x

على طريق التعمير: شباب الثورة يقترحون أفكاراً لبناء الوطن

الخميس 17-02-2011 16:26 | كتب: دارين فرغلي, هيثم دبور |
تصوير : other

حين أعلن نائب الرئيس الأسبق عمر سليمان بيان تنحى مبارك، طوى العديد من الشباب صفحة الثورة ليبدأوا صفحة التعمير التى دائما ما حلموا بها، اكتسبوا من كل شبر لامسهم أثناء بقائهم فى التحرير إحساسا بأن الأرض لاتزال لهم، جعلوا دماء الشهداء أنهارا تسقى الشجر حتى يصبح زهره ملكا لهم دون أن يسرقه أحدهم، بدأوا ذلك منذ قرروا النزول إلى الميدان صبيحة اليوم التالى للتنحى لتنظيف الشوارع والحوائط وتمثال عبد المنعم رياض ودهان الرصيف، أفكار بسيطة تعطى لميدان التحرير بريقا فقده لمدة 30 عاما، إلا أن المرحلة الأصعب هى تلك الأفكار التى تعطى الوطن بأكمله هذا البريق المفتقد.

حامد»: استقطاب الكوادر المصرية من الخارج والاهتمام بالتعليم أولى خطوات التقدم«

حامد عبد الفتاح 27 سنة مدير تسويق لم يكن يوما يخطر على باله أن يخرج إلى الميدان مرددا «الشعب يريد إسقاط النظام» ولكن ثورة الشباب أيقظت بداخله أملا كان قد اعتقد بأنه مات بأيدى الفاسدين، يرى أن الثورة نقلت مصر إلى كوكب جديد، وفتحت أمامها صفحة بيضاء علينا أن نملأها بكل ما هو مفيد لأرض سال عليها دماء الشهداء دفاعا عن الحرية، يقترح ألا يزيد عمر الوزراء عند تعيينهم على الخمسين، وأن تكون معايير الاختيار واضحة للجميع، وأن يتم إستقطاب الكوادر العلمية المصرية من الخارج ليبدأوا مرحلة وعصراً جديداً يكون الشباب فيهما الأساس، وأن تقوم الدولة بتكريم هذه الكوادر العلمية وأن تسخر لهم كل الإمكانيات التى تسهل لهم مهمة نقل الخبرات إلى الأجيال الجديدة كما يرى أن الاهتمام بالتعليم الأساسى خطوة رئيسية من أجل الوصول إلى التقدم والتنمية وازدهار مصر، يقترح أن يتم تشكيل لجنة من خبراء على أعلى مستوى لإعادة النظر فى المناهج التعليمية وفى أسس وطرق التعليم، وأن يتم رفع ميزانية التعليم بشكل يليق مع الوضع الراهن للمدارس الحكومية فى كل من المدن والقرى، وفى مجال الصحة يتمنى أن يتم تحسين أجور الأطباء فى المستشفيات الحكومية حتى يستطيعوا إنجاز مهامهم الطبية بشكل أرقى مع المواطنين، كما يقترح أن تغير الدولة سياساتها فى التعامل مع الشباب وتعتمد عليهم فى الفترة القادمة بصورة أكبر وأن يكون لهم ممثلون فى كل مراكز اتخاذ القرار، ويرى أن يتم إعداد دورات تدريبية لضباط الشرطة فى كيفية التعامل مع المواطنين بشكل يومى وعلى الجانب الآخر يرى ضرورة إعداد حملات إعلامية توضح للمواطنين أهمية دور ضباط الشرطة حتى نتمكن من إعادة الثقة بين الطرفين.

رامى: فرض غرامة رمزية على غير المشاركين فى الانتخابات

رامى سيد التمسلى 29 سنة محاسب ما حدث فى مصر يوم 25 يناير كان بالنسبة إليه كالحلم، بل إن بعض الأحلام يسهل تحقيقها، ولكن ثورة الشباب كانت حلما يكاد يصبح مستحيلا، واليوم بعد أن تحقق المستحيل، فمستقبل مصر يبدو أمامه وكأنه يصاغ من جديد، فهو كالدستور الجديد لحياة مختلفة، يرى أن كل مواطن مصرى يستطيع أن يصوغ فيه مادة أو مادتين حتى وإن كان ليس من فقهاء القانون فيكفى فقط أن يحب مصر، يرى أن تسهيل عملية الانتخاب هى أهم الخطوات التى يجب تنفيذها فى الفترة القادمة، فهو يرى أن إجراء التصويت ببطاقات الرقم القومى سيمكن المواطنين من المشاركة بشكل أكبر، كما يقترح أيضا أن يتم مضاعفة اللجان الانتخابية منعا للإزدحام، وتسهيلا على الناخبين، وحتى يكون المشهد أكثر حضارية وتكون عملية منع تزوير الأصوات أكثر سهولة، وأن يتم فرض غرامة رمزية على الذين لا يذهبون للتصويت حتى نتمكن من نشر ثقافة المشاركة السياسية بين أبناء مصر، ويقترح رامى أيضا أن يتم تخصيص موقع إلكترونى يقوم فيه المواطنون بالتصويت من أجل أفضل وزير أو مسؤول للعام، بدلا من مسابقات أفضل ممثلة وأفضل مطرب التى اعتدنا عليها فى الفترات السابقة، وأن تؤخذ فى الاعتبار نتائج هذا التصويت فى تقييم المسؤول من قبل الجهات الحكومية لتتم محاسبته على تقصيره أو مكافأته على تميزه، كما يقترح أن يتم تخصيص جزء من الميزانية لتطوير المناطق العشوائية وتوفير مساكن بديلة للمواطنين الذين يسكنون فى عشش أو غرف مشتركة حتى يتحولوا من فئة ناقمة وعالة على المجتمع إلى فئة منتجة وأكثر وطنية، وفى مجال الرياضة يرى أهمية الاهتمام بمراكز الشباب فى كل من المدن والقرى، بحيث تكون أحد منافذ الترفيه لهؤلاء الشباب، وأن يتم عقد ندوات يلقيها علماء دين ونجوم الكرة والفن لتوعية الشباب بخطورة المخدرات وتأثيرها على مستقبلهم.

«مينا»: الاهتمام بزراعة القمح والقطن لتحقيق الاكتفاء الذاتى

مينا مكرم 28 سنة مهندس دعم فنى يرى أن العودة للاهتمام بالزراعة هى أولى الخطوات التى يجب تنفيذها للنهوض بمصر، ويقترح أن يتم تحفيز الفلاحين لكى يعودوا إلى الاهتمام بزراعة القمح والقطن من جديد عن طريق توفير الأسمدة والمبيدات بأسعار قليلة، مشيرا إلى أن هذا سيجعل مصر تحقق الاكتفاء الذاتى من تلك المحاصيل وتصبح من أكبر المصدرين لها أيضا، كما يرى أن هذا الأمر لن يتم إلا بعد أن تتوقف عملية تبوير الأراضى الزراعية وتحويلها إلى أبراج سكنية، وأن يتم فى المقابل توفير مساحات كبيرة من الأراضى غير الزراعية للشباب لإقامة مشروعات صغيرة بشرط أن تسهل لهم الدولة إدخال المرافق وتوفير المواصلات العامة لتلك المناطق، كما يرى أن انتخابات مجلسى الشعب والشورى القادمة يجب أن تكون مختلفة بنسبة 100% عما سبق، وأن تتم توعية المواطنين من خلال برامج توعية عن أهمية اختيارهم للنائب الذى سيمثلهم فى البرلمان وليس الذى سيعطيهم كيس رز أو 50 جنيها ليعطوه أصواتهم، كما يقترح أن يتم إجراء أبحاث مكثفة عن النواب الذين يتقدمون للانتخابات البرلمانية للتأكد من عدم تورطهم فى أى قضايا نصب أو تزوير أو أى قضايا أخرى مخلة بالشرف، وفى مجال الصناعة يقترح مينا أن تبدأ مصر حملة لتحسين منتجاتها بحيث يتم الاستغناء عن المنتجات الأخرى، بل لتصبح مصر فى غضون سنوات قليلة من كبرى الدول المصنعة لمنتجات أساسية تصدر إلى العالم كله، وأن تتم الاستعانة بأجانب متخصصين بشرط أن يعملوا مع الشباب المصريين حتى تتمكن مصر بعد فترة قصيرة من الاستغناء عن الخبرة الأجنبية والاكتفاء بأبنائها، أما عن فرص العمل فيرى ضرورة توظيف الشباب فى مجالات ترتبط بدراستهم لضمان الاستفادة منهم وحتى لا يشعروا بعدم أهمية سنوات دراستهم، مستنكرا ما قالته الوزيرة عائشة عبدالهادى عن توافر فرص عمل كأفراد أمن لهؤلاء الشباب.

