيدات على طبخه، ويتبارون على تقديم أجود الأطعمة والمشروبات التى تصاحب وجبة البط، منها المورتة ذات التتبيلة الشهيرة والمميزة للمرأة الدمياطية، ويصاحبها أيضا الشوربة والفتة، علاوة على صينية البطاطس المسماة (التورلى).

ونصل لمحطة الحلويات التى تتمتع بمذاق مختلف فى دمياط، حيث تشتعل المنافسة بين السيدات وربات البيوت على عمل الأصناف منها الكنافة والقطايف وبلج الشام والزلابيا.

وشهدت الأعوام الأخيرة رواجا لأصناف مختلفة من الكنافة، منها الكنافة بالمانجا، والكنافة بالفواكه، علاوة على بلح الشام، والقطايف المحشوة بالكريمة والمكسرات المختلفة. وهناك أيضا بعض الأسر التى تحرص على عدم شراء الكنافة الجاهزة أو القطايف، وتقوم بشرائها خام، وتجلب باقى محتوياتها لتصنعها داخل المنزل، وبصفة خاصة فى وقت تبادل الزيارات العائلية، حيث تبرز السيدات لضيوفهن مدى مهارتهن فى إعداد هذه الأصناف المختلفة من الحلويات.

وتجمع الأسرة الدمياطية فى أول أيام رمضان عادة لا تنقطع، فالأبوان يحرصان على أن يتجمع أبناؤهما على مائدة واحدة فى إفطار أول أيام رمضان، وتناول طعام الإفطار سويا، والتسامر فيما بينهم حول أحوالهم وذكرياتهم فى رمضان.

ومن أهم الوجبات التى لا تفارق المائدة الرمضانية فى دمياط الأسماك بمختلف أنواعها والتى منها الصيادية والسنجارى، علاوة على (أكلة العيش) والتى تتميز بتنوع أصناف المأكولات التى يتم تناولها بالعيش، ومنها الفول والطعمية وأصناف البطاطس والبيض والباذنجان والمخللات.

وهناك عادات أصيلة للأسر الدمياطية، ومنها تناول طعام الإفطار الرمضانى على بلاج رأس البر باعتباره المصيف التابع للمحافظة ويفصله عنها 20 دقيقة تقريبا، مما يجعله قبلة للعديد من الأسر التى تحمل طعامها لتناوله سويا على البلاج، وما يصاحبها من قيام الأطفال باللعب حولهم، علاوة على التنزه على البحر بدءا من شارع 101 وحتى شارع 33.

وتعد وجبات الأسماك بأنواعها المختلفة هى الأكثر تصدرا للمشهد على موائد الإفطار الرمضانى على بلاجات مصيف رأس البر.

الطبيعة الصناعية لمحافظة دمياط ووجود الآلاف من الحرفيين والصناع، فرضت نفسها على طبيعة الحياة فى رمضان، حيث يتنافس حرفيو الورش على تعليق الفوانيس الرمضانية الخشبية أمام ورشهم، ويسعى كل منهم على أن يكون فانوسه الخشبى الأجمل شكلا والأقوى إضاءة للفت الأنظار نحوه، كما اعتاد بعض العاملين بالورش عمل إفطار جماعى مع بعضهم البعض والتسامر فيها بينهم داخل ورشهم، وتناول الكنافة والقطايف وبلح الشام، فضلا على العصائر، كما يقوم البعض الآخر منهم بالتجمع وتناول الإفطار بأحد الأسواق، وعلى منطقة اللسان بمدينة رأس البر.

وفرض شهر رمضان تغييرا فى مواعيد عمل هذه الورش، حيث يبدأون العمل متأخرا عن المعتاد صباحا، ويواصلون العمل حتى الرابعة عصرا، ثم يغادرون ورشهم للاستعداد لتناول الإفطار، ويعاودون عملهم مرة أخرى بعد صلاة التراويح، ويستمرون حتى الساعة الواحدة أو الثانية صباحا، ويغلقون بعدها محلاتهم متجهين لقضاء بضع ساعات للترفيه والترويح بعد عناء العمل، ويفضل بعضهم تناول السحور سويا خارج المنزل، بينما يحرص المتزوجون منهم على الذهاب للمنزل وتناول طعام السحور وسط أسرهم، والنوم استعدادا لمواصلة العمل صباحا، وهناك البعض من أهالى دمياط يعتادون تناول طعام الإفطار الرمضانى مع أسرهم أيام الجمع خارج المنزل، كنوع من الترفيه والترويح عن النفس وكذلك تبادل عزومات الإفطار مع الآخرين سواء من الأصحاب أو الأقارب، وتعد مدينتا رأس البر ودمياط الجديدة المكان الأفضل لتناول طعام الإفطار والاستمتاع بساعات ما بعض الإفطار، سواء بالأسواق أو على البلاجات.

وهناك بعض القرى فى دمياط التى تحرص على التجمع والإفطار سويا فى موائد جماعية للتواصل الاجتماعى وتوطيد أواصر العلاقات بين الأهالى بعضهم البعض، والتصالح ونبذ الخلافات، ومن أبرزها قرية كفر الغاب التابعة لكفر سعد التى يحرص عدد من شبابها على تحديد موعد فى منتصف شهر رمضان من كل عام لتجمع الأهالى والإفطار سويا فى أطول مائدة إفطار جماعى تستحق إدراجها ضمن موسوعة جينيز العالمية، ويتضمن هذا اليوم أيضا جلسات سمر وتبادل الأبيات الشعرية والمواهب وكذا القفشات فيما بينهم.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية