حذرت منظمة (أطباء بلا حدود) الدولية غير الحكومية من تعرض الآلاف من المواطنين في جمهورية جنوب السودان للإصابة بالكوليرا وسوء التغذية، وذلك بعد أن فروا من الهجمات التي تعرضت لها مدنهم في منطقة يواي وواط.
وذكرت (أطباء بلا حدود)- في تقرير صدر من مقرها في جنيف، اليوم السبت- أن سوء التغذية والحالات المشتبه إصابتها بالكوليرا تتصاعد بين الفارين الذين يلجأون في الأدغال القريبة من منطقة بييري، مما يعرض صحة الآلاف لخطر كبير.
وأضافت المنظمة العاملة في المجال الطبي والإنساني، أنه منذ منتصف فبراير الماضي، فر حوالي 27 ألف شخص من منازلهم في يواي وواط، جراء اشتباكات بين «الجيش الشعبي لتحرير السودان» وجماعات المعارضة، مضيفة أن من هربوا إلى بييري أبلغوا فرق (أطباء بلا حدود) أن المدنيين تعرضوا لإطلاق النار عليهم والاغتصاب والقتل وتدمير منازلهم.
وأشارت المنظمة إلى أن النازحين يعانون وبشدة من نقص حاد في الغذاء والماء والمأوى، كما يعيش العديد منهم تحت الأشجار ويأكلون الأوراق للبقاء على قيد الحياة.
وأكدت أنها تقدم الرعاية الصحية الأساسية لعلاج الكوليرا وسوء التغذية، محذرة من أنه في حال عدم تحسن الظروف المعيشية لهؤلاء وتزويدهم بالمزيد من المساعدات الإنسانية، فمن المحتمل أن يزداد الوضع تدهورا.
وأوضحت أنها افتتحت وحدة معالجة للكوليرا في منطقة بييري، وتقوم بتشغيل ثلاثة عيادات للرعاية الصحية الأولية هناك، منوهة بأنه لا تزال هناك حاجة ماسة لتوفير المزيد من الغذاء للسكان المحليين والنازحين حول المنطقة، خاصة وأن فريق تابع للمنظمة كان قد أبلغ منذ منتصف مايو عن ارتفاع مستويات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة، حيث يعاني 32% منهم من سوء التغذية الحاد العام، و12% من سوء التغذية الحاد الشديد والذي يهدد الحياة.
ولفتت المنظمة إلى أن انعدام الأمن في المنطقة يشكل أكبر التحديات أمام منظمات الإغاثة للوصول إلى المحتاجين، حيث قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في جنوب السودان مايكل كيزر إن هذا الوضع المتدهور يحدث في منطقة لا تتوفر فيها سوى مساعدات محدودة وشبكة سيئة للغاية من مراكز الرعاية الصحية الأساسية، ولأن الوضع الإنساني في حالة سيئة بالفعل وكذلك بالنظر إلى الظروف المعيشية المتدنية للناس ونقص المياه، فإن المنظمة تخشى من أن يزداد الوضع سوءا خاصة أنه ومع وصول موسم الأمطار فإن تقديم المساعدات الإنسانية سيزداد تعقيدا، في الوقت الذي يزداد فيه الاحتياج إليها.