جواد: توفير قاعدة بيانات فى كل المجالات.. ودراسة تجارب دول استطاعت بناء نفسها

جواد نابلسى: نقوم حاليا مع عدد كبير من المتطوعين بعمل مركز لخدمة المصابين من أحداث 25 يناير من خلال الاتفاق مع عدد من المستشفيات التى وافقت على علاج هؤلاء المصابين بالإضافة إلى تجميع بيانات عن جميع المفقودين خلال الأحداث ذاتها، ووضعنا رقم خدمة هو 1492 بالإضافة إلى موقع علشانك يا بلدىhttp://www.aybasu.com الذى نقوم بتلقى طلبات المتطوعين عليه أيضا. أما بخصوص ما يجب أن نفعله من أجل المستقبل فأرى أن الحديث المرسل دون أن نعتمد على قاعدة بيانات قوية يجعلنا نقع فى نفس الخطأ للأنظمة السابقة، التى كانت متأخرة فى تعاملها مع الحدث بسبب هذا النقص المعلوماتى، فعند بناء أى شركة أو مؤسسة أو حتى وطن يجب أن نمر بمرحلة جمع المعلومات اللازمة عما يحتاجه ويريده هذا الوطن والمقومات التى نملكها فعليا، فنحن فى عصر المعلومات كما يقولون، لكن الأهم من الحصول على المعلومة هو إدارة المعلومة أيضا، وأعتقد أن هذه المرحلة يجب ألا تتجاوز من شهر إلى شهر ونصف الشهر يكون فيها التركيز بشكل كبير على جمع المعلومات بدقة من مختلف قطاعات الشعب، لأن أغلب المبادرات التى تخرج حاليا هى مبادرات متعجلة لم تهتم بفهم ما يجرى فى مصر وما يتطلبه هذا الوطن للارتقاء خلال السنوات القادمة، ويجب النظر إلى تجارب سابقة لدول أخرى استطاعت بناء أوطانها، لأننا لا نملك هذه التجربة من قبل على الإطلاق، فيمكن النظر إلى تجربة أردوغان للنهوض ببلاده على سبيل المثال.

«محمد»: إعادة النظرفى الأبحاث العلمية

 

محمد صابر 26سنة صاحب شركة مقاولات «مشروع قومى يلتف حوله المصريون» هذا هو حلمه للفترة القادمة، فهو يرى أن استثمار حالة الوطنية والحب التى نعيشها الآن فرصة لن تعوض، ومن أجل هذا الغرض قام ومجموعة من أصدقائه بتأسيس جروب على الفيس بوك يحمل اسم «احلم معانا» يقومون من خلاله باستقبال الأفكار التى يطرحها عليهم الشباب والتى من الممكن أن تفيد مصر فى المرحلة القادمة، ويرى محمد أن البحث العلمى هو الأساس الآن وأن رفع الميزانية المخصصة له يجب أن يكون من أهم أولويات الحكومات القادمة، بل إنه اقترح ومجموعة من أصدقائه أن تتم مراجعة كل الأبحاث العلمية التى لم تستفد بها مصر الفترة الماضية، إضافة إلى براءات الإختراع التى قدمت وإختفت فى الأدراج، قائلا إنه على المسؤولين فى تلك الجهات أن يقوموا بفرز تلك الأبحاث وبراءات الاختراع وتقديم أفضلها إلى الوزراء المتخصصين، وتشجيع الباحثين على استكمال أبحاثهم وتوفير كل الإمكانيات المادية والمعنوية لهم حتى يعملوا فى مناخ أفضل، كما يقترح زيادة أعداد البعثات العلمية إلى الخارج حتى تتمكن مصر من اللحاق بعجلة التطور فى السنوات القليلة القادمة، وفى الوقت نفسه يؤكد أن التطور العلمى يجب أن يسبقه تطور فى سلوكيات المواطنين، حيث يصبح كل فرد رقيبا على تصرفاته، ويشعر بأهمية أن يكون إنسانا إيجابيا لا يرى فسادا ويسكت عليه أو يشارك فيه، مشيرا إلى أن تطور الأداء فى التعاملات اليومية أيضا يجب أن يأخذ منحا مختلفا، فعلى سبيل المثال يلتزم المواطنون بإشارات المرور بغض النظر عن وجود غرامات أم لا، ويحافظون على نظافة الشوارع، ويسعون إلى ضبط انفعالاتهم حتى نضمن حياة حرة كريمة.

محمود: برامج توعية ليعرف المجتمع أن دور مجلس الشعب «تشريعى» وليس تقديم الخدمات

محمود العطار مسؤول مبيعات فى إحدى شركات المحمول 25 سنة: لابد أن نهتم بالتعليم لأن ذلك سيؤثر على مستقبل مصر خلال السنوات المقبلة من خلال الارتقاء بمستوى التعليم وتقليل حجم الأمية فى مصر، فقد درست فى مصر لكننى أشعر دائما أننى لم أتعلم شيئا لأن مستوى التعليم منخفض للغاية، ويجب أن يكون هناك مشروع قومى للتأمين الصحى لأن الحالة الصحية لأغلب المصريين سيئة للغالية وتكلفة العلاج غالية بالنسبة لهم، والاهتمام بالحالة الصحية يجعل المجتمع قويا. والاهتمام بوضع حد أدنى للأجور يؤهل الأسرة المصرية للعيش بشكل كريم فلا يضطر المواطن إلى البحث عن مهنة ثانية وثالثة وهو ما سيوفر فرص عمل للعاطلين فى مصر بشكل كبير، ويجب أن يكون ذلك متوازيا مع عودة الكفاءات المصرية فى الخارج لإعادة التعمير والنهوض بمصر بشكل كبير، فقد كنت أعرف صديقا لى سيسافر خلال 6 شهور إلى إنجلترا، للبحث عن حياة مهنية واجتماعية أفضل، لكنه تراجع عن قراره وأصبح مصرا على البقاء هنا من أجل التعمير والنهوض بمصر لأنه يرى أنه متميز فى عمله ولا يجب أن يستفيد به بلد آخر أكثر من بلده.

نحن أيضا فى حاجة لإلغاء مادة الدستور التى تنص على أن نصف الأعضاء من العمال والفلاحين، فكيف يضع نصف الأعضاء الأميين مستقبل بلد أصبح متعلما وفيه كفاءات علمية كبيرة، فيجب أن تعاد صياغة هذه المادة، ويتم تثقيف المجتمع بأن هدف عضو مجلس الشعب هو التشريع ومحاسبة الحكومة وليس توفير فرصة حج أو علاج لأهالى دائرته كما اعتدنا رؤية ذلك خلال السنوات السابقة

«أشرف»: منع استيراد بعض السلع لتشجيع الصناعة المحلية

أشرف المحروقى طبيب 25 سنة: البداية الحقيقية يجب أن تكون من خلال التعليم فى مصر، فالتعليم الذى نتعلمه لا يبنى طفلا صحيحا وإنما يهدم أطفالنا، فأغلب الأطفال فى مصر يتمتعون بنسب ذكاء عالية فى مراحل ما قبل التعليم، لكننا نهدم ذلك من خلال المناهج التى تعتمد على الحفظ فقط دون التركيز على الابتكار والفهم الصحيح، وبالتالى ينسى الطالب فى مصر ما تعلمه لأنه لا يفيده فى حياته العملية، إلى جانب التركيز على الهوايات مثل الموسيقى والتمثيل والشعر والرسم وخلافه لأننا شعب بلا هوايات، وأقصى ما نقوم به خلال فترات الفراغ هو مشاهدة التلفاز، فى الوقت الذى ينبغ فيه من يمتلك هواية جانبية. أما بالنسبة للاقتصاد، فلا بد أن نشجع الصناعة المحلية ونرتقى بمستواها، ونصل إلى مرحلة بمنع استيراد بعض السلع لتشجيع الصناعة المحلية فيها، بشرط ارتقاء هذا المستوى المحلى لما يقارب المستوى العالمى، وأن نركز فى الزراعة على المحاصيل الأساسية التى تسبب لنا مشكلات مثل القمح، فيجب أن نتوسع فى زراعة القمح حتى نتخلى عن استيراده بكميات كبيرة. إلى جانب تغيير رؤيتنا عن السياحة لأن السياحة لا يجب أن تكون فرعونية فقط، فى الوقت الذى نرى فيه بيوتا أثرية فى الجمالية مهجورة وممنوعة من الزيارة، والأهم هو ألا نكون دولة مركزية فقط من خلال مدينتين كبيرتين فقط هما القاهرة والإسكندرية لأن هذا يعطل التنمية ككل، وأن تكون هناك مجتمعات عمرانية حقيقية وليست صورة فى سيناء.


.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية